• |

الجوهر الحقيقي للحياة الكريمة

الحياة الحقيقية هي حياة العقل والرشد والدين والخلق القويم، فمهما وصلنا اليه من العلم أو الرتب أو  المال سنرحل لا محالة ويبقى الجوهر الحقيقي لكل إنسان هو مدى ما يمثله  من تطبيق لدين الله وإتباع سنة رسوله صل الله عليه وسلم وبر الوالدين وصلة الأرحام  ومن ثم محافظة الإنسان على الميّزات الأخلاقية والقيميّة التي حثه عليها الدين الإسلامي الحنيف تجاه مايمارسه من أقوال وأفعال في شؤون حياته الخاصة والعامة مما يوجب علينا ترسيخ هذه القيم  وجعلها واجبات إلزامية على كل إنسان يسعى لحياة كريمة وشريفة وبالتأكيدلن يحصل ذلك إلا بمجاهدة النفس وهوى الشيطان من خلال محاولة التمسك بمنظومة أخلاقية رفيعة المستوى وبيئة طاهرة وشريفة تغذّت وتأدّبت ونمت على ما يحويه كتاب الله وسنة رسوله من آداب ومقومات.
فالنفس البشرية الإنسانية هي التي تبحر بعقلها وفكرها في عمق دهاليزالعلوم النافعة المفيدة  التي تكتشف  مافي بطون الكتب الأدبية والتاريخية وكل العلوم الإنسانية والتطبيقية للقطف والإستزادة منها بما ينفع الإنسان ويهذّب سلوكه ويقوم فكره ويجسد شخصه بأفضل الأخلاق النبيلة والشريفة التي أمرناالله  بإتباعها والتمسك بها وجعلها ثوابت وسمة من سمات العقل البشري عقل العلم والمعرفة للإنسان السوي تأسياً بما  قاله الله سبحانه وتعالى  في محكم تنزيله:

((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)).

أيها القارئ الكريم، التمسك بدين الله وبالسنة المحمدية والأخلاق النبيلة والأدب مطلباً إلهي أوجبه الله تعالى على الإنسان حفاظاً على كرامته وإنسانيته ونفسه البشريه، كماأن التمسك  بالقيم والشيم والأعراف والتقاليد والموروثات  المتعارف عليها إجتماعياً وأسرياً مطلباً أساسياً لا يدركه إلا النبلاء والشرفاء والعظماء فنحن في زمن كثر فيه اللغو واللغط والهرج والمرج، وعشق الكماليات والترف المبالغ فيه وكذا التسويق للشائعات والسعي وراء الشهرة، وحب المال  وإتباع هوى النفس والشيطان . لذلك فإن على الإنسان الراشد العاقل أن يدرك تلك الأخطارالتي ستعصف بالأمة وتنحدر بها نحو الإنزلاق في مهاوي الردى والرذيلة لذا فإنه يتوجب علينا جميعاً إن ندرك ذلك كله فنجعل مرجعنا الحقيقي للحياة الكريمة كتاب الله وسنة رسوله ثم الأخلاق والقيم والشيم حتى لا نقع في الحمى ومن ثم لا ندرك أنفسنا الا ونحن تحت أقدام الآثمين الذين ليس لهم دين ولا مبدأ إلا اللهث وراء الشهوات وعمل الشيطان -حمانا الله وإياكم من كيد الكائدين الفجرة الآثمين .

وباختصار شديد فكل من نراه يسوّق للرذيلة بأنواعها لم نراه استفد شيئاً سوى غضب الله وسوء الخاتمة ووبال العاقبة فأي خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة.
نسأل الله أن يلطف بنا وأن يجعلنا وإياكم من الصالحين المصلحين الصادقين المخلصين في القول والعمل وأن يحمي بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كيد الكائدين وغدر الغادرين وشر الحاقدين.

والله ولي التوفيق

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH