نصائح ثمينة لـ حمد هادي المسردي

on
  • 2016-02-22 18:42:09
  • 0
  • 6229

(( نصائح ثمينة )) لشاعر الحكمة والنُصح
الشاعر الكبير / حمد بن هادي المسردي "رحمه الله" :-

يقـول اللـي برسـم القافيـات 
يصُوغ القاف صوغ مجوهـرات

إلى منـه بغـى نظـم القصيـد 
فـلا يختـار غيـر الطيّبـات

تنقّـى مـن نظيفـات اللحـون 
على كيفه مـن القـاف كلمـات

محاريف القوافي لـو تعصّـت 
أصخّرها ولو هـي عاصيـات

تخيّـرت الكـلام اللـي يفـيـد 
وجنّبـت العـلـوم التافـهـات

وأنا قاسيـت شـدّات الزمـان 
وذُقـت أمرارهـا والحاليـات

ومن قاسى على الدنيـا شدايـد 
يفيـد ويستفيـد مـن الحيـات

وأنا ماني بقـول إنـي خبيـر 
ولانـي بـأدعـي بمقـولات

درست من المعرفه مـا تيّسـر 
وصرت أعرف علوم ٍ موجزات

وعشت من الحيـاة الله وأعلـم 
عن اللي من سنين العُمر فـات

عرفت أطوار نيّـات الرجـال 
وشفـت أسرارهـا المتخالفـات

وميّزت الرفيـع مـن الوضيـع 
وقُلـت الحـق والعلـم الثبـات

ترى في الناس من يجلي الهموم 
عن المضيـوم عنـد النايبـات

يسد النوب مـن كـل النواحـي 
ويركـي للحمـول الكـايـدات

عزيز النفس لـو مالـه قليـل 
أيدينـه بالوفـا مستـاصـلات

عزيز النفس لـو مالـه قليـل 
أحبـالـه للـمـكـارم واردات

عزيز النفس لـو مالـه قليـل 
أشبـوره للمراجـل طـايـلات

ولا ظنّيت بـه ظـن ٍ بطيـب 
تشوف رسوم ظنّـك راسيـات

وليا منـّك نخيتـه فـي لــزوم 
بذل لك في قضـاه المعجـزات

وليا منّك نصيتـه وأنـت ضيـف 
يقـوم لـك بجميـع الواجبـات

وفيهـم مـن يزيـد الهـمِّ غـمِّ
ولا ينطـح وجيـه المكرمـات

وضعيف النفس لو ماله كثيـر 
سواً به فـي حياتـه والممـات

وضعيف النفس لو ماله كثيـر 
عن الطوله شبـوره قاصـرات

وضعيف النفس نذل ٍ مـا يفيـد 
وجـوده والعـدم متسـاويـات

بخيـل ٍ فـوق دنيـاه وذلـيـل 
وعن الامجاد طبوعـه شـاذّات

يقوله واحـد ٍ جـرّب وشـاف 
وصار يقول عُقـب التجربـات

على قول الـذي بالقـول فـاز 
سبقني في العصور الماضيـات

جـزى الله الشدايـد كـل خيـر 
عرفت بها القـدى والمخطيـات

وعرفت بها العدو من الصديـق 
جزاهـا الله عنـّي بحّسـنـات

فيا سامـع كلامـي لـك علـي 
نصايـح كالجواهـر غاليـات

ولا أريد الجزى إلا مـن إلهـي 
ثـواب الله خيـر الجـايـزات

عليك بطاعـة الله ذو الجـلال 
إلـه الـكـون رب الكايـنـات

جليل الُملك ذو العرش العظيـم 
ومن الأفـلاك بأمـره دايـرات

مغيث المستغيث إليـا أستغـاث 
وقهّـار الجبابـرة الطـغـات

وليّ الأمـر عالـم كـل شـي 
ولا تخفـى عليـه الخافـيـات

محـب العفـو غفّـار الذنـوب 
وله حسنات الأسمـاء والصفـات

وسيع الحلـم رحمـن رحيـم 
وعفـوه واسـع ٍ للمغـفـرات

وهو معبودنا المحيـي المميـت 
وعِلـم الفقـر بيـده والغنـات

عليك بطاعته فـي كـل حيـن 
وقُم لـه بالفـروض اللازمـات

شهادتـك وصلاتـك والصيـام 
وحـج البيـت وأدّاي الزكـات

وبرّ الوالديـن أحـرص عليـه 
وفعـل الباقيـات الصالـحـات

وقل معروف وأنه عن المناكـر 
وأتقّ ذنـب رٓجـم المحصنـات

ولا تنقـل كــلام ٍ بالنميـمـه 
وتظلم لـك نفـوس ٍ غافـلات

ترى المولى عن العالـم غنـي 
ومن طاعـه ينـال الأمنيـات

كريم ٍ لا عطـا ما هـو بخيـل 
ومدّاتـه جــزال ٍ وافـيـات

ليا منه عطـى جـزل العطايـا 
وهو حلّال صعـب المشكـلات

تراه اللي ليـا ضاقـت عليـك 
يفرجهـا مجيـب الـدعـوات

مزيـل الهـمّ رزاق ٍ معـيـن 
علـى خلقـه عيونـه مرقبـات

عظيم الشان حـي ٍ لا يمـوت 
مديـم ٍ والخـلايـق فانـيـات

وكُن مستامن ٍ به وأمش وآمـن 
والأقـدار بفلكـهـا ماشـيـات

ولا تحـزن وعانـد كـل هـمّ 
ولابـد الشـدايـد زايــلات

ولا شفـت المحقريـه بـديـره 
فأرض الله فجـوج ٍ واسعـات

بدل دار ٍ جفـاك اللـي سكنهـا 
اتحصـل لـك ديـار ٍ ثانيـات

فحثّ الرجل وأرحـل لا تبالـي 
ولا تبقـى عزومـك فـاتـرات

ودسّ بالرجل غبّات المخاطـر 
ولا تحسب حساب مخاطـرات

فلا يجري لك إلا ما كِتـب لـك 
ولا ياقـاك عنـه مـحـاذرات

وهاجر عن ديار الـذل تربـح 
وسافـر للديـار النـازحـات

ترى الأسفار سجّـات وغنايـم 
وكـم للبـال فيهـا تسلـيـات

ترى الأسفـار للعاقـل مفيـده 
تفيـدك مـن جميـع الناحيـات

تعرّفـك الـرجـال الطيبـيـن 
ذوي سـاس العلـوم الغانمـات

وتجعل همّـة اعزومـك قويـه 
وتعطيـك الـدروس الكافيـات

وفيها للمعـاش أحسـن وسيلـه 
وفيهـا للنصيـب مصـادفـات

وسجـّات النفَـس فيهـا وفيهـا 
لعُمر المرء في الدنيـا طـرات

تحرّك في فجـوج الله الوسيعـه 
يجيك الرزق من كـل الجهـات

ولا ترضى الكسافـه والمهونـه 
تشوف من المعاديـن الشمـات

وترى عمر الفتى ما هـو بدايـم 
وترى آجال النفـوس محـددات

ونيل المجـد فـي قـوة الإراده 
وطـلّاب المعالـي مـا يبـات

يدور للعـلا لـو كـان يتعـب 
وعيونه فـي طلبهـا ساهـرات

فـلا تغّتـر بالنـوم العمـيـق 
تراه يضيّعـك عمـق السبـات

تغانم دام لـك قـدر إستطاعـه 
وما دام الفرص لـك سانحـات

وليا مِنـك بذلـت الجهـد فأعلـم 
ترى أرزاق العبـاد مقـدرات

فكُـن صابـر وأقنـع بالمقـدّرْ 
ولا تندم على مـا كـان فـات

ترى الأرزاق مـا تاتـي بقـوة
ودنيانـا تراهـا خُـذّ وهـات

ورزق الحيّ مضمون ٍ وجـاري 
إليـا حتـى تلاقيـه الـوفـات

ولكـن التسبّـب شـي واجـب 
ومن يزرع سيجنـي الثمـرات

وترى من جدّ لابد إنـه ياجـد 
كلام أهـل العقـول الزاكيـات

وليا منه بذل جهـده ولا أحـرز 
مرامـه مـا عليـه معاتبـات

ونفسـه مـا يلحقهـا حسوفـه 
بقولـه مـا عملـت محـاولات

اليـا مـن الليالـي عاكسـنّـه 
وحظّه مـا سعـى بمساعـدات

فيدري بـأن هـذي دبـرة الله 
ويبقـى قانـع ٍ بالحـاصـلات

وخير الناس من يعطى القناعـه 
ولا أشقى من نفوس ٍ طامعـات

وعندي غير مـا قلتـه وصايـا 
على المعنى الصحيح أمسيّسات

اليا منك بغيت تصون عرضـك 
وتحظى بالمزايـا الكامـلات

فلا تمشي مع الأنـذال دايـم 
وساير لـك رجاجيـل ٍ ثقـات

ومن لا شـاورك لا تستشيـره 
ولو عند الظـروف القاسيـات

وكُن صامت فإن الصمت حكمه 
وهيبـه داخـل المجتمـعـات

وكُـب الثرثـره بالـك تلجلـج 
فلا يبقى على هرجـك شفـات

وكثر الضحك نقص ٍ بالمهابـه 
فلا تضحـك بـدون مناسبـات

ولا تنطق بغير الصـدق دايـم 
ولا تبـدي اهـروج ٍ كاذبـات

وكُـن متواضـع ٍ بالـك تكبَـر 
وخلّ أخلاقـك دايـم عاليـات

ولا تشكي على حي ٍ سـوى الله 
اليا شفت الظـروف معاكسـات

ولا تبدي على الأنـذال سـدّك 
ولابـد الشـدايـد زايــلات

ولا تنسى عليـك بحفـظ حقّـك 
ترى ليس الكـرم بمناضحـات

وعن التبذير صُن مالك يصونك 
اليا جات الظـروف القاسيـات

ترى ماكُل من يضحـك يفيـدك 
اليا صـارت يدينـك خاليـات

وعزّ الجار فإن الجـار قـدره 
على المسلم مـن المستلزمـات

وظيفك بشّ فـي وجهـه وقـدّم 
له الماجـود حسـب المقـدرات

وحذراك الخيانـه فـي خوّيـك 
ولا ترضـى عليـه محايفـات

وحذراك الغـرور أول شبابـك 
ترى طرق الغـرور مضيّعـات

وليا ثار النشـب بيـن المقـرّد 
فجنّـب والعواقـب مرضيـات

ولا تخطي ولا يخطـى عليـك 
وبالـك تعتـرض المعرّضـات

وليا جاك الخطا من يمّ جاهـل 
فـداره بالهـروج المقنـعـات

لعلّـك تقنعـه بأحسـن وسيلـه 
وبيبـان الحمـاقـه مقـفّـلات

وإن لم يقنـع الجاهـل بعـذرك 
وأمـوره شفتـهـا متـوتّـرات

فكُن عاقـل وحـذراك الجهالـه 
وحسّـب للقـوافـي قافـيـات

ليا جهل الجهول العقـل ضـده 
فلا تحسـب لأمـور ٍ مهمـلات

مضى وقت الجهل وأقفى وولّـى 
مع غبـر السنيـن المدبّـرات

وليا مدّ الجهـول أيديـه عامـد 
وصارت مـا تفيـد مفاهمـات

فحاول تقنعه فـإن كـان عانـد 
فـلا للنكـر غيـر المنكـرات

ورَدع الجهل ما يحسب خطيّـه 
ويحسب من الأمـور المقديـات

خصوصاً لأنتهى مقدار صبـرك 
وشفت من الخصيـم معانـدات

فلا يرضى علـى نفسـه مذلّـه 
يكون اللي عزومـه ناقصـات

رديّ الخال نذل ٍ وإبـن هامـه 
ولاش ٍ والـروابـع خــاذلات

وليا منه قضى صبـرك وغلـق 
وشفت إن ما لحلـول بمجديـات

فدافع دون عرضـك والكرامـه 
وخاتمتك ليا مـا جـات جـات

والأجل مقدّر ٍ والمـوت واحـد
والأنفـس كلهـا لـه ذايقـات

ولا ياقـى الحـذر ممـا يقـدر
لابـد أحكـام ربـك نافّـذات

وهذا ما أستطعت من النصايـح 
نصايـح ثابـتـه ومـوكّـدات

يقولـه واحـد ٍ والكـامـل الله 
يوصي وما عمـل بالتوصيـات

أوصيكـم وأنـا والله مقـصّـر 
قُصور ٍ مـا تغطيـه لوّرقـات

خصوصاً من جهة ما يرضي الله 
وهذا اللي بـه أكبـر فايـدات

عسى ربي يسامحنـي ويغّفـر
ذنوبـي الآتـيـه والسالـفـات

ولكن يا هل العِـرف أعذرونـي
اليا قصّرت فأبغـى المعـذرات

وصلَّى الله على المختـار طـه 
عـدد ما نسّنسـن الـذاريـات

شفيع الخلق فـي يـوم الملاقـا
وكُل الخلـق حافيـن ٍ عـرات

رسـول الحـق سيّدنـا محمـد 
عليه من الإله أزكـى صـلات

*شعر :-
حمد بن هادي المسردي