قرية «بير» الأثرية.. تراث يعانق سحر الطبيعة

on
  • 2023-10-28 09:38:30
  • 0
  • 213

في أقصى شرق محافظة قلوة وبالتحديد أسفل جبال السروات تقع قرية «بير» الأثرية القديمة، تلك القرية التي لم يتناولها أي بحث علمي إلى الآن، رغم تميزها بطراز معماري فريد. فهي وإن كانت قد بنيت من الأحجار الصلبة إلا أنها تنفرد بمميزات عن غيرها من القرى الأثرية في منطقة الباحة، حيث تشبه قرية ذي عين من جميع الأشكال كما أنها تنتج زراعة الموز والكادي وأشجار الليمون والبرتقال كما يوجد بها العديد من الرسومات الأثرية.
وقرية بير الأثرية بشكلها الحالي تمثل طرازا فريدا في عمارة المنطقة، وقد اتخذت كما يبدو كمطل يكشف الجبال والأودية بها، وتعد القرية من المعالم السياحية والأثرية بالمنطقة.
ولزيارة القرية الأثرية، وللوصول إليها يسلك الطريق الموصل لها مع عدد من أبناء القرية، والتي لها ارتباط أسري مع قرية نعاش بمحافظة بني حسن.
يقول جار الله مطير الحسني إن قرية «بير» تقع بين تهامة والسراة وتسمي بالصدر، وهذه القرية مشهورة بإنتاج الموز البلدي الوصيف لموز ذي عين، وإنتاج الكادي وبه بعض مزارع البن، ويتميز باعتدال أجوائه في الشتاء كمنتجع سياحي لأهالي القرية بالذات. وقد تميزت هذه القرية بجمالها واعتدال جوها ووفرة مياهها وتنوع منتوجاتها الزراعية. وأشار جار الله إلى أن القرية ليست معروفة للكثير من الزوار والسياح، ولا يوجد بها أحد من السكان، حيث غادر جميع أهلها إلى قرية نعاش بمحافظة بني حسن إلا أن ما زال أهلها يهتمون بالمزارع وكذلك بالمباني الأثرية، حيث يقصدها الأهالي أثناء الشتاء بحثا عن الدفء.
وقال الحسني: نتمنى أن تلتفت هيئة السياحة والآثار إلى هذه القرية الشبيهة بذي عين الأثرية الواقعة بمحافظة المخواة، حيث تتميز بمبانيها الكبيرة والقلاع والحصون، وتكون منتجعا سياحيا شتويا للمنطقة وزوارها.
وأوضح أحمد الحسني أن صدر «بير» يتعبر موقعا سياحيا وأثريا في وقت واحد، حيث المزارع وشلالات المياه، كما أن الموقع سيحقق أعلى معدلات الإقبال السياحي إذا ما توفرت الخدمات الأساسية والسياحية، داعيا الجهات المعنية إلى تطوير القرية وتعزيز فرص النمو فيها بما تمتلكه من عوامل مشجعة تجذب الزائرين إلى التوافد على الموقع لما تكتنزه من مياه عذبة وجوٍ معتدل على مدار العام ومكونات طبيعية وجغرافية تجعل منها وجهة سياحية وأثرية نادرة.
وقال عبدالله الزهراني: ندعو الجهات المعنية للاهتمام بمثل هذه القرى الأثرية التي تجسد التاريخ العتيق، وتحمل عبر هذا الزمن الطويل ملامح متناقضة مرت بها من الأمن والخوف ومن الشتات والتجمع والاستقرار، وذلك بالعمل على ترميمها، وإعادة ما اندثر من أركانها، حتى تصبح رافدا سياحيا تاريخيا من روافد السياحة بالمملكة، والاستفادة منها في إجراء الدراسات والبحوث المتخصصة، مؤكداً أن هذه القرى أنشئت منذ آلاف السنين، حيث لا تزال المباني قائمة، ومعالمها واضحة، كما لفت إلى أنها تعد منطقة سياحية زراعية، حيث تنتج مزارعها الفواكه الموسمية، مثل الموز والليمون والبن والكادي والنباتات العطرية، كما يوجد بها مناحل العسل البلدي الذي يمتص النحل رحيقه من الأشجار الجبلية ذات الغابات الكثيفة من التنوع النباتي الطبيعي، مثل أشجار الطلح، والسدر والعتم، والسدر وغيرها من النباتات النادرة والمعروف بجودته وحلو مذاقه.
وناشد الأهالي بلدية قلوة بإرسال لجان لرصد تلك القرى وإعادة بنائها ومتابعتها، كما دعوا لضم القرى التراثية والأثرية إلى برنامج القرى التراثية من أجل تعريف الأجيال بتراثهم المجيد وأصالتهم العريقة وجذب كثير من الزوار وتعريفهم بتراث المنطقة، وكذلك جذب السياح واستغلال مثل هذه الثروات الوطنية سياحيا والحفاظ عليها.

المصادر :

جريدة المدينة
الموضوع السابق