تاريخ مدينة فدك

on
  • 2021-11-22 14:43:43
  • 0
  • 1046

تعدّ المملكة العربية السعودية من أكثر دول العالم غنى بالتاريخ والتراث الديني والحضاري والإنساني، وتشهد على ذلك مدينة الحائط.

مدينة الحائط تعد من أقدم المدن في الجزيرة العربية التي احتلها أحد ملوك بابل عام 566 قبل الميلاد، استوطن وتعاقب عليها الكثير من القبائل العربية المتعددة الباقية والبائدة برز منهم ثمود والفنيقيون والبابليون والعمالقة وبنو هلال وبنو الكلب وبنو سليم وكلاب وبنو الأشجع.

يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد واختراع اللغة وما تعاقب عليها من الأمم العربية البائدة والباقية فهي مدينة عايشت الإنسان البدائي أي إنسان ما قبل التاريخ الذي ظهرت خربشاته على سفوح جبالها وكذلك خطوط المسند والعربي ورسوم الوعول والحيوانات ووجود القلاع العملاقة والحصون الموغلة في عبق التاريخ مما يدل على حضارة باكرة شهدتها هذه المدينة العتيقة.

سميت قديما (فدك) نسبة إلى مؤسسها فدك بن حام بن نوح عليه السلام، وقيل إنها نسبت لفدك وهو أحد إخوان سلمى بن العمالقة، أفاءها الله على رسوله- صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع للهجرة صلحاً، وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا الثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل (فدك) فأرسلوا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم، فأجابهم إلى ذلك، فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم.  

كما سميت مدينة الحائط أو مدينة الأسوار والقلاع لإحاطتها بأكبر وأضخم سور في المملكة بني من حجر الحرة الأسود، حيث يبلغ طوله سبعة كيلومترات يحيط بالمدينة بشكل دائري لحمايتها من الغارات وسرقة خيراتها الكثيرة من ثمار النخيل والأشجار وحماية أهلها، ووضع على هذا السور العظيم  بوابتان إحداهما في الجنوب وتسمى بوابة النويبية، والثانية في الشمال وتسمى بوابة الحبس، وقد بنيت على السور قلاع كبيرة لها تاريخها القديم، أطلق عليها عدة أسماء مثل قلعة باب الحبس وقلعة جريدا وقلعة الغار وقلعة الحسكانية وقلعة البديعة.

كان لمدينة فيد موقع هامّ في عصور سابقة للإسلام وحتى بدايته، فهي تقع على طول طريق الحجّ بين مكة وبغداد، في موقع استراتيجي في درب زبيدة. تحتوي فيد على مجموعة فريدة من الآثار الإسلامية، ومنها قصر خراش، وبرك زبيدة، والمدينة السكنية ذات البيوت القديمة وفسقية القصر، والآبار، وسور الحصن والرحى العملاق لطحن الحبوب.

 وإلى وقتنا الحاضر لا تزال مدينة الحائط تحتفظ بإرثها وتاريخها العريق وآثاره، فالقرية القديمة أو (الحائط القديم) لا تزال منازله الحجرية والطينية مشيدة ويسكنها عدد قليل من السكان بعد أن هجرها عدد كبير منهم للمخططات السكنية الحديثة، ولا تزال أجزاء كبيرة من سوره العظيم قائمة، وأصبحت معلما تاريخيا على مستوى الجزيرة العربية. وتحيط بمدينة الحائط حاليا أكثر من 320 قرية و موقعها المميز جعلها كحاضرة المنطقة منذ القدم.