الطائف قديما تستوقف الرحالة والمؤرخين

on
  • 2021-11-17 10:48:52
  • 0
  • 1815

الطائف مدينة سعودية تقع في الغرب من المملكة العربية السعودية ، تابعة لمنطقة مكة المكرمة على جانبي وادي "وج"، وتبعد عن مدينة مكة المكرمة 75 كم تقريباً وتحيط بها الجبال من جميع الجهات، وترتفع عن سطح البحر بمسافة تتدرج مابين 1700 م إلى 2500 م، مما أكسبها جواً لطيفاً، ومصيفاً قديماً للأهالي ، وقد أكسبها الموقع مميزات عدة، حيث أنها تُعتبر البوابة الشرقية للحرمين الشريفين عبر مكة المكرمة، كما أنها نقطة التقاء الطرق المتصلة بجميع مناطق المملكة عبر مناطق ومدن أخرى، كما تضم الطائف ميقاتين من مواقيت الإحرام وهما: السيل الكبير، للقادمين من المنطقة الوسطى، ووادي محرم ، للقادمين من الجنوب

والطائف قديماً بلاد ثقيف مي واد بالحجاز طيبة الهواء أول قراها تسمى "القيم" وآخراها "وهط".

وسميت الطائف لأسباب عديدة منها لأنه طافت على الماء في الطوفان أو لأنها كانت قرية بالشام أو جنة بصنعاء لأصحاب الصريم فاقتلعها جبريل عليه السلام وطاف بها على البيت ثم وضعها بالطائف أو خبة ذكرت في قوله تعالى "عسى ربنا أن يبدلنا خير منها".وقيل انما سميت الطائف للحائط الذي بني حولها في الجاهلية حصنوها به.

الطائف مدينة قديمة تقع في السفوح الشرقية لسراة الحجاز في الجنوب الشرقي لمكة المكرمة و يصلها بمكة طريقان وأحدهما من مكة إلى عرفة فوادي نعمان فجبل كرا والهدا والطائف والثاني يخرج بين حراء وتراغيناء ثم حنين فنخلة اليمامة فالسيل الكبير ثم السيل الصغير وهو الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف إلا أنه ترك الطائف بيمينه حتى نزل ليه فطوق الطائف من الجنوب وهي خطة حربية بارعة إذ التطويق معناه الحصار والحصار يضعف معنوية المدافع.

وذكر الطائف في بعض كتب التاريخ انه بني على الطائف سور عام 1204ثم هدم هذا السور في عهد الملك عبدالعزيز المغفور له رحمه الله وكانت لهذا السور أربعة أبواب معروفة مواقعها إلى الآن وهي:

باب الريع ومنها يخرج إلى مكة عن طريق كرا وباب شبره إلى مكة أيضاً عن طريق نخلة اليمانية ويخرج منه إلى أهل المشرق وباب في الجهة الشرقية وهو باب ابن العباس وباب الحزم في الجهة الشمالية الشرقية.

 ولأهمية الطائف فقد زارها عدد من المؤرخين والرحالة ونقلوا عنها العديد من المعلومات التي وثقوها في كتبهم التاريخية ويرجع اهتمام هؤلاء المؤرخين والرحالة بالطائف وأثارها لعدة أسباب من أهمها ارتباط الطائف بأحداث تاريخية مهمة منذ عصرالرسول صلى الله عليه وسلم ودفن بعض الصحابة الكرام بها وكذلك لوقوعها المتميز فهي على طريق الحاج اليمني والعراقي والشامي وموقعها الاستراتيجي من الناحيتين العسكرية والإدارية .

وقد جاء في كتب المؤرخين والرحالة عن طرق الطائف من وإلى مكة المكرمة وذلك لارتباط القوى بين مكة المكرمة والطائف ولم تتفرق الكتب التاريخية والرحالة عن الطرق المؤدية من وإلى الطائف الى بقية اجزاء الجزيرة العربية والأقطار الأخرى وقد ذكر بعض المؤرخين عن الطائف ان هناك ثلاثة عشر طريقاً قديماً الى مكة المكرمة كان يسلكها الحجاج والرحالة ومن أهمها:طريق كرا، طريق السيل او اليمانية، طريق درب العصبة.

تزخر الطائف قديماً بعدد من القصور والمنازل على طراز بيوت الاستانه باشكالها الشاهقة ومطبخ في آخره من أشهرها قصر شبرا  وقصر جميل ايضا بشبرا ويذكر بعض المؤرخين انه كان في الطائف 400منزل و16عشر قصرا مختلفة الأشكال والتصاميم جميعها مبنية من الحجر والطين واللبن ولاتزيد عدد حجراتها على 3إلى 4حجر وبعضها تشبه الأكواخ.

ومن المباني التاريخية القديمة للطائف نذكر :

 "سوق الطائف" الاثري القديم الذي مازال تشهد اثاره حتى اليوم امام قلعة باب الربع الاثرية وبنيث دكاكينه من الحجارة وباشكال هندسية بديعة لايزال بعضها قائماً حتى الآن.

"سوق الضراب" جنوب شرق الطائف في أول مناطق جنوب الطائف حالياً وبني على شكل حوانيت من الحجارة يرتاده سكان تلك المناطق والقرى المجاورة.

"سوق عكاظ" ولعل من أبرز الاسواق المشهورة من العصور الجاهلية سوق عكاظ التجاري الذي كان بعتبر منتدى ادبياً سنوياً لعرب الجزيرة قاطبة يحتمع فيه فحول الشعراء ونوابغ الخطباء يبارون في القاء ابرز القصائد وابلغ الخطب وبذلك فهو يجمع بين الوظيفتين الاقتصادية والاجتماعية وقد انشئ في العصر الجاهلي واستمر حتى صدر الاسلام ثم استمر العمل به 1429ه. ثم توقف العمل به إلى منتصف القرن الثاني وهو من اشهر اسواق العرب قاطبة لأهمية موقعه في مختلف الطرق المؤدية إلى انحاء الجزيرة العربية ومكة المكرمة ودول اليمن والشام والعراق وغيرها .