عاصفة الحزم.. أعادت الأمل لليمن واستنهضت عزيمة الأمة

on
  • 2015-11-07 01:01:03
  • 0
  • 1765

بقلم : سعيد آل سحيم البسامي

لم يعرف عن المملكة أنها دولة ذات أطماع توسعية أو ذات توجهات خارجية تسعى للسيطرة وبسط هيمنتها على دول المنطقة والإقليم ، كما لم يذكر التاريخ دخول المملكة في حرب عدوانية مع أي من الأطراف المجاورة أو الإقليمية أو غيرها ، بل على العكس من ذلك تنحو سياستها الخارجية نحو بناء علاقات التعاون والشراكة ومد جسور التعاون مع كافة الدول القريبة منها والبعيدة ، وحل المشكلات في مناخ من التهدئة والاحتواء وحسن الجوار ، وقبل بدء عاصفة الحزم أطلقت المملكة عدة مبادرات للحوار والحل ودعت جميع الأطراف اليمنية للاجتماع والاتفاق فيما بينهم وتجنب الدخول في حرب أهلية ، لكن دعواتها لم تجد آذاناً صاغية من لدن ميليشيات الحوثيين ومن يقف وراءهم ، الذين أصروا على بسط سيطرتهم على اليمن وتهديد أمن واستقرار وحياة هذا الشعب .

والمملكة كذلك سبق لها وبالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي أن انقذت اليمن بمبادرة صلح شاملة عقب الحراك الثوري في أعقاب أحداث الربيع العربي، فيما اصطلح على تسميته بالمبادرة الخليجية ، والتي كان لها الفضل ، بعد الله عز وجل في حفظ استقرار وأمن اليمن وتجاوز هذه المرحلة الصعبة ، وبالفعل شهد اليمن استقراراً ودعماً دولياً لبدء طريق إعادة البناء والاعمار ، إلى أن بدأت الميليشيات الحوثية في التحرك وانتهاك كل الاتفاقيات والانقلاب على الحكومة الشرعية .

الحوثيون من جمعية خيرية إلى ميليشا مسلحة مدعومة ايرانياً

قصة الحوثيين بدأت من إيران وأطماعها التوسعية حيث عقدت قيادات الحرس الثوري -المسؤول عسكريا عن تصدير الثورة الخمينية- العزم على البحث عن موطئ قدم في اليمن في منتصف الثمانينيات الميلادية. ضمن الخطط الموضوعة سلفا التي يعمل عليها الحرس الثوري منذ بدء الثورة الإيرانية في أكثر من بلد عربي وفي مقدمتها اليمن نظرا لموقعه الحساس والمهم في المنطقة. فوقع اختيارهم على بدر الدين الحوثي "والد عبد الملك"، الذي كانت تربطه علاقات جيدة بإيران ومرجعياتها. ليؤسس بدر الدين الحوثي فيما بعد جماعة أطلق عليها اسم جماعة "الشباب المؤمن" وكان لهذه الجماعة نشاطاتها الاجتماعية والخيرية التي جذبت لها الكثير من المؤيدين والأتباع من المذهب الزيدي، بل حتى من أئمته المشهورين دون أن يعلم البعض منهم حقيقة ما تخفيه هذه الجماعة وما يخفيه زعيمها الحوثي من ارتباطات بإيران وما يبيت له من نوايا وصلت لأقصاها حين خطط للتحول بجماعته وأتباعه إلى المذهب الاثني عشري في أول وأهم انقلاب تدبره الجماعة. 

وقد ذهب بدر الدين الحوثي  إلى إيران برفقة ابنه حسين عام 1994، ومكث فيها حتى عام 2002م. ومن ثم عاد إلى اليمن ليؤسس جمعية "أنصار الله"، في خطوة توحي بالولوج إلى المجال السياسي بدلاً من العمل الخيري والاجتماعي ،  وهنا بدأ الصدام المباشر مع علماء الزيدية أنفسهم وحسين الحوثي وأتباع ، حيث اتهموه بمخالفة أصول المذهب الزيدي، ومذهب أهل البيت، وتحوله بشكل كامل للمذهب الاثني عشري الذي، برأيهم، لم يكن له موطئ قدم في اليمن قبل ظهور هذه الجماعة. 

وبعدما قتل حسين الحوثي في الحرب الأولى مع الدولة اليمنية، خلفه شقيقه عبد الملك الحوثي الذي أعاد تنظيم الجماعة بمساعدة من إيران، حتى باتت الجماعة تمتلك ميليشيات ومعسكرات تضم آلاف المسلحين المدربين في معقلها في صعدة، إضافة إلى المئات من المقاتلين الذين تم تدريبهم على يد «حزب الله» وإيران. وتدفع الجماعة، بحسب مصادر قريبة منها، راتبا شهريا لكل مقاتل ، وتقوم باستقطاب الشباب ، في دورات تثقيفية تستمر شهرا، يدرسون فيها ملازم مؤسس الجماعة وفكرها ومحاضراته، بعدها يُرسلون إلى معسكرات خاصة لتدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة، التي تصل إليهم في شحنات مهربة قادمة من إيران حيث تم احتجاز أكثر من شحنة، أبرزها السفينة جيهان2 قبل سقوط الحكومة الشرعية في اليمن .

نموذج مكرر لحزب الله

وتظهر التركيبة التنظيمية لجماعة الحوثيين تشابهها مع «حزب الله»، من حيث القوة العسكرية والمشاركة السياسية وبسط النفوذ، بل إن زعيمها عبد الملك الحوثي دائما ما يظهر في خطابات، شبيها بحسن نصر الله من ناحية الخطاب العاطفي والاتهامات التي يطلقونها على خصومهم، والقضايا العامة المرتبطة بأميركا وإسرائيل وهي نفس السياسة التي تسير عليها إيران، التي تقف خلف الحوثيين و«حزب الله»،

أهداف العاصفة

من الصعوبة بمكان وصف حرب عاصفة الحزم بأنها حرب وقائية أو استباقية شنتها المملكة لضرب الحوثيين في عقر دارهم قبل أن يتجرأوا على تهديد أمن وحدود المملكة ، لكن فقط يمكن إدراج هذه الحملة العسكرية في إطار الدفاع عن دولة اليمن الشقيقة ذات العلاقات التاريخية الممتدة والوثيقة مع المملكة العربية السعودية ، بعد أن تعرضت لتهديد شامل يستهدف وجودها وهويتها وعروبتها ، ويهدد نظامها السياسي وحكومتها الشرعية ويضع المصالحة الوطنية التي تم التوصل إليها وفق المبادرة الخليجية في مهب الريح ، بعد أن وضعت اليمن على الطريق الصحيح .

ولقد تمحورت أهداف العاصفة في إيقاف العدوان الحوثي واحتلاله للعاصمة صنعاء، وتعطيله لاستكمال المبادرة الخليجية التي اتفق عليها الفرقاء اليمنيون .

نداء استغاثة

لقد جاءت عاصفة الحزم استجابة لصرخة الحكومة الشرعية في اليمن والرئيس الشرعي المحاصر عبد ربه هادي منصور الذي بعث نداء استغاثة للمملكة العربية السعودية الحصن الأخير في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية ، بعد أن تخلت عنه الأمم المتحدة وتخاذل مجلس الأمن في سيناريو يشابه الأزمة السورية التي استفحلت حتى وصلت إلى ما هي عليه تحت عين وبصر الأمم المتحدة التي لم تحرك ساكناً لإنقاذ الشعب السوري من الهلاك والتدمير بآلة الحرب الإيرانية والروسية .

وهذا ما عبر عنه الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق في جلسة مجلس الشورى ، حينما ذكر أن شرارة العاصفة أطلقت حينما استقبلت المملكة نداء استغاثة أتت من بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية تستنجد وقف العبث بمقدرات اليمن، وتروم الحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته. 

وأوضح الأمير سعود الفيصل أن «ميليشيات الحوثي وأعوان الرئيس اليمني السابق وبدعم من إيران أبت إلا وأن تعبث باليمن، وتعيد خلط الأوراق، وتسلب الإرادة اليمنية، وتنقلب على الشرعية الدستورية، وترفض كل الحلول السلمية تحت قوة السلاح المنهوب»، مفيدا أن تلك السياسة جرفت اليمن إلى فتن عظيمة وتنذر بمخاطر لا تحمد عقباها. 

وأضاف أن السعودية لم تدخر جهدا مع أشقائها في دول مجلس التعاون والأطراف الدولية الفاعلة في العمل المخلص الجاد بغية الوصول للحل السلمي لدحر المؤامرة عليه، وحل مشاكله والعودة إلى مرحلة البناء بغية الوصول للحل السلمي لدحر المؤامرة عليه"..

وهذا ما عبر عنه أيضاً مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة بتاريخ 6 ابريل 2015 ، حيث جدد المجلس ، التأكيد على أن بلاده لا تدعو إلى الحرب، وأن «عاصفة الحزم» جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن اليمن ومقدراته والحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته، ولذلك حظي التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن بالمباركة الواسعة والتأييد الشامل من الأمة العربية والإسلامية والعالم.  "

الملك سلمان : السعودية ليست دولة حرب

" في الوقت الذي لم نكن نتمنى اللجوء لهذا القرار (عاصفة الحزم) فإننا نؤكد أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره»، هكذا أعلنها واختصرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمته أمام القمة العربية، بالقاهرة، وهي سياسة السعودية منذ تأسيسها على يد الراحل الملك عبد العزيز، فهي ليست دولة حرب ولا تسعى لها، وخيارها كان ولا يزال السلام. أما وميليشيا الحوثي «تمضي قدما بعدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية، وتهديد أمن المنطقة»، كما قال الملك سلمان، فلم يكن هناك بد من اتخاذ قرار الحرب على المعتدين، ولكن السعودية في الوقت نفسه تفتح للحوثيين باب العودة عن عدوانهم، وإغلاق باب الحرب بأيديهم. 

عبقرية الضربة الأولى

وكما أن المملكة في وقت السلم رائدة في لم الشمل وإطلاق مبادرات الصلح ، وتهدئة مناطق الصراع ، وجمع الأطراف المتحاربة على مائدة الحوار والتفاوض ، فهي في وقت الحرب تقدم ملحمات في التكتيك والتخطيط العسكري ، فلقد أعطت المملكة درساً أيضا في فنون الحرب والقتال ، وفي استراتيجية الاستعداد للضربة الاولى في سرية تامة ، فلقد اصطحب الملك سلمان ضيوفه من قادة دول مجلس التعاون الذين اجتمعوا بشكل مفاجئ بالرياض في جولة سياحية في قرية العوجا التاريخية وأخذت هذه الجولة التغطية الاوسع في وسائل الاعلام ، مما أوحى للجميع أن الاجتماع المفاجئ لم يكن سوى جلسة ودية ، فيما كان في حقيقة الامر اجتماع حرب وتشكيل نواة للتحالف العربي والاقليمي لإعادة الاستقرار لليمن، وهنا ظهرت عبقرية الاداء السعودي والتكتيك العسكري الفذ في اخفاء قرار الضربة وإرسال رسائل مغايرة تبعث للخصم شعوراً بالراحة والاطمئنان من أن شيئاً لن يحدث ، ومن ثم أخذ الخصم على حين غرة لتستوفي الضربة الاولى أهدافها . 

ولم يكن هذا فقط ما حدث بل إن القيادة السعودية أخفت ساعة الصفر وأهداف الضربة وأماكنها حتى عن بعض حلفائها في الحرب من خارج دول المجلس خوفاً من أن يتسرب الخبر لعصابة الحوثيين   .

وقد أسهم كل ذلك في تعظيم خسائر الحوثيين والإيرانيين جراء هذه الضربة فغالبا ما يكون للضربة الاولى دور كبير في حسم الحروب ، كونها تأتي بغتة قبل أن يعيد الخصم تنظيم صفوفه وتجهيز دفاعاته ، وقد أظهرت الضربة العسكرية الاولى لمواقع الحوثيين عبقرية سعودية وقدرة غير عادية في إدارة هذه الحرب.

وإثر الضربة الأولى صدر بيان من السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت جاء فيه أنها " تابعت بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية التي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الانقلاب الذي نفذته الميليشيات الحوثية على الشرعية، كما أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدوليين. وقد سارعت دولنا إلى بذل كل الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره، من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب "  وأكدت الدول الخليجية أنه "انطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه الشعب اليمني الشقيق واستجابة لما تضمنته رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من طلب لتقديم المساندة الفورية بكل الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، ما جعل التهديد لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب، بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدوليين، إضافة إلى طلبه كذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية". 

ردود الفعل الاقليمية والدولية

شهدت عاصفة الحزم إجماعاً عربياً واقليمياً ودوليا ولاقت ترحيباً كبيرا على المستويات الأممية والشعبية ، أملا في إرجاع الأمور إلى نصابها وإعادة الاستقرار إلى اليمن من خلال عودة السلطة إلى الحكومة الشرعية المنتخبة انتخاباً حراً نزيها من الشعب اليمن ، وقد أعربت أغلب دول العالم عن تأييدها الكامل لـ "عاصفة الحزم" ، فأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن بلاده تؤكد دعمها وتضامنها مع دول التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن، من خلال مشاركة المعلومات الاستخباراتية والإسناد اللوجستي، إلى جانب المساعدة في عمليات التحديد والاستهداف . كما أعلن البيت الأبيض عن موافقة الرئيس باراك أوباما، على تقديم دعم لوجستي واستخباراتي لعملية "عاصفة الحزم" ، مؤكداً في الوقت نفسه إدانة الولايات المتحدة بشدة للعمليات التي يقوم بها الحوثيون ضد الحكومة المنتخبة اليمنية، والتي تسببت في عدم الاستقرار والفوضى اللذين يهددان سلامة ورفاه جميع المواطنين اليمنيين.

كما أعلنت بريطانيا عن تأييدها لعملية عاصفة الحزم ضد الانقلابيين الحوثيين في اليمن، موضحة أن تصرفات الحوثيين الأخيرة تعد علامة على عدم اكتراثهم بالعملية السياسية. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها "نحن نؤيد التدخل العسكري في اليمن بعد أن طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دعما بكل الوسائل والإجراءات لحماية اليمن وصد العدوان الحوثي". من جهتها، اكدت فرنسا على دعمها لعملية عاصفة الحزم، كما أدانت ما قام به الحوثيون من زعزعة لاستقرار اليمن، وعبرت عن دعمها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. 

وأعلنت بلجيكا دعمها للعملية ، وقال ديديه رايندرس وزير خارجية بلجيكا أن التحالف على الصعيد الإقليمي هو العمل الأول الواجب القيام به لاحتواء النزاعات. 

وعلى الصعيد الإقليمي، أعلنت تركيا تأييدها للعاصفة ، وطالبت الحوثيين وداعميها الأجانب بالكف عن التصرفات التي تهدد السلام والأمن بالمنطقة. 

وقالت وزارة الخارجية التركية: "اطلعت أنقرة بأمر العملية مسبقاً وإنها ترى أن العملية ستعيد السلطة الشرعية في اليمن وتمنع خطر الحرب الأهلية". 

مجلس الامن يهدد الحوثيين

أما التأييد الأكبر للعاصفة والذي أعطاها شرعية دولية فقد جاء من مجلس الأمن الذي وقف إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية وكشف وعرى المؤامرات الحوثية للاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب ، فقد صوت أربعة عشر عضوا في مجلس الأمن بالموافقة على مشروع قرار الذي حمل رقم 2216 تحت الفصل السابع ، والذي طالب المتمردين الحوثيين في اليمن بالانسحاب من جميع المناطق التي يسيطرون عليها، وتسليم السلطة دون قيد أو شرط. ونص القرار على فرض عقوبات على زعيم الحوثيين، وعلى نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما نص القرار على فرض حظر على الأسلحة على قادة الحوثيين المستهدفين بالعقوبات وحلفائهم. 

وطالب القرار - الذي قدمه الأردن وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة - بلدان المنطقة بتفتيش كل شحنة مرسلة إلى اليمن ويشتبه في أنها تنقل أسلحة. كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم تقرير خلال عشرة أيام من صدور القرار حول مدى امتثال الحوثيين له، وفي حال عدم الامتثال يقوم مجلس الأمن باتخاذ تدابير أخرى. ولم يشر القرار إلى ماهية التدابير الأخرى لكن الفصل السابع يجيز استخدام القوة العسكرية. 

وقد جاء القرار انتصارا للشعب اليمني ونصرا لشعوب المنطقة التي ترغب في الاستقرار، وأكد على وحدة مجلس الأمن في مواجهة التمرد غير الشرعي للحوثي، وميليشيات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما  أن القرار يحمل تأييدا واضحا للعمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في «عاصفة الحزم»، كما يرسل رسالة قوية لإيران بأن تصرفاتها وتدخلاتها في شؤون الدول الأخرى أمر غير مقبول. 

لا لسوريا أخرى

لقد أطلقت شرارة عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن قبل أن تتحول إلى سوريا أخرى بفعل أطماع جماعة متمردة طائفية بتحريض ودعم عسكري إيراني، فإيران لم تكتف بما فعلته في سوريا من خلال وكيلها هناك بشار الأسد بعد أن حولت هذه الدولة العربية العريقة إلى أشلاء وقتلت الملايين من أبناء الشعب السوري ببراميل البارود وبالأسلحة الكيماوية ،  وحولت ما بقي من هذا الشعب إلى لاجئين في أصقاع الأرض هرباً من الجحيم في الاراضي السورية ، وهي الان تريد أن تنقل الصراع لليمن لتحوله إلى سوريا أخرى ، تبسط فيها نفوذها وتعين بها حكومة موالية لها ونظام يأتمر بأوامر الملالي وينفذ حرفياً الأجندة الايرانية في المنطقة ،بغية مد النفوذ الايراني والسيطرة الفارسية على دول المنطقة ، والتحكم في أرضها وحدوها ومضايقها ومقدراتها ومصائرها وشعوبها ، لتنضم اليمن بذلك ، هذه الدولة العربية الأصيلة وأصل العرب ،  إلى القطيع الايراني  الذي نجح في مد نفوذه في العراق وسوريا ولبنان ، وحاول ثم فشل ، في البحرين ومن ثم اليمن ولو على أشلاء شعوب هذه الدول  .

274 مليون دولار إغاثة سعودية لليمن

وبالتزامن مع عاصفة الحزم كنت المملكة في مقدمة الدول التي تصدت لا‘مال الاغاثة الإنسانية في اليمن ، ففي استجابة للنداء الذي وجهته الأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية في اليمن، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرا بتخصيص 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، ويأتي ذلك تقديم تلك المساعدات إلى جوار ما قدمه الصندوق السعودي للتنمية لعدد من القروض لليمن في مختلف المجالات بمبلغ إجمالي قدره 560 مليون دولار (2.1 مليار ريال سعودي)، للمساهمة في تمويل 24 مشروعًا إنمائيًا تتركز في قطاعات الطرق، والصحة، والتعليم المهني، والتدريب الفني، حيث اكتمل تنفيذ كثير من المشروعات التنموية السابقة وتبقى 8 مشروعات تحت التنفيذ. 

النتائج العسكرية على الارض

لقد حققت دول «عاصفة الحزم»، نتائج عسكرية باهرة على الأرض، واستطاعت شل حركة المتمردين، وقطع إمدادات السلاح والنفط التي تردهم من إيران، خصوصا بعد استيلائهم على القواعد العسكرية والطائرات الحربية، والصواريخ البالستية التي زودتهم بها طهران، عبر الموانئ البحرية، و14 رحلة جوية بين اليمن وإيران، جرى التوقيع عليها قبل الحرب بنحو شهر واحد. كما حققت نجاحات سياسية بتأييد قادة العالم للحملة وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونجاحات دبلوماسية بتأييد مجلس الأمن لعاصفة الحزم، ومنحها الشرعية من خلال إصدار قرار دولي تحت الفصل السابع يطالب الحوثيين بإعادة الشرعية للرئيس اليمني الشرعي، في مهلة محددة، قبل أن تطلق الحملة الاقتصادية «عاصفة الأمل» من أجل النهوض بالاقتصاد اليمني وإغاثة المنكوبين. 

وقد قامت طائرات تحالف «عاصفة الحزم»، بالاف الطلعات الجوية التي  انطلقت من جميع القواعد العسكرية بالسعودية، وكذلك بعض القواعد العسكرية في دول التحالف، وركز التحالف على استهداف مدرج القواعد العسكرية، وحصلت على سيطرة جوية مطلقة على أجواء اليمن ،
وحرص قوات التحالف، في المقام الأول على سلامة المواطنين اليمنيين، من دون أن يصاب أي أحد بأذى، وتمكنت قوات التحالف، من تأمين الموانئ اليمنية، ومن السيطرة عليها، وذلك بعد فرض حظر بحري على السفن التي تعبر مضيق باب المندب، حيث يجري عملية تفتيش لتلك السفن، للتأكد من سلامتها .

لقد حققت العملية العسكرية التي قادتها السعودية في اليمن أهدافها، وأصبحت بمثابة، مثالا لتحالفات عربية أخرى مستقبلا. ومع إعلان انتهاء عملية «عاصفة الحزم»، بدأت عملية جديدة اسمها «إعادة الأمل»، شريطة ألا يعني ذلك توقف استمرار العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية إذا تطلب الأمر، وتضمنت العملية تصدي قوات التحالف، تمدد نفوذ إيران في المنطقة التي أسهمت ودربت وسلحت ومولت عناصر الحوثيين في اليمن.