يجب أن نقرأ تراثنا العربي بمحبة

on
  • 2016-03-23 12:08:59
  • 0
  • 982

دعا الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب أ.د.محمد عبدالمطلب -أستاذ النقد والبلاغة بكلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية- إلى قراءة التراث العربي بمحبة، كي ينفتح لنا هذا التراث ونفهمه -على حد تعبيره-.

جاء ذلك في محاضرة نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية للفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب أ.د.محمد عبدالمطلب وأ.د.محمد مفتاح -الأستاذ في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط-، بعنوان "التراث العربي والنظريات الحديثة"، أدارها أ.د.سيف العريفي.

وتناول د.عبدالمطلب في حديثه الخطاب النقدي ومراحله الثلاث: ما قبل الحداثة -ما بعد الحداثة- ومرحلة بعد ما بعد الحداثة التي انطلقت في الغرب، موضحاً أنّ هذه المراحل ظهرت لدينا في الشرق بعد غيابها في الغرب، وظهرت نقلاً عنهم، وقال إنه يمكن تلخيص فلسفة هذه المراحل في أن الحداثة سعت للنظام، وما بعد الحداثة اعتمدت المحاكاة الساخرة، أما بعد ما بعد الحداثة، فقد سعت إلى تكثيف الإحالات والتعارضات والتداخلات النصية، وربط المجاز بالتداول الحياتي.

وأضاف "أسس كثيرون لمرحلة الحداثة من المغرب العربي وبعض المشرق، وأبرزوا فكرة القطيعة مع التراث، فيما أوغلت مرحلة ما بعد الحداثة في هذا الموقف وطالبت بالخلاص من التراث، أما مرحلة بعد ما بعد الحداثة فطالبت بالعودة إلى الماضي، وأن يكون شريكاً في الحاضر، دون قطيعة وهدم، ودراسة المرجعية الثقافية، مشياً على مقولة "لا أبناء دون آباء"، و"كل قديم كان جديداً في زمانه"، وكل جديد له ماضٍ وإن كان على النقيض له تماماً، وهو ما أسس له د.عبدالله الغذامي، ثم انتشر في العالم العربي. وحول اللغة العربية، ووصفها أ.د.محمد عبدالمطلب بأنها لغة سياق واستعمال، وليس لغة معاجم، مدللاً على ذلك بعدد من الأفعال متعددة المعاني مثل "ضرب على العود" و"ضرب فلان أخاه"، معرجاً على الخطاب النحوي في التراث العربي، ومدرستيه الرائدتين في الكوفة بقيادة الكسائي، ومدرسة البصرة النحوية بقيادة سيبويه.

وحول نسبة النظريات إلى بلد أو لغة بعينها، قال "لا يوجد نظرية عربية أو إنجليزية أو أوروبية لقراءة التراث العربي، بل تعتبر نظريات إنسانية لقراءة جميع الثقافات والتراث".

واتفق أ.د.محمد مفتاح مع سابقه فيما يتعلق بالنظريات الإنسانية، معلقاً على ذلك بأنه يمكن استيحاء أفكار المفكرين الغرب في قراءة التراث العربي كما فعلوا مع تراثهم، مع مراعاة الخصوصية، كي لا نقع في العموميات الخاطئة، معتبراً أنّ التراث العربي لن يضيع؛ كونه تراثاً كونياً وإنسانياً، داعياً إلى الاجتهاد في قراءته ودراسته بنضج، مضيفاً بأن الفكر البشري مدمن على إعادة النظر في قضايا يعتقد أن الزمن عفا عليها، مثل علاقة اللغة بالمجتمع، موضحاً أنّه من خلال قراءاته بأن كثيرا مما نصنفه بمرحلة "ما بعد الحداثة" هو إعادة قراءة لما كتب في مرحلة ما قبل الحداثة.