تعرف على مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

on
  • 2025-10-01 15:20:46
  • 0
  • 18

في عام 1403هـ/1983م، بعد ثماني سنوات من استشهاد الملك فيصل –رحمه الله– أسست مؤسسة الملك فيصل الخيرية مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بهدف مواصلة الرسالة السامية للملك الراحل لنقل المعرفة بين المملكة العربية السعودية وبقية العالم. منذ ذلك الحين، أصبح المركز منارةً للبحث والعلم والثقافة.

يتمثل الدور الرئيس للمركز في توفير منصة معرفية تجمع الباحثين والمؤسسات البحثية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا لإنتاج بحوث أصيلة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمشاركة في المناقشات العلمية والحوار بين الثقافات المختلفة. وعلاوة على ذلك، لا تقتصر مهامه على البحوث فحسب، بل يؤدي المركز أدوارًا متنوعة بدءًا من النشر والمكتبة إلى الأرشيف والمتحف. 

دار الفيصل الثقافية، وهي ذراع النشر للمركز، تصدر الكتب والدوريات في الموضوعات التي تهم المملكة والمجتمعات العربية والإسلامية والعالمية. وتقدم مكتبة مركز الملك فيصل خدمات متنوعة لمساعدة الباحثين. وتحفظ دارة آل فيصل تراث الملك فيصل وعائلته وترفع الوعي به. ويسهم متحف الفيصل في حفظ وعرض مقتنيات قيمة من الفنون العربية الإسلامية والمخطوطات النادرة، وذكريات الملك فيصل الراحل. 

يشتهر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بمجموعته الواسعة من المخطوطات، إذ يحتفظ المركز بما يقارب ٢٨,٥٠٠ عنوانًا من المخطوطات الأصيلة.

يحتفظ مركز الملك فيصل على أكثر من ١٤٠,٠٠٠ صورة للمخطوطات، مخزنة إما رقميًا أو مصورة على شرائح الصور المصغرة (الميكروفيش) أو الميكروفيلم من ضمنها ١٥,٠٠٠ نسخة من المخطوطات حصل عليها المركز من المكتبة البريطانية مصورة على شرائح صور مصغرة (ميكروفيش) في عام ١٩٩٩م، وما يقارب ٨,٠٠٠ مخطوطة مصورة على الميكروفيلم من المكتبة الوطنية الفرنسية، حصل عليها المركز من خلال اليونيسكو في عام ١٩٨٩م.

 يعمل المركز على إثراء مجموعة مخطوطاته الأصلية، بإعداد فهارس علمية لها، وإصدارها مرتبة على الفنون، شاملة لكل ما تكنّه هذه الكنوز من معلومات ثريّة يستفيد منها الباحثون.

 بدأ هذا القسم العمل التجريبي في سنة ١٤٠٤هـ؛ تحت إشراف مجموعة من الخبراء المتخصصين في مجال ترميم المخطوطات من بريطانيا، حيث تلقى العاملون بالقسم دورات تدريبية مكثفة ومتخصصة في مختلف أعمال القسم. يعمل قسم المعالجة والترميم على صيانة المخطوطات والوثائق والكتب النادرة وترميمها وتعقيمها.

وقد زوِد القسم بمعمل متكامل يحتوي على المواد والأدوات اللازمة لمعالجة المخطوطات والوثائق بهدف القضاء على الحشرات والفطريات والديدان التي عملت على تلف المواد المكتبية المختلفة، وتتم عملية المعالجة بأولى الخطوات وهي التعقيم بتقنية التبريد الجاف بعد أن اثبتت هذه الطريقة جدواها وفعاليتها. أهم الأعمال التي يؤديها القسم على النحو الآتي:

- تعقيم المخطوطات والوثائق والكتب والدوريات الخاصة بالمركز، وكذلك الواردة من خارجه.

- ترميم الوثائق المختلفة عن طريق سد الثقوب ومعالجة التمزقات.

- إعداد الوثائق للترميم من خلال إجراء التأكد من ثبات الحبر، وإزالة الحموضة، وتطرية الأوراق الجافة، وتقوية الضعيف منها.

- إقامة الدورات التدريبية للفنيين من داخل المركز ومن خارجه.

- تعقيم وترميم المخطوطات والوثائق من خارج المركز.

- تقديم الاستشارات الفنية للجهات المختلفة.

يعد اهتمام المملكة العربية السعودية بالمخطوطات العربية إحدى العلامات الفارقة في مسيرة الثقافة العربية المعاصرة, ومن أبرز المحطات التي تجلت فيها هذه العناية اللقاء التاريخي الذي جمع بعثة معهد المخطوطات العربية بالملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في فبراير 1973م (7 محرم 1393هـ) في مقر مجلس الوزراء بالرياض..