• |

فن اغتصاب العقول



الفن هو المهارة في اداء المهمة والاحترافية في التطبيق ولايمكن  الوصول الى النجاح في اداء المهمات فقط من خلال التنظير ، كونه يغلب عليه الفلسفة وفي نفس الوقت مخاطبة النخب فقط .

لايمكن ملامسة الواقع بالأسلوب الأكاديمي البحت وإنما لابد من استخدام المهارة في التطبيق ، وأفضل حالة هي  الربط بين المفاهيم الاكاديمية والواقع الميداني  بشكل
يجعل كلا منهما يستفيد من الثاني.


الأسلوب النظري لوحده لا يحقق المطلوب ، والبقاء في العمل دون تطوير لا يفيد المنظمة وإنما خبرة سنه تتكرر دون جدوى او شي جديد.

 هذه أسباب تاخر العالم الثالث إقصاء القيادات آلتي لديها القدرة على الإبداع في حل المشكلات بأسلوب علمي وعملي في نفس الوقت وهو الفن في التطبيق  وهذا ما يسعى له الغرب   نحو بقاء التطور  لهم اما غيرهم مهما كانت درجة الولاء فلا مجال لذلك.


ولعلي في مقالي هذا أورد قضية توضح تعامل الغرب مع دول العالم الثالث ، مهما كانت درجة  العلاقة فهم يعتبرون اَي صحوة لهم في مجال التفكير الإبداعي الخطر الداهم بالنسبة لهم  ولعل القصة التالية توضح ذلك .

  السفير البريطاني في الهند والذي جمع بين العلم والتطبيق  في العمل الدبلوماسي  يمكن ان يطلق على هذا الأسلوب ( فن اغتصاب العقول  ) خلال تعامله مع شاب  (جامعي  متعلم )هندي وجدة يركل بقره. ومعروف عند فئة من الهنود البقر مقدس

كان السفير  البرﻳﻄﺎني ﻳﻤﺮ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻊ ﻗﻨﺼﻞ ﻣﻤﻠﻜﺘﺔ  في العاصمة الهندية نيودلهي ﻓﺠﺄﺓ ﺭﺃﻯ ﺷﺎﺑﺎ ﻫﻨﺪﻳﺎً ﺟﺎﻣﻌﻴﺎً ﻳﺮﻛﻞ ﺑﻘﺮﺓ ..

ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺳﺎﺋﻘﻪ بأن ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﺮﺟّﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣُﺴﺮﻋﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ " ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ " ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ذلك ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻳﻤﺴّﺢ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻃﻠﺒﺎ للصفح ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺳﻂ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ اﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﺮﺍﺧﻪ ﻭﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ.

ﺍﻏﺘﺴﻞ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺒﻮﻝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﻣﺴﺢ ﺑﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ إﻻ ﺃﻥ سجدوا ﺗﻘﺪﻳﺮﺍ للبقرة التي ﺳﺠﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ.

ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻛﻠﻬﺎ ﻟﻴﺴﺤﻘﻮﻩ أﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻟﻘﺪﺱ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺟﻼﻟﻬﺎ.

ﻭﺑﺮﺑﻄﺘﻪ ﻭﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻟﻤُﺒﻠﻞ ﺑﺎﻟﺒﻮﻝ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻤﻨﺜﻮﺭ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻟﻴﺮﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻨﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺩﺭﻩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺣﻘﺎ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮ؟؟

فأجابه ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ :
ﺭﻛﻠﺔ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻟﻠﺒﻘﺮﺓ ﻫﻲ ﺻﺤﻮﺓ ﻭﺭﻛﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪﺓ الهشة ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪﻫﺎ أن تستمر.

ﻭﻟﻮ ﺳﻤﺤﻨﺎ ﻟﻠﻬﻨﻮﺩ ﺑﺮﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻟﺘﻘﺪﻣﺖ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﺇﻟﻰ الأمام ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻨﺨﺴﺮ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ.

ﻓﻮﺍﺟﺒﻨﺎ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺍﻥ ﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺑﺪﺍ ﻷﻧﻨﺎ ﻧُﺪﺭﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭﺳﻔﺎﻫﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺟﻴﻮﺷﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﺍلمجتمعات.

 في الختام  هل عرفنا ماذا يعني فن اغتصاب العقول  وتبين لنا بان مشروع الغربي يدعم كل مما شانه ان يزيد من تخلف الآخرين  ، ولعل  نظرية صراع الحضارات وما نتج عنها ، ونظرية نهاية التاريخ   والمهارة في صناعة الأزمات تصب في إذكاء الصراعات وتفشي التخلف  في  دول وشعوب العالم الثالث حتى لا تستعمل طاقاتهم
وعقولهم لخدمة اوطانهم والمنجزات العلمية .

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH