حي الدحو في الرياض بين الماضي والحاضر
on- 2025-10-28 11:01:30
- 0
- 16
اتسمت الأحياء القديمة في الرياض بأسلوب العمارة النجدية، والتي اكتسبت هويتها العمرانية من بيئتها الجغرافية، حيث على بعد كيلومتر جنوب غرب قصر الحكم، يقع حي الدحو في قلب العاصمة الرياض، وهو آخر الأحياء القديمة التي حافظت على عمرانها النجدي التقليدي، ويحده من الشرق طريق الملك فيصل، ومن الشمال شارع الثميري، ومن الجنوب طريق المدينة المنورة، ومن الغرب شارع الشيخ محمد بن إبراهيم.
يعود تاريخ بناء حي الدحو إلى أكثر من 200 عام، فبموقعه الاستراتيجي داخل منطقة قصر الحكم وشواهدها التاريخية، إلى أزقته الضيقة وتفاصيل بيوته التي تعبر عن أسلوب عيش السكان المحليين آنذاك، يحكي حي الدحو قصة حضارة صحراوية أحيطت مبانيها بالأسوار والنخيل.
و يقع حي الدحو على مقربة من وادي حنيفة وتكثر حوله واحات النخيل الزراعية، ويشيع استخدام المواد المحلية في بناء المنازل والمباني التي أسست بالحجارة واستخدم في رفعها الطين. عند زيارة حي الدحو، يمكن ملاحظة استدارة بعض جدران الحي، ويعود ذلك لوقوعها على تقاطعات المشاة. تشكل النقوش والزخارف السمة الأبرز في البيوت النجدية القديمة، فتطلى حواف الأبواب بالجص وتزين بالمثلثات والثقوب والأشكال الهندسية مما يعبر عن ارتباط سكانها المكاني بأرضهم وحضارتهم.
كان يتوسط الحي في خمسينات القرن الماضي مدينة الرياض، قبل أن تتسع رقعة العمران إلى شمال المدينة، وسميّ بالدحو لدحوه بالناس، أي اكتظاظه. وقسم الحي إلى أملاك خاصة وأوقاف عامة، من ضمنها مطاحن الرحى ومداق الحنطة، والتي تعد من أهم المحصولات المستخدمة في المطبخ المحلي في الرياض.
أعيد تأهيل الحي وترميمه للحفاظ على تراث عريق يعكس النقلة الحضارية للعاصمة الرياض، وافتتح رسميا للزيارة في شهر مارس عام 2023م، بعد أن أضيفت إليه مجموعة من المرافق التراثية ويضم الحي بعد ترميمه مسجدا ووحدات سكنية تقليدية، ومطعم شعبي، إلى جانب مقاهِ متنوعة ومحلات تجارية تستلهم أجواء الماضي وتعيد إحياء ذاكرة المكان. و قد أصبح حي الدحو معلما تاريخيا من معالم مدينة الرياض التاريخية.