دراسات النوم تمكن المختصين من مراقبة وظائف الجسم أثناء النوم وتشخيص أمراضه

on
  • 2015-08-28 13:01:43
  • 0
  • 1748

 نسمع كثيراً بعبارة دراسة النوم أو تخطيط النوم. وهو تعبير غير مألوف للكثير من القراء، بالرغم من أهميته للمختصين في طب النوم لتشخيص الكثير من اضطرابات النوم، وتقييم مدى استجابة المريض للعلاج. لذلك تم إنشاء أقسام في المستشفيات خاصة بتشخيص وعلاج اضطرابات النوم. وتحوي هذه المراكز على أجهزة متطورة وفريق طبي عالي التدريب من أطباء وفنيين للقيام بعمل هذه الإجراءات الطبية التشخيصية المعقدة وتحليلها بطريقة علمية تمكن الفريق المعالج من التوصل إلى التشخيص الدقيق ومن ثم علاجه.

ما هي دراسة النوم؟

النوم عملية معقدة جداً، تحدث خلالها العديد من العمليات الفيزيولوجية وفي بعض الحالات تحدث الاضطرابات المرضية خلال النوم. ولكي نفهم نوم المريض وأي مشكلات قد تحدث خلاله، فإننا نحتاج إلى مراقبة بعض المؤشرات الفيزيولوجية خلال النوم، وتجرى دراسات النوم عادة في مراكز طب النوم في المستشفيات التخصصية، حيث يتم مراقبة المؤشرات التالية: الموجات الكهربائية في الدماغ، حركات العضلات، التنفس من خلال الفم وفتحتي الأنف، الشخير، معدل وانتظام دقات القلب، حركات الساقين، حركات الصدر والحجاب الحاجز، معدل الأوكسجين في الدم ومعدل طرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم. ولمراقبة هذه الوظائف، يستخدم الفريق الطبي حساسات خاصة توضع على الرأس والجلد باستخدام نوع من المواد اللاصقة، إضافة إلى أحزمة مطاطية مرنة توضع حول البطن والصدر لمراقبة التنفس. كما يُثبّت أنبوب صغير من البلاستيك بالقرب من الفم والأنف لمراقبة التنفس وقياس ثاني أكسيد الكربون. أما مستوى الأوكسجين فسيتم قياسه من خلال مشبك مثبّت على الأصابع. كل الأدوات السابقة غير مؤلمة، كما أنها مصممة خصيصا لتكون بأقصى درجات الراحة. وتجرى دراسة النوم عادة في الليل، حيث ينام المريض حسب الوقت الذي اعتاده في البيت، وتستغرق الدراسة عادة من 6-8 ساعات.

وخلال دراسة النوم، يتواجد فني(فنية) متخصص في غرفة المراقبة خارج غرفة نوم المريض لإدراة عمل هذه الأجهزة، ولمراقبة التغيرات الفيزيولوجية أو المرضية وتقديم التدخل العلاجي عند الحاجة له. يقوم بمراقبة تخطيط النوم. ويسمح للمريض خلال الدراسة في التقلب أثناء النوم ، والنوم في الوضع الذي يكون أكثر راحة للمريض، كما لو كان في بيته. وعند الحاجة يستطيع المريض طلب الفني من خلال ميكروفون في أي وقت خلال الدراسة. كل هذه العملية تتم بسرية تامة للحفاظ على خصوصية المريض.

وما ذكرناه أعلاه يعرف بالمستوى الأول لدراسات النوم، حيث إن هناك 4 مستويات لدراسات النوم، افضلها وأدقها هو المستوى الأول الذي يحوي تخطيطاً للوظائف العصبية، والقلبية، والتنفسية، والعضلية خلال النوم. ويجرى في مراكز طب النوم المتخصصة، ويتواجد خلال التخطيط فني (فنية) عالي التدريب ويشرف على التخطيط طبيب مختص في طب النوم. أما الأنواع الأخرى فهي اقل دقة. والنوع الذي يجرى في المنازل، هو عادة من المستوى الثالث الذي يراقب الوظائف القلبية والتنفسية فقط، ولا يمكن من خلاله تحديد مراحل النوم ومدة وجودة النوم. كما أنه عادة، لا يوجد فني للمراقبة خلال الدراسة. وإنما يأتي الفني لتثبيت الحساسات في المساء، ويعود مرة أخرى في الصباح لإنهاء التخطيط.

ماذا يجب علي فعله قبل دراسة النوم؟

في نهار يوم دراسة النوم ينصح المريض بعمل ما يلي:

• تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (شاي، قهوة، بيبسي، كوكا كولا، الشوكلاته)، بعد الساعة الثانية ظهرًا.

• تجنب النوم لفترات قصيرة خلال النهار (القيلولة).

• غسل الشعر وتجفيفه وذلك لتسهيل عملية اللصق قبل الحضور إلى مركز اضطرابات النوم،.

• تجهيز حقيبة صغيرة بها الأشياء التي قد يحتاجها المريض خلال الليلة التي سيقضيها في مركز طب النوم، مثل: أدوية، فرشاة ومعجون الأسنان، ملابس النوم ومنشفة.

• وفي حال كان لدى المريض طلبات أخرى، فإنه يوصى بتبليغها لفريق العمل في مركز النوم قبل بدء العمل ليتمكنوا من مساعدته.

ما هي الخطوات التي يتم اتخاذها من وقت وصول المريض إلى مركز طب النوم؟

عادة‘ يطلب من المريض الحضور إلى مركز طب النوم ما بين الساعة السابعة والثامنة مساءً. وعند وصوله يستقبله الفني ويريه غرفة نومه، حيث يسمح له بالجلوس للاسترخاء أو القراءة حتى اقتراب موعد نومه. قبل موعد نوم المريض، يقوم الفني بتثبيت الحساسات اللازمة لمراقبة النوم. وعند انتهاء الدراسة، يوقظ الفني المريض الساعة السادسة صباح اليوم التالي.

واذا أظهر تخطيط النوم أن المريض يعاني أي مشكلات في التنفس أثناء النوم، فإن الفني قد يوقظ المريض من النوم لاستخدام جهاز التنفس المساعد، الذي يدفع الهواء تحت ضغط موجب من خلال قناع يثبّت حول الأنف حسب توجيهات الطبيب المشرف على الحالة. وعادة ما يناقش الطبيب مع المريض إمكانية استخدام هذه الآلة في العيادة قبل إجراء دراسة النوم.

ماذا سيحدث بعد الدراسة؟

إن تحليل وتفسير دراسة النوم هي عملية معقدة. فدراسة نموذجية للنوم تستهلك من 800 إلى 1000 ورقة من المعلومات الالكترونية، وعملية تحليلها تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد. حيث إن تحليل وقراءة دراسة واحدة بصورة دقيقة قد يستغرق 3-4 ساعات. لذلك فإن نتائج الدراسة لا تكون جاهزة فورًا (بعد انتهاء الدراسة مباشرة). وبعد تحليل نتائج الدراسة، يناقش الطبيب النتائج والخطة العلاجية عند حضور المريض لموعد المتابعة.

دراسة كمون النوم النهارية متعددة الغفوات:

تتطلب بعض الحالات إجراء اختبار نوم آخر كجزء من تقييم النوم، يدعى هذا الاختبار: دراسة كمون النوم النهارية متعددة الغفوات (MSLT). و لإجراء هذا الاختبار فإن المريض يبقى في مركز طب النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم ويعطى 4 -5 فرص للحصول على غفوات قصيرة يتم تحليلها بعناية للمساعدة في تشخيص أسباب زيادة النعاس. ويستخدم هذا الاختبار عند المرضى الذين يشتبه بإصابتهم بمرض النوم القهري.

 

دراسات النوم تمكن المختصين من مراقبة وظائف الجسم أثناء النوم وتشخيص أمراضه
 
مريض على جهاز التنفس المساعد أثناء النوم

 

دراسات النوم تمكن المختصين من مراقبة وظائف الجسم أثناء النوم وتشخيص أمراضه
صفحة من دراسة النوم لمريض يعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم