"برنامج العلاج المائي" أحد أهم طرق العلاج الطبيعي التي تقدمها جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالمملكة

on
  • 2022-10-17 11:53:36
  • 0
  • 467

تقدم الأقسام الطبية والتأهيلية في مراكز جمعية الأطفال ذوي الإعاقة خدمات متطورة وفقاً لآخر المستجدات العلمية في كل تخصص، ويعد العلاج الطبيعي أحد التخصصات الأساسية المهمة في مراحل علاج وتأهيل الأطفال ذوي الإعاقة؛ ولهذا تحرص الجمعية على أن يضم نخبة من المتخصصين والمتخصصات.
وشهدت أقسام العلاج الطبيعي في مراكز الجمعية، الكثير من التطوير المستمر والتوسع في الخدمات المتخصصة التي تقدمها للأطفال، ومن أهمها " برنامج العلاج المائي "؛ وهو أحد طرق العلاج الطبيعي التي يتم من خلالها استخدام خواص الماء الفيزيائية لأغراض علاجية أو ترفيهية.
وأوضحت كبيرة اختصاصيات العلاج الطبيعي في مركز الرياض منال محمود أن العلاج المائي متعة وفائدة؛ إذ إن الماء يعد وسطاً علاجياً مثالياً لخصائصه المختلفة؛ حيث أن خاصية الطفو في الماء يتم استغلالها من أجل تقليل تأثير ضغط الجاذبية الأرضية على تراكيب الجسم، وخصوصاً الهيكل العظمي؛ وبالتالي حدوث الحركة بشكل أسهل، كما يمكن استخدام الماء كوسيلة مقاومة للعضلات القادرة على الحركة أو وسيلة مساعدة يتم من خلالها مساعدة العضلات الضعيفة، وذلك بالاستفادة من ظواهر الطفو وردة الفعل المعاكسة، والاستفادة من علاقة التسارع والمقاومة الخاصة بالماء، التي بدورها تشكل القانون الأساسي في تدريب وتقوية العضلات.
ومن الحالات التي يمكن أن تستفيد من العلاج المائي: التأخر النمائي، والشلل الدماغي، والتوحد، وغيرها، ويمكن أن يستفيد الطفل من العلاج المائي بداية من عمر أربعة أشهر فما فوق.
وبينت أن العلاج المائي في الجمعية يستخدم مع حالات مختلفة من الإعاقات الحركية عن طريق جلسات فردية أو جماعية، ويكون الطفل بصحبة اختصاصية العلاج الطبيعي، حيث تساعد وحدة العلاج المائي على الاسترخاء وزيادة ليونة العضلات؛ حيث يتوافر فيها وحدة تسخين خاصة، بالإضافة إلى تعليم الطفل المهارات الحركية الأساسية (الجلوس، الوقوف، المشي) باستخدام أدوات الطفو المختلفة، كما تساعد على تقوية العضلات وزيادة مدى حركة المفاصل، وعلى زيادة كفاءة الجهاز التنفسي عن طريق تقوية عضلات القفص الصدري وتنظيم عملية التنفس.
وأشارت محمود إلى أن المياه بالنسبة لطفل التوحد توفر بيئة علاجية مناسبة تساعده في تنمية القدرات العقلية والوجدانية، وتنبه حس اللمس للأطراف جميعها والجسم عن طريق الضغط الموجود في الماء؛ مما يعطي إحساساً مميزاً عن طريق الإحساس بشكل أكبر، ويعد العلاج المائي أفضل وسط لتعليم الطفل النمط الحركي السليم في الوسط المائي مستغلين خفة وزن الجسم والإحساس الكامل وتوافر وسائل السند والحماية.
ويقدم العلاج المائي للطفل المعاق حركياً الفرح والمرح؛ مما يسمح بتقدم أداء الطفل وتطوره وتعلمه مهارات مختلفة، كما يزيد التحمل ومقدار الثقة بالنفس والقوة، ويزوده بدرجة من الشعور بأنه قادر على فعل شيء ما، وهذا أمر مهم لدعم نفسية الطفل، بالإضافة إلى أن العلاج المائي يعمل على زيادة الترابط بين الطفل والاختصاصي ويزيد من روح الجماعة لفريق العمل والأطفال وينمي روح التعاون.
وأبانت كبيرة اختصاصيات العلاج الطبيعي بجمعية الأطفال ذوي الإعاقة أن الخبراء يعرفون المعالجة المائية بإنها عبارة عن استخدام الماء أو الثلج أو البخار لغرض الشفاء من مرض ما، مثل: التهاب المفاصل والروماتيزم وآلام الظهر والمفاصل والإجهاد والأرق وآلام العضلات والإصابة بالتوتر والتشنجات العضلية، وقد استخدمت المعالجة المائية منذ قرون بغرض توفير الراحة والعلاج أيضاً.
وأضافت أن معظم المعالجات المائية تعتمد على الرطوبة ودرجات الحرارة؛ فالتي تعتمد على الحرارة مثل حمامات البخار وحمامات الماء الدافئ تعمل على تمديد الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية، إضافة إلى أنها تعمل على استرخاء العضلات والحد من الألم، فيما تستخدم درجات الحرارة الباردة أيضاً في العلاج عن طريق الكمادات الباردة أو كمادات الثلج وتعمل على تضييق الأوعية الدموية؛ مما يقلل من التورم بعد الإصابة.
وأفادت أن أهم فوائد العلاج بالماء هي السيطرة على الألم وتخفيف حدة التوتر، والتخلص من التوترات العضلية والتشنجات، إضافة إلى أنها تعمل على الحد من الآلام الناتجة من الأورام؛ مما يعطيك القدرة على الزيادة في التنقل، مشيرةً إلى أن للفقاعات الناعمة في الأحواض تأثير على الجسم، حيث تعمل على إزالة الإجهاد والتوتر وتحسين الدورة الدموية؛ وتساعد على تدفق الدم والأوكسيجين لتغذية الخلايا في كل أجزاء الجسم، وعندما تعمل الدورة الدموية بشكل صحيح فإن هذا يؤدي إلى حياة صحية أفضل، فالدورة الدموية الجيدة تعمل على تحسين عمل الجهاز الليمفاوي؛ مما يعمل على طرد السموم من الجسم بشكل أكثر كفاءة.
يذكر أن جمعية الأطفال ذوي الإعاقة تقدم خدمات العلاج والتأهيل والتربية لنحو 4 آلاف طفل وطفلة في السنة، وذلك عبر 11 مركزاً في مختلف مناطق المملكة، ومعظم هذه المراكز مزودة بعيادة خاصة للعلاج المائي، تضم حمامات سباحة مجهزة بالوسائل المساعدة، ويقدم من خلالها برنامجاً علاجياً لكل طفل حسب حالته، حيث يتم وضع برنامج زمني لعلاج كل حالة، وذلك في إطار سعي الجمعية على تقديم خدمات على أعلى مستوى من الخدمات المتخصصة في مجال الرعاية الشاملة لهذه الفئة الغالية من الأبناء، وذلك وفقاً للمعايير القياسية الدولية في مختلف مجالات العلاج والتعليم والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقة، يضاف إلى ذلك البرامج التأهيلية والاجتماعية النفسية والترفيهية، حيث تنقسم خدمات الجمعية إلى: الخدمات العلاجية الطبية، وخدمات التأهيل التربوي.
وتقدم مراكز الجمعية خدمات التقييم والتشخيص والعلاج والتأهيل عبر وحدات القسم الطبي، وتضم، وحدات الاستقبال، العيادات الاستشارية، العلاج الطبيعي، العلاج الوظيفي، عيادات الأسنان، علاج عيوب النطق وعلل الكلام، الورشة الطبية.
وتطبق داخل الأقسام العلاجية برامج مبتكرة مثل " البدلة الفضائية " والفحص والتدخل المبكر، إلى جانب الاستشارات الطبية والنفسية للأطفال ذوي الإعاقة، وتدريب الأمهات على كيفية التعامل مع الطفل ومساعدته على اكتساب المهارات.
كما تقدم الجمعية خدمات تربية خاصة للأطفال حسب أعمارهم، وتضم أقسام التربية الخاصة وحدات لتنمية المهارات، وتشمل البرامج التربوية ومن أبرزها: برنامج الدمج وهو من البرامج الرائدة الذي تتبناها الجمعية وتطبقه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في المدارس العامة حيث يتم من خلال البرنامج دمج الأطفال ذوي الإعاقة في عدد من المدارس والروضات والمعاهد الفكرية وذلك بعد اكتمال برامج التعليم والتأهيل وتخرجهم من مراكز الجمعية.

المصادر :

واس