• |

همسات الحُب في مشْتى المصيف

ما أحلى الدموع بين زخَّات المطر ، ، فالقلبُ أعياهُ التجمُّد ، ومِدْفأَة اللوعة ترسم صُورة القلب المُتعب ، وجمرُ الحُبِّ يشكو حُرقة الفراق ، ودفءُ الصوف أضحى خيرُ حبيب!

يُشعرنا مطر الشتاء بالطمأنينة والبركة ، ليلهُ يطول ؛ فيخلو القيام ، ونهارهُ يقصُر ؛ فيحلو الصيام ، وعند رشقات المطر ، وفرقعة البرد ؛ لا تسمع سوى صوت وقع المطر!

حينما يتطايح الثلج ، يلمعُ طُهر السَّحاب ، ويلمحُ ناظري عيون الطير في وكناتها ، وعُنُق الضبي بين الصخور.
إنه عالم صامت وسكون تام ، عندما نكون في دورنا ، والشوارع خالية ، وكأننا نعيش في سُبات من النوم ، فلا حِراك ولا ضجيج ، سوى أعاصير الأفكار المتضاربة!

وقتُ الشتاء.. أهوى التقاط حبَّات البرد ، بأنامل مُرتجفة ، فأصنع منها عِقداً من الثلج ، يُثلج صدري ، ويذوب بين أضلعي ، فيختلط العشقين ، ما بين وريدي وشريان قلبي ، فما عادَ للبردِ مكاناً ، ولا للشتاء عنواناً .. إنه المطر والبرد والثلج والرعد والبرق ، أصبح كُلُّه تغذيةً لنبرات لُغتي وحُبي وعشقي!

بين زخَّات المطر ، تضيع العبارات بين العبرات ، فتزداد الرَّغبة إلى الأحضان ، ويحلو الاحتضان .. لا يهم .. أهو اللحاف ،أم الحبيب ، أم الكلمات !!

* عبدالمحسن بن محمد الشعابي*

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH