خصائص شعر الزهد

on
  • 2017-08-31 16:04:56
  • 0
  • 1217

يعد شعر الزهد من إحدى أنواع الشعر التي جاءت عملية ظهورها في العصر العباسي ، و تلك النوعية من الشعر تعتمد ، و بشكل رئيسي على الدعوة إلى ترك الملذات الدنيوية ، و التوجه إلى المولى عز وجل ، و الإخلاص لوجهه ، و كان ظهور هذا النوع من الشعر يقابله في نفس الفترة الزمنية تيار قوي يدعو إلى الترف ، و العيش الماجن ، و من ضمن أشهر الشعراء الذين عرف عنهم هذا النوع من الشعر الشاعر أو العتاهية ، و الشاعر صالح بن عبد القدوس .

الهدف من شعر الزهد :- كان قد عرف موضوع الزهد بشكل كبير لدى شعراء الأندلس ، و بدا واضحاً في أشعارهم أكثر من غيرهم إذ كان أبي زمنين ، و هو من احد شعراء القرن الرابع الهجري من أبرز ، و أشهر الشعراء الذين أخرجوا هذه النوعية من الأشعار إلى حيز الوجود ، و عملوا على إبرازه بين صنوف الشعر الأخرى .

و ذلك راجعاً إلى أن شعر الزهد هو عبارة عن تلك النوعية من الشعر التي كانت تبرز بشكل واضح حال الشعراء الذين تخبطت بهم الحياة ، و ذلك بعد تقدمهم في السن حيث كان هذا العامل من أحد أبرز العوامل التي دعتهم إلى التعلق بالمولى عز وجل ، و الابتعاد عن متع الدنيا ، و التعلق بنعيم الأخرة ، و لذلك كانت دعوتهم من خلال إشعارهم إلى التقشف ، و التحكم في شهوات النفس ، و ضبطها طمعاً في الجنة ، و نعيمها .

إذ شهد القرن الخامس الهجري تحديداً تلك النقلة الواضحة ، و الكبيرة في البنية الخاصة بشعر الزهد حيث أصبح ذلك الشعر أكثر تنظيماً علاوة على وضوحه القوي في ظل تعدد الطوائف التي كانت قد أثرت بشكل كبير في بنيته الشعرية سابقاً مما كان له أكبر الآثر في فتح الباب على مصرعيه أمام عدد ليس بقليل من شعراء الزهد في القيام بنقد الحياة السياسية أو الثقافية ، و الاجتماعية.

علاوة على الأخلاقية في مجتمعاتهم في خلال الشعر بل اتسعت مهام تلك النوعية من الأشعار ليكون السعي من خلالها للتخلص من الظلم ، و التجبر من سلطة الحكام أو ولاة الأمور الفاسدين ، و الذين أرهقوا مجتمعاتهم بطغيانهم ، و ظلمهم مما نتج عنه اتجاه شعر الزهد لتلك الجوانب سواء السياسية أو الاجتماعية ، و الأدبية ، و من ضمن أكثر من اشتهر من الشعراء في هذا المجال كان الشاعر علي ابن إسماعيل الفهري القريشي .

أهم خصائص شعر الزهد :- تميز شعر الزهد بعدد من الخصائص الأساسية ، و هي :-
1- ظهور النزعة الدينية التي تميل إلى التشدد بشكل واضح ، و صريح به .
2- برزت فيه كلاً من ظاهرتي الاقتباس ، و التضمين من النصوص الدينية المتعددة .
3- كثرت به كلاً من الأدلة علاوة على البراهين ، و التي كانت كلها تعمل على تأدية غرضه الأصلي في ترك الملذات أو الشهوات ، و ضرورة الاتجاه إلى الله تعالى ، و تنفيذ أوامره طمعاً في الفوز بالأخرة ، و نعيمها .

4- عادةً ما استخدم الشعراء فيه ، و بكثرة أسلوب الإقناع سواء بالحجة او بالدليل من أجل تحقيق أهدافه .
5- تميز هذا النوع من الشعر بإظهاره القوي لأسلوبي الترهيب ، و الترغيب بشكل مباشر ، و واضح دون تجميل .
6- اتصف هذا النوع من الشعر في العادة بسهولة لغته علاوة على بساطة العبارات المستخدمة فيه من ناحية صياغته مما أوصله أحياناً إلى حد الدكاكة .

7- يعتمد على تجسيد المعنى من خلال الفكرة التي يقوم الشاعر بطرحها في القصيدة ، و ذلك من خلال الإكثار من توظيف فنون الإبداع سواء من صور بيانية أو من خلال التشبيه ، و الاستعارات ، و ما إلى غير ذلك من أدوات أو طرق يستخدمها الشاعر لإيصال رسالته .

8- عرف عن هذه النوعية من الأشعار إسرافها القوي الدرجة في استعمال المحسنات البديعية ، و بشكل خاص اللفظية منها .
9- برزت النزعة الدينية التأملية أو الصوفية فيه بشكل كبير ، و لذك بالطبع راجعاً إلى الهدف الأصلي منه ، و هو الدعوة إلى الأخرة ، و ترك الدنيا .

10- غلب عليه الطابع الوعظي ، و الدعوة إلى الندم على كل ما فات .
11- اعتمد بشكل رئيسي على التذكير بالأخرة ، و ما عند المولى جل شأنه من ثواب ، و عقاب.
12- اعتمد بشكل قوي الدرجة على القرآن الكريم علاوة على السنة النبوية في استنباط أفكاره .

13- زواج هذا الشعر فيما بين الإقناع العقلي ، و الثأثير العاطفي على قارئه .
14- تميز بسهولة مفرداته علاوة على وضوح معانيه .
15- أبرز شعراءه كانوا من الشعراء الفقراء أو ممن تقدم بهم السن أو من المتدينين ، و الداعين إلى الله تعالى .