تطوير عسير وتوجيهها للعالمية

on
  • 2022-07-05 14:51:21
  • 0
  • 415

تشهد المملكة العربية السعودية  تغيرات هيكلية كبرى على المستوى الاقتصادي، وذلك بتوجيهات سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبإشراف تنفيذي مباشر من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية، للوصول بالاقتصاد السعودي إلى العالمية.
وضع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية منطقة عسير على خارطة العالم، بإعلانه -حفظه الله- إستراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار «قمم وشيم»، والغاية المرجوة في صورتها النهائية من الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية، تحويل المنطقة إلى وجهة عالمية طوال العام، وجذب عشرة ملايين زيارة، من خلال ضخ 50 مليار ريال في البنية التحتية والخدمات، لتزيد من جاذبية المنطقة استثماريا حتى 2030 أي بعد تسعة أعوام فقط، وذلك باستغلال المقومات السياحية الهائلة في المنطقة التي سَتُستثمَر من خلال مشروعات سياحية نوعية؛ لإبراز قممها الشامخة إلى جانب التنوّع الجغرافي والطبيعي فيها، وكشف الثراء الثقافي والتراثي لها.

قمم وشيم، عنوان أطلقه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على إستراتيجية منطقة عسير، إيماناً من سموه بأن عسير ترتكز قوتها على طبيعتها الفريدة المتمثلة في قممها الشاهقة، وأصالة أهلها وموروثهم الثقافي والاجتماعي الثري.

والقمة مفردة ذات أبعاد دلالية، فهي ذروة المكان وأعلى ما فيه، والارتفاع دائماً هو كناية للوصول المستحق غير المكرور والمعتاد وربط مفردة القمة بإستراتيجية المنطقة فضلاً عن كونه إشارة إلى طبيعتها وقممها الشاهقة فيه دلالة واضحة على رغبة القيادة في إيصالها إلى ناصية المستقبل الواعد، في تنمية الشاملة واستثمار لمكامنها الطبيعية التي ستأخذ منطقة عسير نحو مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر في وطن طموح.

أما مفردة الشيمة فمحورها الرئيس هو الإنسان وأخلاقه وأصالته ومكنونه الثقافي ومكتسباته المعرفية التي يرتكز عليها وينطلق من خلال مدارها الواسع، وإقران هذه المفردة بعنوان الإستراتيجية هو إيمان من القيادة بما يملكه الإنسان في منطقة عسير من تنوع ثقافي وعمق تاريخي وأصالة تفلسفها تلك الشيم التي يؤمن بها ويستلهم ذاته من خلالها ليحقق تطلعاته وأمانيه في مستقبل يوصله حد القمم العالية وعبر الشيم الأصيلة.

عند قراءة المشهد العام لرؤية المملكة 2030، نرى أن استراتيجية تطوير عسير في نسختها الحالية، تأتي متكاملة ومنسجمة مع مشاريع: القدية، نيوم، البحر الأحمر، ووسط جدة، وغيرها من المشاريع الكبرى التي يقودها ولي العهد لزيادة مشاركة القطاع السياحي والخدمات في الناتج المحلي الإجمالي، إلا أن عسير من منظور اقتصادي واستراتيجي تعد أكثر استعدادية للترقية من حيث البنية التحتية الحالية، وفي الوقت نفسه، لم تغفل الاستراتيجية أهمية تمتين القدرات الكلية للبنية التحتية والخدمات والنقل، وهذا يجعلها تحقق أهدافها سريعا، لذا أعتقد أن عوائد استراتيجية تطوير منطقة عسير وتأثيرها الاقتصادي في الناتج المحلي، سيكون الأسرع وليس الأكثر إذا ما روقب حجم الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، مقارنة بالمشاريع الوطنية الكبرى المقبلة، التي ستغير المشهد الاقتصادي أصلا، ولعل موسم السياحة الماضي أثناء فترة حظر السفر خارجيا، كان كافيا لإثبات نموذج المنطقة اقتصاديا وثقافيا.

يعد الناتج المحلي الإقليمي للشرقية والرياض ومنطقة مكة الأعلى تأثيرا في الناتج المحلي الإجمالي على التوالي بنسبة 60 في المائة، ومنطقة عسير مرشحة أن تكون الرابعة بعد الاستراتيجية، ولاسيما إذا ما نظرنا إلى حجم السكان البالغ 2.3 مليون نسمة، كما أن ارتباطها بخمس مناطق إدارية يزيد من تنافسيتها، كما أن تطورها سيؤدي إلى هجرة عكسية من أبناء المنطقة الموجودين في المدن الرئيسة، ولا سيما أن الاستراتيجية تستهدف زيادة الناتج المحلي الإقليمي للمنطقة إلى أكثر من 74 مليار ريال وإلى إجمالي وظائف يقدر بـ762 ألف وظيفة بحلول 2030.

 

ومن خلال الاستقراء العام لبرامج الرؤية السياحية، فإن المشاريع السياحية الكبرى، تستهدف مستويات دخل مختلفة وبخصائص اقتصادية متنوعة، إلا أن منطقة عسير ستكون الأكثر تنافسية سعريا والمتوافقة مع متوسط أسعار خدمات السياحية العالمية، ولهذا فإن استراتيجية تطوير منطقة عسير من المنظور الاقتصادي والفئات المستهدفة، ستكون عناصر حاسمة في نقل اقتصاد عسير من المحلية إلى العالمية بالتزامن مع مشاريع كبرى قادمة وبخصائص اقتصادية غير تقليدية، لترقية اقتصادنا الوطني ليعتمد على نفسه بعيدا عن النفط والصناعات البتروكيماوية، أي تنوع اقتصادي يحمينا من أحادية الإيرادات التي تصيب دول الموارد الاستخراجية.

وتمت مراجعة 1041 مبادرة من مبادرات برنامج تحقيق الرؤية، وتحديد 30 مبادرة ترتبط بشكل مباشر بهيئة تطوير منطقة عسير ذات علاقة مباشرة بالسياحة وتوزيعها على النحو التالي:

في مجال الاقتصاد 17 مبادرة، وفي مجال الإنسان 8 مبادرات، وفي مجال الأرض مبادرتين، والحوكمة 3 مبادرات.

في الاقتصاد 12 مبادرة في:

التركيز على السياحة: وجهات سياحية رائدة تجذب السياح طوال العام، وهي:

1. تنسيق تطوير المبادرات السياحية الرئيسية في منطقة عسيل.

2. تصميم تجربة السباحة في أبها والوجهات السياحية وبنائها.

3. استغلال الجبال في مناطق الوجهات السياحية.

4. المحافظة على المواقع التراثية في مناطق الوجهات السياحية وتطويرها.

5. إحياء المغامرات الصحراوية في مناطق الوجهات السياحية.

6. إنشاء شاطئ وجزيرة على الساحل الجنوبي لمنطقة عسير.

7. إنشاء مكتب إدارة تطوير الوجهات السياحية بمنطقة عسير وتشغيله.

8. وضع معايير إصدار التراخيص السياحية وإنفاذها.

9. تطبيق برامج مهنية في مجال السياحة.

10. وضع إستراتيجية جذب المستثمرين والشركات/ المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتنفيذها.

11. وضع إستراتيجية التسويق الترويج وتنفيذها.

12. وضع إستراتيجية خاصة لتسويق الرحلات السياحية البحرية إلى عسير.

مبادرة واحدة في: الريادة في الزراعة والاستزراع المائي، وهي:

إجراء استبيانات مستمرة مع المزارعين لإدارة التحديات المستجدات.

3 مبادرات في: إستراتيجية اقتصادية تركز على المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهي:

1. تسويق البرنامج الوطني لتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتنسيقه مع منشآت.

2. إنشاء حاضنات الأعمال للشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

3. إجراء دراسة واستبيان بشأن المنشآت الصغيرة والمتوسطة والقطاعات الحرفية والقطاعات متناهية الصغر ووضع خطة لتطوير القطاعات.

مبادرة واحدة في: التميز في تسهيل ممارسة الأعمال، وهي:

تنسيق المبادرات الوطنية لتحسين سهولة ممارسة الأعمال.

في الإنسان 3 مبادرات في: إحياء التراث والثقافة، هي:

1. إجراء دراسة أولية لتجديد ترميم المواقع التراثية.

2. تنفيذ برنامج تجديد الأسواق.

3. تنفيذ برنامج لتجديد المساجد.

5 مبادرات في: مجتمع قوي ومتماسك، هي:

1. وضع برنامج لتطوير المهارات القيادية لشباب منطقة عسير.

2. تصميم مبادرة البرامج الصيفية الوطنية وتدشينها.

3. تصميم مراكز مجتمعية وإنشائها.

4. إعداد البرامج وتنسيقها لتعزيز ترابط المجتمع.

5. وضع مبادرات لتعزيز مشاركة المرأة والاندماج الاجتماعي.

في الأرض مبادرة واحدة في: الريادة في الحفاظ على الطبيعة والتراث، هي:

تدشين حملة توعية بعنوان «عسير الخضراء».

مبادرة واحدة في: هوية معمارية مميزة واستخدام الأراضي، هي:

تصميم هوية معمارية جديدة لمنطقة عسير ووضع لوائح لاستخدام الأراضي.

في الحوكمة مبادرة واحدة في: كفاءة التخطيط الإقليمي، هي:

وضع الهيكل التنظيمي والإجراءات الرئيسية بهيئة تطوير منطقة عسير لتحسين التخطيط الإقليمي.

مبادرتان في التمويل الفعال، هي:

1. تحديد خيارات تمويل المبادرات الإستراتيجية وتنسيقها وتأمين الحصول على التمويل.

2. تطوير المخطط الإقليمي التفصيلي لمنطقة عسير.

المصادر :

العربية نت //الجزيرة نت
الموضوع السابق

عسير: التاريخ والسياسة