واحة تيماء من أشهر المواقع التاريخية في منطقة تبوك
on- 2025-09-25 09:53:03
- 0
- 49

تقع واحة تيماء داخل أراضي الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية، بين جبال الحجاز وصحراء النفود الكبير، تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك على بعد 264 كم، وتضم آثارًا تعود لعصور مختلفة يعود أقدمها إلى ما قبل التاريخ، ومن آثارها:
السور الكبير الذي يحيط بالمدينة القديمة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، ويمتد حتى 10 كم، والذي كان يحمي المدينة من الغزوات الأجنبية.
وبئر هداج المائي المذهل الواقع في وسط المدينة، والذي يعد واحدًا من أشهر آبار المياه التي لا تنضب في المملكة والمصدر الذي يروي أشجار النخيل في الواحة، وقصر الأبلق (حصن الأبلق)، وتشكل أكوام الحجارة التي تعود إلى العصر البرونزي جنوب الواحة أقدم مقابرها، ثم حلت محلها مقابر دائرية في رجم صعصع تعود إلى الألف الثالث والثاني ق.م، ومدافن جماعية مستطيلة الشكل، في القرنين التاسع والخامس ق.م.
ينبسط في تيماء أيضًا قصر شهير هو قصر الرمان الذي كان يشكل حصنا منيعًا جرى بناؤه من الطين والطوب على طراز العمارة النجدية المعروفة في منطقة حائل
تيماء واحدة من أجمل مدن شمال المملكة العربية السعودية، وتعرف في زمننا بمعالمها الأثرية الكثيرة ومن أشهر معالمها
قصر الحمراء وهو مشيد من الحجارة المشذبة على قمة مرتفع صخري أحمر اللون، ويعود بناؤه إلى القرن السادس ق.م، و خرجت منه آثار بالغة الأهميّة، أشهرها «مكعب الحمراء» و«مسلة الحمراء».
يقع «قصر الحمراء» في الجهة الشمالية من واحة تيماء، على حافة صخرية ذات لون قريب من الأحمر، ويطل على بحيرة منطقة «الصبخة»، وهو في الواقع خربة خرجت أطلالها من الظلمة إلى النور في شتاء 1979، خلال مسح منظم قامت به وكالة الآثار والمتاحف في هذه البقعة من الواحة. شيد هذا البناء الأثري من الحجارة الحمراء المحيطة بالمنطقة، وتبين أنه ينقسم في الأصل إلى ثلاثة أقسام رئيسية، أحدها مخصّص للعبادة.
كما كشفت عمليات التنقيب في هذا الموقع عن مجموعة كبيرة من القطع الأثرية، إضافة إلى عدد من النقوش الكتابية وبعض المسكوكات. وبرز في هذا الميدان مكعب حجري يحوي نقوشا تصويرية ناتئة، عرف منذ اكتشافه باسم «مكعب الحمراء»، ومسلة تحمل نصا آراميا ونقوشا مشابهة، عرفت كذلك باسم «مسلّة الحمراء». يعود هذان الأثران إلى حقبة تاريخية واحدة يصعب تحديدها بدقة، والثابت أنها من الفترة التي تمتد من القرن الخامس إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
كانت تيماء جسرًا يربط بين حضارات بلاد الشام وبلاد فارس ومصر، مثلما ورد في نقوش آرامية مكتوبة على حجر تيماء المعروض في متحف اللوفر، وكما هو مذكور في نصوص نبطية وثمودية. وقد عُثر في واحة تيماء على بعض عظام لحيوانات منقرضة، منها ناب فيل ماموث يعود تاريخه إلى آلاف السنين. وتم اكتشاف نقش هيروغليفي يحمل توقيع الملك رمسيس الثالث الذي حكم مصر بين 1160 - 1192 قبل الميلاد، في منطقة "الزيدانية" التابعة لمحافظة تيماء، فيما توصل علماء الآثار السعوديون من خلال بحوث ميدانيةٍ إلى طريق تجاري مباشر يربط وادي النيل بتيماء تسلكـه القوافل التجارية المصرية.
ولا يقتصر الأمر في منطقة "الزيدانية" على نقش "رمسيس الثالث" بل يتعداه إلى الكثير من الشواهد الأثرية كالنقوش الآرامية والثمودية والنبطية، إلى جانب بعض الرسوم كالوعول والأبقار والنـعام والثعابين.
لطالما جسدت تيماء واحة خيالية تستلب الأفئدة بتراثها وآثارها التي توجتها واحدة من أشهر المواقع التاريخية في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية. يتجلى في هذه الواحة الآسرة مفهوم الحضارة بكل أبعاده، ففي الماضي كانت واحة خصبة تزينها بساتين وينابيع وآبار مياه وفيرة اجتذبت العرب الثموديين والعماليق للعيش فيها.