ما الحكمة من مشروعية الزكاة

on
  • 2015-10-31 12:49:47
  • 0
  • 1862
إنّ الله عز وجل الذي هو كامل بذاته وعالم بكل شيء وبالإنسان الذي خلقه هو عز وجل، والذي بعث له الإسلام بالوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقومه إلى الطريق الصحيح ويكون داعماً ومنقيّاً للفطرة لتي خلقها الله عز وجل في كل إنسان، فلذلك لا يقوم الله عز وجل بتشريع أي أمرٍ من دون حكمة بالغة، فكيف بأركان الإسلام؟
وهذا هو ما ينطبق أيضاً على الزكاة التي هي أحد أركان الإسلام والفرائض الهامة فيه، إذ إنّ الزكاة هي تكمل إسلام الشخص بشكل كامل، إذ إنّها تعتبر دليلاً قويّاً على إسلام المؤمن بشكل كامل بالله عز وجل وبأنّ الله عز وجل هو الأكبر في قلبه وذلك عن طريق تخلّي المزكي عن جزءٍ من ماله والذي يعتبر من أحب الأمور إلى قلب الإنسان في الحياة، فيقوم بالتخلي عن المال من أجل الله عز وجل وحده وابتغاء إرضاء فأنت تتخلى عمّا تحبّ لأجل من تحبّ أكثر وهو ما فيه دليلٌ على صدق هذا الحب. أمّا الحكمة الثانية من الزكاة فهي تقويم أخلاق المزكي ونشله من أحد المال وإغرائه والتي قد تذهب بعقول الكثيرين من الناس، فعند إعطائك للمال خلال الزكاة تكون بذلك قد طهرت نفسك من بعض هذا المال بحيث تبقى بعيداً عن البخل بجميع أنواعه، كما أنّ لها أثراً كبيراً في تصحيح الشعور لدى المزكي والتخفيف من آلام الحياة على النفس وصعوباتها عندما تقوم بإعطاء المال للفقراء،
وهذه هي أحد الأسرار في الزكاة بالإضافة إلى تقريب المزكي من مرتبة الإيمان وهذا في شمول المزكي في الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:" لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه". وهذه هي بعض من آثار الزكاة على الفرد، إلّا أنّ لها آثاراً عديدة أيضاً على المجتمع بشكل عام وهي أكبر ما يميز الزكاة عن باقي العبادات، فمن أهم آثارها على المجتمع أنّها تقوم بجعل المجتمع كالأسرة الواحدة، ففي الأسرة الواحدة يقوم الأخ بإعطاء أموال لأخيه من دون حساب ولا عتاب وهذا هو ما يحدث في المجتمع بحيث يعطي الغني لأخيه الفقير من دون حساب بينهم، فيعمل هذا الأمر أيضاً على التخفيف من الحقد الموجود في قلوب الفقراء على الأغنياء، إذ إنّ إعطاء الغني للفقير يجعله يشعر أنّ مال الغني هو ماله عند حاجته وأنّ له من يساعده عند الشدّة، فتقلّ بذلك السرقات في المجتمع وهو ما يلجأ له الفقير عندما لا يجد ما يسدّ به جوعه وجوع أولاده ويرى في الوقت ذاته الأغنياء يتمتعون بالطعام والدفء والمأوى، فتقلّ بذلك أيضاً الطبقية التي نلاحظها في المجتمع في هذه الأيام والتي تتسبب بالعديد من المشاكل كم نلاحظ جميعاً.