دام عزك يا وطني ودامت قيادتك الكريمة الحكيمة في خير وامن وامان

• بقلم د. سعد المشاوي القحطاني
• 16/09/2018

مائدة فكرية وروحية تبسط اجنحتها للتوقف السنوي المهم لاستعراض حجم هذا الكيان المتجذر في اعماقنا تجذر النواة في الخلية والممتد في دواخلنا امتداد الشعيرات والأوردة في تفاصيل اجسادنا. واليوم الوطني ليس منصة استعراضية او اعلانا ترويحيا عابرا  وانما اهتزازا موقضا  لذواتنا للتذكر والشكر والحمد ولاستحضار الاحمال الكبيرة التي ارست هذا الكيان وفرشت من اجسادها دروعا لحمايته وبناءه .

اننا في اليوم الوطني نختزل كل العمر الزمني السابق ونعتصر معنا رموزا تلميحية لهذا الحاضر المورق والمشرق من غراس الماضي الذي  خمرته الايادي الكريمة السابقة ليمطر لنا رحيقا مستمرا ويلد لنا في كل زاوية منها مجدا والقا جديدا اننا في اليوم الوطني نستشعر واجبنا ومسؤولياتنا جميعا في تدوير طاقاتنا واستجلاب قدراتنا الكامنة والحاضرة للمحافظة على هذا الكيان العامر بوجودنا وبكينونتنا واننا مطالبون بالرقي باحوالنا في كل مجال ممكن وان نعي احمال هذا الارث الوطني العظيم فالوطن له اذن طاهر حريّ بنا جميعا ان نساهم في تعطيره بعبير انفاس الحب وعبارات الثناء والاطراء والمؤانسة .

فمن خلال الوطن تشكلًّت نسائم ارواحنا وتلوّنت دواخلنا بعبق الوانه وتنوعت معارفنا من مؤائد فكره وكفوف سخاءه وعطاءه ، إننا في تناغم مستمر مع نفحات   أمنه واريج امانه وكلنا  نتدثر برداءه دعة واستكانة وإطمئنانا  وفي ازمان تضطرب عوالم اخرى وتتلاطم امواج بلاد متعددة ، يتسامر معنا هذا الوطن العامر لطفا ودفئا واحتضانا وحبا  .

وفي ازمان تتصارع الايدي على فتات اللقم وتتمدد الاجساد على اديم الفقر وصفائح الحاجة تتناثر كفوف الخير بانواع النعم وغرائب الابداعات الربانية من هذا الوطن ومن موائد الاوطان المجلوبة له لما خصه الله به من نعائم لا تعد ولا تحصى وفي هذا اليوم نرسم الابتسامات على القسمات ونزاحم البلابل باعذب الاصوات ونردد دام عزك يا وطني ودامت قيادتك الكريمة الحكيمة في خير وامن وامان ودام شعبك يا وطني في حب وتلاحم وقوة كعصب يد واحدة تحمي ارضك وسماءك وتذود عنك بارواحها واموالها ووطن لا نحميه لا نستحق ان نعيش فيه ..

د. سعد المشاوي القحطاني - ابها
اليوم الوطني 88