جمال اللغة العربية

on
  • 2023-02-15 14:45:46
  • 0
  • 10725

 تتميز اللغة العربية بماض أصيل؛ فهي واحدة من أقدم اللغات في تاريخ البشرية. وهي اللغة التي أنزل الله تعالى بها القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من 1400 عام.

ويكمن جمال اللغة العربية في تفردها، هي لغة القرآن الكريم، لغة الهوية الإسلامية، اللغة العربية هي لغة كل زمان، لغة الخلود، لغة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اكتسبت اللغة العربية الجمال والإبداع من جمال حروفها عندما تنطق وتسمع وتكتب، فعندما تكتب بالخط العربي فلا بد من لمسة فنية تزين أحرفها من زخارف، ونقوش، وحركات التشكيل كما تظهر في القرآن الكريم، أو تزين بها المساجد، أو كما ترسم في الكتب والصحف، وعلى بعض أنواع المجوهرات والحلي، عندما تتحرك بها الألسن تتجلى فيها البلاغة والفصاحة والصور البديعية، والكثير من المعاني، وهذا ما يتميز به القرآن الكريم.

يظهر جمال اللغة العربية في الشعر، والنثر، والخطابة، والقصة، والرواية، وفي النحو، والصرف، حيث يعتبر الشعر فنا أدبيا أقبل عليه الكثير من الشعراء الذي برعوا في كافة ألوان الشعر من غزل، ومدح، وذم، ورثاء،  فاللغة العربية هي لغة مرنة تعايشت مع كل الأزمان ومختلف الأجناس، ومن جمالها أيضا أن المرء يستطيع أن يعبر عما بداخله بشكل صريح ومباشر أو بالتلميح.

من جمال اللغة العربية، إنها وحدة متكاملة ومترابطة، تتكون من عدة فروع، كل فرع متصل بالأخر مثل النحو، الصرف المفردات والأصوات وغيرها، يوجد مبادئ لصياغة اللغة وتكوين الجمل والفقرات، كل هذه الأمور متصلة ببعضها، وبالتالي ينتج عنها دقة في النطق والكتابة والفهم.

اللغة العربية تتميز ببنائها الفريد وسحرها، هي لغة زاخرة بالكثير من المعاني، فهي لغة ثرية، بعيدة عن التنافر والركاكة، قال سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه عن أهمية لغة العرب (تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة).

اللغة العربية هي هوية العرب، التي اصطفاها وميزها الله عز وجل، حتى تكون لغة نشر الدعوة، هي لغة الدعاء والتضرع إلى الله، كما جاء في قول الله تعالى في سورة الشعراء (عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)، وفي سورة الزخرف (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

تكتب اللغة العربية من اليمين إلى اليسار، تتميز بتنوع ألفاظها ومعانيها، تشتمل اللغة على ألفاظ متطابقة في الكتابة، لكن مختلفة تماماً في النطق والمعنى، تتميز اللغة أيضاً بحرف الضاد الذي لا يوجد شبيه له في اللغات الأخرى، كما أن نطقه الصحيح معيار أساسي لإتقان اللغة، خاصة لغير الناطقين بالعربية، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في ال 18 من شهر ديسمبر سنوياً، السبب وراء اختيار هذا التاريخ، هو اعتماد اللغة العربية في هذا اليوم، من ضمن لغات الأمم المتحدة الرسمية.

من جمال اللغة العربية، إنها لغة مليئة وعامرة بالمحسنات والأساليب البلاغية المتنوعة:

- البديع وجمال اللفظ والمعنى.

- البديع في الأدب والفن.

- المحسنات اللفظية.

- المحسنات المعنوية.

البديع وجمال اللفظ والمعنى: يظهر ذلك في فنون الشعر والنثر، اللغة العربية تمنح هذه الفنون الإبداع والتميز، تراكيب الألفاظ وما تصنعه من عبارات، متجانسة في المعنى والموسيقى السمعية، على سبيل المثال استخدام أساليب السجع والجناس وغيرها من الأساليب الجمالية، التي توضح جمال ألفاظ وكلمات اللغة العربية، وما تنطوي عليه من معاني ودلالات، قال الجاحظ عن جمال لغتنا العربية (والبديع مقصور على العرب ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة واربت على كل لسان).

البديع في الأدب والفن: ظهرت بلاغة العرب، في فنون الأدب والشعر كما ذكرنا سابقاً، حرص الشعراء العرب منهم ابي تمام، البحتري، ابن الرومي، على صبغ أعمالهم الشعرية بالمحسنات البلاغية، واللفظية وغيرها، أي الجمع بين المعاني، البيان والبديع، استخدم الشعراء في أعمالهم التشبيهات، الاستعارات، المجازات والكنايات وغيرها من الأساليب الجمالية، التي تبرز مقومات اللغة العربية وجمالها وبلاغتها.

المحسنات اللفظية: تتنوع المحسنات اللفظية التي هي من الأمثلة البارزة على جمال اللغة العربية، المشهورة ب لغة الضاد، على سبيل المثال الجناس اللفظي والمعنوي، الموازنة، السجع، الترصيع، ائتلاف اللفظ مع اللفظ، الجمع بين المعاني دون عطف وغيرها من الأساليب البلاغية اللفظية.

المحسنات المعنوية: من أشهر المحسنات المعنوية المستخدمة في الفنون العربية مثل الشعر والنثر وغيرها، التورية، التقسيم، الطباق، التجريد، الاستعارة، الكناية والمجاز العقلي والمرسل وغيرها من المحسنات، التي تدعم بلاغة النص.

إن اللغة العربية زاخرة بالكثير من الألفاظ والمعاني، التي لا يوجد لها مثيل في اللغات الأخرى، من جمال اللغة العربية مرونتها وقابليتها للتطويع في الكثير من أشكال الفنون الشعرية والنثرية والأدبية، حيث تتنوع فروعها ما بين البديع والبيان والمعاني، وبالتالي أصبحت لغة خفيفة على السمع وسهلة النطق على اللسان، اللغة العربية لغة لكل العصور، بسبب قابليتها للتطور ومواكبة التغيرات، فلن تموت أمة ولغتها حية ، ولن تعيش أمة إذا ماتت لغتها .

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا