• |

‎كيف نبني صناعة السياحة؟

‎تشكل السياحة في الوقت الحالي عنصرا أساسيا في الاقتصاد العالمي، بل تتحول إلى صناعة عالمية وتتنافس الدول في هذا المجال، حيث توقعت منظمة السياحة العالمية أن يصل عدد السياح بالعالم إلى 1.6 مليار شخص بحلول عام 2020، وهنا يتجلى سؤال هام: أين نصيب المملكة من هذا الرقم؟. إن اقتناع الدول بأهمية الصناعة السياحية تدفعهم إلى اتخاذ إجراءات عديدة لتأمين تنافسية قطاعاتهم السياحية في المرحلة المقبلة، مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية وتايلاند وكوريا الجنوبية ودبي، حيث ضخت من أجل ذلك المليارات، وقدمت عروضا سياحية مخفضة وجذابة إلى منظمة الرحلات، فماذا قدمت المملكة للمشاركة في هذا التنافس؟ وذلك مع العلم أن المرحلة المقبلة ستشهد تنافسا حادا بين الدول لاستقطاب السياح، لذا يتوجب على المملكة العمل سريعا للدخول في حلبة التنافس لاستقطاب السائحين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعتبر السياحة بالمنطقة من المحركات الأساسية للاقتصاد المحلي، وهي تشمل قطاعات واسعة من المؤسسات مثل الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق والترفيه، إضافة إلى مواقع السياحة الطبيعية والتراثية، ويتزايد عدد السائحين بين عام وآخر بالمنطقة، وتتميز المملكة بالإضافة إلى مقوماتها الطبيعية وموقعها الجغرافي، ومعالمها التراثية بمقومات إضافية تجعلها مقصدا سياحيا رائدا، وذلك مثل الخصوصية للسياحة العائلية، وأصالة وتنوع مخزونها التراثي، وتوافر فرص استثمارية سياحية واعدة. ولكن هناك معوقات بالقطاع السياحي للمملكة مثل ضعف الاستثمارات العامة والخاصة، وموسمية السياحة بها، ونقص المقاصد والمشروعات الترفيهية الجاذبة للسائحين، بالإضافة إلى عدم وجود مؤشرات قياس الأداء السياحي تخص المنطقة. ولا تزال السياحة في المملكة تعمل في إطار عشوائي غير منظم، فلم تنجح بالشكل الكامل المبادرات المنفذة في إيجاد استراتيجيات عامة للمنطقة والتي تهدف إلى تحقيق صناعة سياحية متطورة ومستدامة طوال العام، وبالرغم من الجهود المبذولة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. ختاما.. ولتعزيز الدور الذي تلعبه السياحة بالمملكة خلال المرحلة المقبلة، يجب اتخاذ بعض الخطوات لتنمية هذا العنصر الاقتصادي الهام، فيجب توفير ميزانية من الدولة سنويا لتطوير وتنشيط صناعة السياحة، تتناسب مع أهمية هذا القطاع ومردوده على الاقتصاد الوطني، لا سيما الاستثمار في البنية الأساسية السياحية على سواحل المملكة، وتطوير وإنشاء المتنزهات والحدائق الجاذبة للسائحين وغيرها، إضافة إلى دعم تمويل استمارات القطاع الخاص في هذه الصناعة، وكذلك تفعيل عمل مجلس للتنمية السياحة بجميع مناطق المملكة بما يتفق مع تحقيق أهداف هذه الصناعة الهامة، مع توفير آلية مؤسسية بميزانية حكومية مستقلة تهدف إلى ترويج للمناطق سياحيا، وذلك مثل إنشاء مجلس للترويج السياحي بالمناطق يعمل على ترويج السياحة في الداخل والخارج، وإظهار صورتها السياحية الحقيقية، ودفع جهود تسهيل منح التأشيرات السياحية للمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي لدخول المملكة، وضرورة إنشاء نظام لقياس مؤشرات الأداء السياحي بالممملكة

طلال بن علي الضاحي

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH