تعرف على تقنية «الارتداد الصوتي عن السقف»

on
  • 2023-08-26 13:50:11
  • 0
  • 175

تقدم تقنية «دولبي أتموس» Dolby Atmos قدرات متقدمة لتجسيم الصوتيات، وذلك بتحويل الصوتيات من بُعدين (من اليمين واليسار، والعُمق القريب والبعيد، كما هي الحال في غالبية أجهزة تجسيم الصوتيات) إلى 3 أبعاد بدعم التجسيم من الأعلى والأسفل أيضا، وذلك بتحويل الصوتيات من موجات إلى أجسام افتراضية من حول المستخدم تصدر الصوتيات المرغوبة من جميع الاتجاهات.

وكان هذا الأمر يتطلب تثبيت سماعات في السقف، الأمر الذي شكل عناء في الإعداد وتصميما غير جميل للغرفة. ولكنه اختلف كليا باستخدام تقنية «الارتداد الصوتي عن السقف» لتجسيم الصوتيات، التي سنتحدث عنها، ونلقي الضوء على نظام «سامسونغ كيو 990» Samsung Q990 الذي يعد واحدا من أفضل تلك الأجهزة في المنطقة العربية

تعمل تقنية «الارتداد الصوتي عن السقف» Upfiring Surround System من خلال استخدام سماعات موضوعة على طاولة أو على منصة حمل لها، بحيث تُطلق تلك السماعات الصوتيات نحو المستخدم من اليمين واليسار وما بينهما لتحقيق التجسيم ثنائي الأبعاد، ومن ثم تطلق الصوتيات نحو السقف بزاوية مائلة لترتد عنه وتصل إلى المستخدم ليحصل على تجسيم ثلاثي الأبعاد من جميع الجهات.

ويتم إعداد موضع السماعات ومكان جلوس المستخدم باستخدام ميكروفونات متخصصة متصلة لاسلكيا بنظام التجسيم، وظيفتها قياس الصوت المرتد ومقارنته بالصوت الأصلي، وتعديل شدة وزاوية إطلاق الصوتيات نحو السقف لتصل إلى المستخدم كما ينبغي. وتسمح بعض نظم الصوتيات باستخدام تطبيقات على الهواتف الجوالة تقوم بتعديل درجات ارتفاع كل سماعة وتوزيع الصوتيات بينها حسب نوع الاستخدام (الألعاب أو الموسيقى أو الأفلام)، وغيرها، لتكون تجربة الإعداد أكثر سلاسة.

ميزة هذه التقنية هي عدم الحاجة لتثبيت السماعات في السقف، وما يصاحب ذلك من مشاكل في نوعية السقف والزينة الموجودة فيه، إلى جانب المظهر الجمالي الذي سيتأثر في ظل وجود أسلاك كهربائية ممتدة إلى السقف، أو الحاجة إلى ثقب الجدران والسقف وتمرير الأسلاك داخلها ومن ثم معاودة طلاء الجدران. وتمتاز كذلك تقنية «الارتداد الصوتي عن السقف» بسهولة نقل السماعات في حال تغيير ترتيب مكان الجلوس أو لدى الانتقال إلى منزل جديد.

ولا يُنصح بوضع السماعات قريبة من المستخدم، ذلك أنه سيسمع الصوتيات التي تأتي مباشرة من أمامه بشكل أسرع من تلك التي سترتد عن السقف. أما لو كانت السماعات بعيدة عنه، فسيصله الصوت عن السقف، ولكن بدرجة ارتفاع أقل بسبب بُعد المسافة، وستكون تجربة صوتية غير كاملة. ويُنصح بوضع السماعات في مسافات متوسطة وتعديل الإعدادات الصوتية للحصول على أفضل تجربة ممكنة.

واختبرت «الشرق الأوسط» شريط «سامسونغ كيو 990» الصوتي Soundbar الذي يقدم 16 سماعة مدمجة لتجسيم الصوتيات في جميع الاتجاهات، من بينها سماعة للصوتيات الجهورية Bass تقدم جودة عالية. وتتميز هذه السماعات بتوزيعها الكبير للصوتيات دون أي تداخل بينها، حتى في أفلام المعارك الطاحنة، إلى جانب وضوح الصوتيات لدى تحدث الشخصيات.

وتدعم هذه السماعات التجسيم بتقنية 11,1,4، حيث تقدم 11 قناة الصوتيات من الجهة الوسطى والأمامية اليسرى والأمامية اليمنى، والجهة اليسرى والجهة اليمنى، والجهة اليسرى الجانبية والجهة اليمنى الجانبية، والجهة الخلفية الجانبية اليمنى والجهة الخلفية الجانبية اليسرى، والجهة الخلفية اليسرى والجهة الخلفية اليمنى، مع تقديم سماعة واحدة للصوتيات الجهورية و4 سماعات موجهة نحو السقف لتقديم عنصر الارتفاع إلى الصوتيات بتقنية التجسيم «دولبي أتموس».

وتحتوي الوحدات الجانبية على 3 سماعات مدمجة، واحدة تطلق الصوتيات نحو المستخدم، والثانية إلى السقف، والثالثة إلى الجوانب. ويوجد غشاء تشتيت صوتي في جانب سماعة الصوتيات الجهورية اسمه «العدسة الصوتية» وظيفته هي توزيع الصوتيات بشكل أكثر دقة وأكثر وضوحا، بينما تحتوي السماعات الخلفية على أرجل مطاطية لمنع تأثر اهتزازها بمادة السطح الموضوعة عليه، وبالتالي تغيير دقة الصوتيات بشكل غير مرغوب به.

ويحتوي النظام على ميكروفونات مدمجة فيه تقوم بقياس ارتداد الصوتيات عن السقف في كل يوم لتعديل توزيع الصوتيات، وذلك في حال غيّر المستخدم مكان طاولته أو أثاثه. اسم هذه الميزة هو «قياس المكان» Space Fit. ويدعم النظام آلية إعادة توزيع الصوتيات الجهورية بشكل يسمح لها التكامل مع الصوتيات الأخرى دون أي تداخل، وذلك بهدف تقديم تجربة أعلى جودة وأكثر دقة. كما يستطيع النظام إعادة توزيع الصوتيات الكلاسيكية التي لا تدعم تقنيات التجسيم الحديثة، وبجودة عالية.

ميزة مهمة يدعمها النظام اسمها «كيو سيمفوني» Q Symphony تتمثل بتكامل سماعات النظام الصوتي مع سماعات التلفزيون للحصول على مزيد من الدقة في توزيع الصوتيات من جميع السماعات المرتبطة.

والجدير ذكره أن هذه الميزة موجودة في التلفزيونات المتقدمة والحديثة من «سامسونغ»، وتقدم 6 قنوات إضافية للوصول إلى 22 قناة صوتية في النظام الصوتي المتكامل.

وبالنسبة لمنافذ النظام، فإنه يقدم مدخلي HDMI ومخرج HDMI. ويوجد واحد يدعم تقنية Enhanced Audio Return Channel eARC التي تنقل الصوتيات بدقة فائقة عبر كابل HDMI دون فقدان أي بيانات صوتية وتسمح بالحصول على أعلى جودة ممكنة. هذا الأمر يعني أنه بالإمكان وصل جهازين بالنظام الصوتي، ومن ثم نقل الإشارة إلى التلفزيون للحصول على أفضل جودة صوتية ممكنة ونقل الصورة إلى الشاشة دون الحاجة لاستخدام أي أجهزة إضافية. وبالمقابل، فإن كثيرا من الأنظمة الأخرى تتطلب وصل الأجهزة بالتلفزيون ومن ثم نقل الصوتيات من التلفزيون إلى النظام الصوتي، وهو أمر من شأنه إيجاد تأخير صوتي قد يكون ملحوظا في المواقف السريعة، وذلك بسبب مرور الإشارة الصوتية عبر نظام التلفزيون ومن ثم تحويلها إلى مجرى آخر وتحليلها في النظام الصوتي وتوزيعها.

وتدعم هذه المنافذ نقل الصورة بالدقة الفائقة 4K بدقة الألوان الغنية High Dynamic Range HDR10 Plus وDolby Vision Premium HDR. كما يدعم النظام نقل الصوتيات عبر تقنيتي «واي فاي» و«بلوتوث» اللاسلكيتين، مع دعم «أبل إيربلاي 2». ومن الأمور اللافتة للنظر دعم النظام لترابط الهاتف الجوال معه بمجرد نقر الهاتف على الشريط الصوتي. ويستطيع النظام تشغيل الملفات الصوتية والموسيقية المختلفة بامتدادات AAC وWAV وFLAC وAIFF وOGG وALAC وMP3 بدقة 24 - بت وبتردد 192 كيلوهرتز، مع تقديم منفذ Digital Optical الضوئي لنقل الصوتيات من التلفزيون إلى النظام عند الحاجة. يضاف إلى ذلك دعم الاتصال بالإنترنت سلكيا ودعم تقنيات التجسيم Dolby Atmos وDTS:X وWireless Dolby Atmos.

التجربة الصوتية كانت مبهرة وسيشعر المستمع وكأنه أمام كرة صوتية تمتد من جانبيه إلى الأمام والأعلى. وسيشعر المستخدم في أفلام الحركة بأن طائرة مروحية تحوم فوقه وليس أمامه، وسيشعر بصوت الخطوات تصعد الدرج وكأنها تصعد أمامه في الغرفة نفسها، وبكل دقة ووضوح. ولوحظ أن الصوتيات موزعة بآلية تجعلها أكثر توازنا عوضا عن تنافس السماعات على إخراج أعلى ما تستطيع على حساب الجودة الكلية للصوت. ويمكن تشبيه الأمر بأن كثيرا من نظم الصوتيات الأخرى هي عبارة عن عازفين ماهرين لآلات مختلفة يعزفون في آن واحد بشكل تنافسي، بينما يقدم هذا النظام سيمفونية مدروسة لكل عازف دوره الصحيح بوقته الصحيح وبدرجة ارتفاع صوت صحيحة بقيادة مايسترو خبير.

وتم الاستماع إلى الموسيقى واللعب بالألعاب الإلكترونية ومشاهدة أفلام الحركة عبر النظام، وكان نمط التوزيع المناسب هو Adaptive Sound دون تفعيل ميزة تطوير الصوتيات Voice Enhancement. ولدى تشغيل العروض التي لا تحتوي على مؤثرات صوتية خاصة وتركز على محادثات الشخصيات (مثل المسلسلات الدرامية أو الكوميدية)، كان التوزيع المناسب هو Adaptive Sound مع تفعيل ميزة تطوير الصوتيات Voice Enhancement. الجدير ذكره أن نمط Adaptive Sound يدعم تجسيم الصوتيات التي لا تدعم تقنية Dolby Atmos بشكل فعال ودون حدوث أي تأخير في الصوتيات، ولكن استخدام عروض تدعم هذه التقنية يقدم النتيجة الصوتية والحسية التي يرغب المخرج تقديمها للجماهير.

وبالنسبة لتصميم النظام، فيقدم 4 وحدات هي: الشريط الصوتي الذي يمكن وضعه أسفل التلفزيون، وسماعة الصوتيات الجهورية، وسماعتان خلفيتان. هذا الأمر يعني أن إعداد النظام للاستخدام سيكون بسيطا، وخصوصا أنه يدعم الترابط مع كل السماعات لاسلكيا. ويقدم الشريط الصوتي شاشة صغيرة أمام المستخدم تعرض المعلومات المهمة، مثل درجة ارتفاع الصوت وتقنية التجسيم المختارة ومصدر الصوتيات.

أداة التحكم (ريموت كونترول) خفيفة الوزن ومريحة للاستخدام، وتحتوي على بطارية مدمجة يمكن شحنها إما من خلال منفذ «يو إس بي تايب - سي» أو بتعريضها للشمس، وذلك لتوفير استهلاك البطاريات وحماية البيئة. كما يحتوي الشريط الصوتي على أزرار خاصة للتحكم بوظائف النظام.

يضاف إلى ذلك تقديم النظام لمساعد «أليكسا» الصوتي بشكل مدمج (هذا الأمر يعني دعمه لخدمة موسيقى أمازون)، مع القدرة على تعديل إعدادات النظام من خلال تطبيق Smart Things على الهواتف الجوالة، وبكل سهولة. النظام متوافر في المنطقة العربية بسعر 5,999 ريالا سعوديا (نحو 1,599 دولارا أميركيا)، ويبلغ وزنه 7,7 كيلوغرام للشريط الصوتي و11,4 كيلوغرام لسماعة الصوتيات الجهورية و3,4 كيلوغرام للسماعات الخلفية.

المصادر :

صحيفة الشرق الاوسط