• |

الشائعات .. أعدل صفات الشر

صدق من قال "وأعدل صفات الشر إطلاق الشائعات وترويع الآمنين فهي تؤذي أول ما تؤذي صاحبها"، اسمحوا لي أنني لن أسرد أضرار الشائعات على الفرد والأسرة والمجتمع ولا كيف أنها تحول الأبرياء إلى متهمين ومدانين والعكس ولا أنها تعجل بأقدار وتغير مسارات وتفسد الصالح وتنتهك ما حرمه الله على عباده كما قال صلى الله عليه وسلم "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" فالشائعات هي أكثر ما ننال به من دماء وأعراض ومال من حولنا إما جهلاً وإما زوراً وحسداً وحقداً وغلاً.
لكن اسمحوا لي في مقالي الصغير أن أستخدم تصنيف " مروجي الشائعات " للتمييز به بين الوطني الحر والخائن وبين الصادق في حب بلاده وأهلها وبين المتلون المذبذب من الذين يختارون هوى ومزاج المرحلة في أعمار الأمم والبلاد وبما يخدم مصالحهم الشخصية الضيقة، وعليه تنتقم الشائعات من صاحبها أولا ... كيف ؟
تربي الشائعة في صاحبها روحاً خببيثة طاردة تبعده وتجعله غريباً عن معاني البناء والوطنية
تخلق الشائعات عند مروجيها حالة مزاجية دائمة من كره المجتمع والتفكير السلبي الدائم تجاهه
تجعل من صاحبها أداة هدم على طول الطريق فلا يستطيع يتحول الى عنصر مفيد بالمجتمع بسهولة
تصيب أقرب الناس له دون أن يدري – كمن يطبخ السم ولا يعلم من سيأكله ثم يأتيه خبر وفاة أقرب الناس متأثراً بهذا السم الذي طبخه.
إطلاق الشائعات تحدث حالة من الإنتعاش والنشوة المؤقتة والتي سرعان ما تنتهي ثم تصيب صاحبها بالإحباط واحتقار الذات عن كل ما فعله من نشر أمور مغلوطة ليست حقيقة
الشائعات تحول صاحبها إلى سلعة رخيصة لمن يدفع لها أكثر فتكذب اكثر وتفسد أكثر وتخرب أكثر
مروجي الشائعات يكره الخلطة المجتمعية لأنه يعرف أنه يكذب على نفسه وعلى من حوله وأنه ضدهم
وسيأتي علينا يوم نندم فيه أشد الندم عندما نرى بأم أعيننا أن وسائل الإتصال الحديثة والتقنية رزقنا الله بها للإلهام وتحقيق التنمية بما يخدم ويرفع من شأننا وليس من أجل بناء مستنقعات تجمع بين كل أنواع الرذائل في رذية هي الكبرى بين أخواته "رذيلة الشائعات"
والحل كما ذكره أحد الحكماء .. " لا ينسب لساكت قول " وقال حبيبنا المصطفى " فليقل خيرا أو ليصمت "
فكم من كلمة خبيثة دمرت بيوت وأهلكت شعوب وأيقضت فتن وخربت نفوس وعقول كان من الممكن ان تفيد
صناعة " إطلاق الشائعات " هي وصمة عار في جبين كل إنسان قرر أن يتخلى عن آدميته وإنسانيته وينزع من قلبه معاني الرحمة والحياة، ويكفي مروجوها قدحاً أنهم رؤوس الخيانة ورموزها وفي نهاية مقالي أذكرهم أنهم يمارسون أعدل صفات الشر.

بقلم أحمد حبيب
المستشار الإعلامي للأكاديمية العربية للعلوم الأمنية
خبير بناء الهوية المؤسسية وصناعة الماركة الشخصية

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH