افضل قصائد العرب

on
  • 2015-09-13 12:51:21
  • 0
  • 3933

نفخر كثيرا نحن العرب بتراث كبير من الشعر العربي منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا هذا ، فلقد بذل الشعراء العرب على مر العصور وحتى العصر الحديد كل ما لديهم من طاقة لينظموا شعرا سيظل من أفضل الشعر في العالم كله ، فيكفي المعلقات السبع في الجاهلية وكيف لها أن تكتب بماء الذهب لما تحتويه من كلمات وتعابير وألفاظ ثقيلة قد خلدت إلى يومنا هذا ، وكيف لشعر صدر الإسلام ومدى تأثير الإسلام فيه حتى تغنى الشعراء بالمعارك والغزوات والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة والخصال الإسلامية التي لم توجد من قبل ، وكيف لشعراء العصر الأموي والعباسي والأندلسي أن يتغنوا بجمال الطبيعة ومظاهر الترف والقصور والقلاع والملوك والحصون وكل ما يدور حولهم من أحداث قد سجلوها في تاريخهم من خلال أشعارهم ، وحتى عصرنا الحديث ظل الشعر خير شاهد على أحداثه لتخلد لتاريخ الأمم القادمة ، فقصائد العرب كثيرة جدا ولكننا سنختار أفضلها وأشهرها .

 

افضل قصائد العرب

معلقة امرؤ القيس

وهي أحد أشهر المعلقات السبع في العصر الجاهلي وسميت لامية امرؤ القيس
قفا نبك من ذكر حبيب ومنزل بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

 
افضل قصائد العرب

قصيدة العيب فينا للإمام الشافعي

من أروع القصائد التي قالها الإمام الشافعي والتي تدل على جوهر الكلام الذي كان يقوله حيث يسرد كل شئ بحقيقة فكان قوله أروع قول ومن أبيات هذه القصيدة :
نعيب زماننا والعيـب فينـا وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لما هجانـا
فدنيانا التصنع والترائي ونحن به نخادع من يرانا
لبسنا للخداع مسوك ضان فويل للمغير اذا اتانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ ويأكل بعضنا بعضنا عيانـا

 
افضل قصائد العرب

قصيدة عقاب الهجر لعنترة بن شداد

كما هو معروف أن قصة حب عنترة بن شداد لإبنه عمه عبلة كانت أشهر قصة حب في الجاهلية حتى تغنى عنترة بالكثير من أشعار الحب بكلمات العشق والهيام بحبيبته عبلة وقد قال في أحد قصائده المشهورة :
عقاب الهجر أعقب لي الوصالا وصدق الصبر أظهر لي المحالا
ولولا حب عبلة في فؤادي مقيم ما رعيت لهم جمالا
عتبت الدهر كيف يذل مثلي ولي عزم أقد به الجبالا
أنا الرجل الذي خبرت عنه وقد عاينت من خبري الفعالا
غداة أتت بنوطي وكلب تهز بكفها السمر الطوالا
بجيش كلما لاحظت فيه حسبت الأرض قد ملئت رجالا
وداسوا أرضنا بمضمرات فكان صهيلها قيلا وقالا
تولوا جفلا منا حيارى وفاتوا تاظعن منهم والرحالا
وماحمات ذوو الأنساب ضيما ولا سمعت لداعيها مقالا
ومارد الأعنة غير عبد ونار الحرب تشتعل إشتعالا

 
افضل قصائد العرب

قصيدة آراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني

كانت هذه القصيدة من أعظم القصائد العربية في العصر العباسي لما تتميز به من حالة حقيقية قد عاش فيها أبو فراس الحمداني وهو ابن عم سيف الدولة الحمداني حينما تم أسره حيث يحكي عن قصة الحب التي قد عاش فيها وهذه بعض من أبياتها :
أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر أما للهوى نهـي عليـك و لا أمـر
بلى أنـا مشتـاق و عنـدي لوعـة ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه ســر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهـوى و أذللت دمعا مـن خلائقـه الكبـر
تكاد تضيء النـار بيـن جوانحـي إذاهـي أذكتهـا الصبابـة والفكـر
تسائلني مـن أنـت و هـي عليمـة و هل بفتى مثلي علـى حالـه نكـر
معللتي بالوصـل و المـوت دونـه إذا مت ظمآنـا فـلا نـزل القطـر
فقالت لقد أزرى بـك الدهـر بعدنـا فقلت معاذ الله بـل أنـت لا الدهـر
و قلبت أمـري لا أرى لـي راحـة إذا البين اضناني الح بي الهجر

 
افضل قصائد العرب

قصيدة ابن الرومي في رثاء ابنه

فيالها من قصيدة رائعة جدا حيث نقل فيها ابن الرومي مدى مشاعر الحزن والألم التي قد عاش فيها من بعد موت ابنه الأوسط الذي كان حبة عينيه وأفضل أبناءه ، وهذه بعض من أبياتها :
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي ‏ فـجُودا فـقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
بُـنَيَّ الـذي أهْـدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى فَـيَا عِـزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
ألا قـاتَـل الـلَّهُ الـمنايا ورَمْـيَها مـن القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
تَـوَخَّى حِـمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي فـلله كـيفَ اخْـتار وَاسطَةَ العِقْدِ
عـلى حـينََ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ وآنَـسْتُ مـن أفْـعاله آيةَ الرُّشدِ
طَـوَاهُ الـرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ بـعيداً عـلى قُـرْب قريباً على بُعْدِ
لـقَد قـلَّ بـين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ
تَـنَغَّصَ قَـبْلَ الـرِّيِّ مـاءُ حَـياتِهِ وفُـجِّـعَ مـنْه بـالعُذُوبة والـبَرْدِ
ألَـحَّ عـليه الـنَّزْفُ حـتَّى أحالَهُ إلـى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ
وظـلَّ عـلى الأيْدي تَساقط نَفْسُه ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ
فَـيَالكِ مـن نَـفْس تَسَاقَط أنْفُساً تـساقط درٍّ مـن نِـظَام بـلا عقدِ
عـجبتُ لـقلبي كـيف لم ينفَطِرْ لهُ ولـوْ أنَّـهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
بـودِّي أنـي كـنتُ قُـدِّمْتُ قبْلَهُ وأن الـمنايا دُونَـهُ صَمَدَتْ صَمْدِي
ولـكنَّ ربِّـي شـاءَ غـيرَ مشيئتي ولـلرَّبِّ إمْـضَاءُ الـمشيئةِ لا العَبْدِ
ومــا سـرنـي أن بـعْتُهُ بـثَوابِه ولـو أنـه الـتَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
وَلا بِـعْتُهُ طَـوْعاً ولـكنْ غُـصِبْته وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
وإنِّـي وإن مُـتِّعْتُ بـابْنيَّ بَـعْده لَـذاكرُه مـا حـنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ
وأولادُنــا مـثْلُ الـجَوارح أيُّـها فـقدْناه كـان الـفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
لـكلٍّ مـكانٌ لا يَـسُدُّ اخْـتلالَهُ مـكانُ أخـيه فـي جَزُوعٍ ولا جَلدِ
هَـلِ العَيْنُ بَعْدَ السَّمْع تكْفِي مكانهُ أم السَّمْعُ بَعْد العيْنِ يَهْدِي كما تَهْدي
لَـعَمْرِي لـقد حالَتْ بيَ الحالُ بَعْدَهُ فَيَا لَيتَ شِعْرِي كيف حالَتْ به بَعْدِي
ثَـكِلتُ سُـرُوري كُـلَّه إذْ ثَـكلتُهُ وأصبحتُ في لذَّاتِ عيْشي أَخَا زُهْدِ
أرَيْـحَانَةَ الـعَيْنَينِ والأَنْـفِ والحَشا ألا لَيْتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عن عهدي
سـأسْقِيكَ مـاءَ العيْن ما أسْعَدَتْ به وإن كانت السُّقْيَا من الدَّمْعِ لا تُجْدِي
أعَـيْنَيَّ جُـودا لي فقد جُدْتُ للثَّرى بـأنْفِس مـمَّا تُـسأَلانِ مـن الرِّفْدِ
أعَـيْـنيَّ إن لا تُـسْعِداني أَلُـمْكُمَا وإن تُـسْعداني اليوم تَسْتَوْجبا حَمْدي

 
افضل قصائد العرب

قصيدة واحر قلباه للمتنبي

كان المتنبي شاعر لسيف الدولة الحمداني حيث كان من أقرب الشعراء إليه وكان يشتهر بمدحهع وله من القصائد ما لا يعد ولا يحصى ، ولكن هناك من وشى لسيف الدولة الحمداني مما جعله يغضب على الشاعر المتنبي فأخذ المتنبي من شعره سببا ليعاتب سيف الدولة وهذه بعض الأبيات
واحرّ قلباهُ ممّن قلبُهُ شبم ومن بجسمي وحالي عندهُ سقمُ
مالي أُكتّمُ حُبّاً قد برى جسدي وتدّعي حُبّ سيف الدولة الأُممُ
إن كان يجمعُنا حُبٌّ لغُرّته فليت أنّا بقدر الحُبّ نقتسمُ
قد زُرتُهُ وسُيوفُ الهند مُغمدتٌ وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دمُ
فكان أحسن خلق الله كُلّهم وكان أحسن مافي الأحسن الشيمُ
فوتُ العدُوّ الّذي يمّمتهُ ظفرٌ في طيّه أسفٌ في طيّه نعمُ
قد ناب عنك شديدُ الخوف واصطنعت لك المهابةُ مالا تصنعُ البُهمُ
ألزمت نفسك شيئاً ليس يلزمُها أن لا يُواريهُم أرضٌ ولا علمُ
أكُلّما رُمت جيشاً فانثنى هرباً تصرّفت بك في آثاره الهممُ
عليك هزمُهُمُ في كُلّ مُعتركٍ وما عليك بهم عارٌ إذا انهزموا
أما ترى ظفراً حُلواً سوى ظفرٍ تصافحت فيه بيضُ الهند واللممُ
يا أعدل الناس إلّا في مُعاملتي فيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحكمُ
أُعيذُها نظراتٍ منك صادقةً أن تحسب الشحم فيمن شحمُهُ ورمُ
وما انتفاعُ أخي الدُنيا بناظره إذا استوت عندهُ الأنوارُ والظُلمُ
أنا الّذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صممُ
أنامُ ملء جُفوني عن شواردها ويسهرُ الخلقُ جرّاها ويختصمُ
وجاهلٍ مدّهُ في جهله ضحكي حتّى أتتهُ يدٌ فرّاسةٌ وفمُ
إذا نظرت نُيوب الليث بارزةً فلا تظُنّنّ أنّ الليث مُبتسمُ
ومُهجةٍ مُهجتي من همّ صاحبها أدركتُها بجوادٍ ظهرُهُ حرمُ

 
افضل قصائد العرب

قصيدة بانت سعاد لكعب بن أبي زهير

وتعد هذه القصيدة من أشهر قصائد عصر صدر الإسلام حيث قالها الشاعر كعب بن أبي زهير أمام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والتي أعجب بها الرسول صلى الله عليه وسلم وخلع بردته وأعطاها لكعب حتى سميت هذه القصيدة بالبردة ، ومن أبيات هذه القصيدة
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ ** مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا ** إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً ** لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت ** كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ ** صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ ** مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت ** ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها ** فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها ** كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت ** إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً ** وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ ** وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت ** إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها ** إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ ** فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت** عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم ** إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ ** لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
فَقُلتُ خَلّوا سبيلي لا أَبا لَكُمُ ** فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ ** يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني ** وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال ** قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم ** أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ ** أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ ** مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً ** جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ ** في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ ** وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً ** بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما ** لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ
إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ ** أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ
مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً ** وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ
وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ ** مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ ** مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم ** بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَما زالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ ** عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ

 
افضل قصائد العرب

قصيدة الحزن لنزار قباني

وهي من أعظم ما قاله الشاعر الكبير نزار قباني حيث عبر عن المعنى الحقيقي للحب ذات اللوعة ، فهذه أحد أبياته
علمني حبك إن احزن
وأنا محتاج منذ عصور لآمرأة تجعلني احزن
لأمراه ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لأمراه تجمع أجزائي كشظايا البللور المكسور
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني افتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين واطرق باب العرافات
علمني أن اخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
والملم من عينيكِ ملاين النجمات
يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأة قلبت تاريخي
إني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال
دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت بان تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان
وحلمت باني اخطفها مثل الفرسان
وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان
علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر
ولا تأتى بنت السلطان ..

 
افضل قصائد العرب

قصيدة أعطني الناي لجبران خليل جبران

تعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائد العرب في العصر الحديث لما تنقله من مشاعر وأحساسيس ضخمة للشاعر الكبير جبران خليل جبران وهذه بعض من أبياته
أعطني النايَ و غنِّ فالغنا يرعى العقولْ وأنينُ الناي أبقى من مجيدٍ و ذليلْ
و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده أحلام من بمرادِ النفس يأتمرُ
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدرِ جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
ليس في الغابات حزنٌ لا و لا فيها الهمومْ فإذا هبّ نسيمٌ لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس الاَّ ظلُّ وهمٍ لا يدومْ و غيوم النفس تبدو من ثناياها النجومْ
أعطني الناي و غنِّ فالغنا يمحو المحنْ و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمنْ
و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرُ
لذاك قد حوَّلوانهر الحياة الى أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس إن شربوا سُرَّوا كأنهمُ رهنُ الهوى وعَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ إن صلَّى و ذاك إذا أثرى و ذلك بالأحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت أخا صحوٍ فقلْ عجباً هل استظلَّ بغيم ممطرٍ قمرُ
ليس في الغابات سكرٌ من خيال أو مدام فالسواقي ليس فيها غير إكسير الغمامْ
إنما التخدير ُ ثديٌ و حليبٌ للانامْ فإذا شاخوا و ماتوا بلغوا سن الفطامْ
أعطني النايَ و غنِّ فالغنا خير الشرابْ و أنين الناي يبقى بعد أن تفنى الهضاب
و الدينُ في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ غيرُ الألى لهمُ في زرعهِ وطرُ
من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ و من جهولٍ يخافُ النارَ تستعرُ
فالقومُ لولا عقابُ البعثِ ما عبدوا رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من تجارتهمْ إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا

 
افضل قصائد العرب

قصيدة صخرة الملتقى لإبراهيم ناجي

وهي من أعظم قصائد الحب ووصف لوعة الفراق التي عاش فيها الشاعر ابراهيم ناجي
سألتك يا صخرة الملتقى ..... متي يجمع الدهر ما فرقا ؟
فيا صخرة جمعت مهجتين ..... أفاءا إلي حسنها المنتقي
إذا الدهر لج بأقداره ......... أجدا علي ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتاب الحياة ...... وفض الهوي سرها المغلقا
نري الشمس ذائبة في العباب ...... وننتظر البدر في المرتقي
إذا نشر الغربُ أثوابَه ....... وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته ...... وخلت به دمها المهرقا
أم الغرب كالقلب دامي الجراح ..... له طلبة عز أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب ...... رأينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير ..... يراهاالفتي كلما أطرقا
يرى صورة الجرح طي الفؤاد ...... ما زال ملتهبا محرقا
ويأبي الوفاء عليه اندمالا ........ ويأبي التذكر أن يشفقا
ويا صخرة العهد أبت إليك ..... وقد مزق الشمل ما مزقا
أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ ...... والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوي ....... وود علي الله أن يعتقا
فلما قضي الحظ فك الأسير ....... حن إلي أسره مطلقا