دور العظام في تنظيم نسبة السكر في الدم

on
  • 2015-11-16 22:47:37
  • 0
  • 1656

يتمثل الدور الرئيسي للعظام في الحركة وتوفير السلامة الهيكلية للجسم ، هذا ما نعرفه جميعا ولكن أحدث الدراسات الطبية كشفت عن أهمية الهيكل العظمي للجهازين العصبي والمناعي والغدد الصماء في الجسم ، حيث وجد أن العظام مسؤولة عن اطلاق هرمون يعد من أهم العناصر للسيطرة على نسبة السكر في الدم والوقاية من الالتهابات .

علاقة العظام بالصحة العامة :
وجد أن ضعف نسبة السكر في الدم تؤدي لتكون انزيمات سكرية متقدمة ، ويتم انشاؤها خلال التشكيلات الغير انزيمية لجزيئات السكر والأ؛ماض الأمينية ، تنتج هذه الإنزيمات بنسبة كبيرة عند ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مزمن ، تعمل هذه الإنزيمات على تحفيز ضرر الجذور الحرة التي تتلف كولاجين العظام .

تقوم الخلايا الدهنية بإنتاج هرمونات قليلة للمساعدة في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للطاقة ، ويعد هرمون الليبتين هو الهرمون الأشهر الذي يتم افرازه من قبل مستقبلات هرمون الليبتين الموجودة في منطقة ما تحت المهاد والتي تستجيب عند الشعور بالشبع ، إذ تبدأ الخلايا الدهنية في النمو عند تناول الطعام في انتاجه .

يحدث الشعور بالشبع عند تفاعل كمية كافية من هرمون اللبتين مع مستقبلات الطائي ، إلى جانب تفاعل اللبتين مع منطقة ما تحت المهاد لاستخدام الدهون للحصول على الطاقة ، ترتبط حساسية هرمون اللبيتين الصحي في منطقة ما تحت المهاد بطول العمر والصحة وتحسن الوظائف المعرفية ، وكتلة الجسم النحيل وكثافة العظام ، إذ تكون اشارات الليبتين ضعيفة مع السمنة ، ومنه انحلال الدماغ وهشاشة العظام وتسارع الشيخوخة ، كما ترتبط بمقاومة الإنسولين بارتفاع التهابات الجسم .

دور العظام في التمثيل الغذائي للطاقة :
تم التوصل للدور الهام الذي تلعبه العظام في التمثيل الغذائي للطاقة إذ يتم انتاج خلايا العظام بروتين اشارات الاوستيوكالسين Osteocalcin الهام والذي يعمل على زيادة كثافة العظام من خلال المساعدة في امتصاص الكالسيوم والمعادن الأخرى الهامة للعظام ، كما يقوم بتوجيه البنكرياس لإنتاج مزيد من الإنسولين ودفع الخلايا الدهنية لإفراز هرمون اديبونيكيتن ، الذي يعمل على تحفيز الخلايا لزيادة نشاط مستقبلات الإنسولين وتحسين حساسيته .

كما وجد أن استقلاب السكر في الدم يتم تنظيمع من خلال بروتين تعمل على إنتاجع الأنسجة العظمية وهو الهرمون الأول الذي يعزز خلايا بيتا البنكرياسية المنتجة للإنسولين والذي يحد من تخزين الدهون بشكل عام ، ويعتمد هرمون الاوستيوكالسين على وجود فيتامين D3 ، K2 بمستويات كافية مع ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام ، ومع ذلك فإن نسبة كبيرة من المجتمع تعاني من نقص في هذه الفيتامينات مما يفسر الربط بين نقص فيتامين D3 ومرض السكري ، مما يضعف عمل الهرمون في الجسم .

من المعروف أن الطريقة المثلى لزيادة انتاج فيتامين د3 هي التعرض لأشعة الشمس على منطقة جذع الجسم بانتظام ، ونلاحظ نقص هذا الفيتامين في أجسام سكان الدول الصناعية والمناطق الباردة واذي يمكن تعويضه بمكملات فيتامين D35-10.000 وحدة دولية والمتوفر على هيئة مستحلب سائل ، بالإضافة لفيتامين K2 المتوفر في منتجات الصويا المخمرة مثل المتفحم والناتو ، والذي يتواجد مع فيتامين دي3 في جبن الماعز والبقر ، وتشير التقديرات إلى حاجة الجسم إلى ما يقارب من 100 ميكروجرام يوميا ، وهو ما يعادل 4 أوقية من الجبن الخام .

لذا يعد تكون الخلايا البروتينية المضادة للالتهابات ذات أغراض طبية هامة والتي سوف تساهم في اكتشاف عقار لعلاج مرض السكر ، كما يعتبر اهمال الجهاز المناعي مخاطرة كبيرة حيث أن منع خلايا الجهاز المناعي من الالتهاب خطوة هامة لمقاومة الإنسولين ومرض السكر ، ولكنه لا يعد مفيدا للأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السكر ، إذ يعد الهدف الرئيسي هو تطوير علاج يقضي على التهاب الخلايا المناعية الذي يؤدي لمقاومة الجسم للإنسولين دون أن يسبب أي آثار جانبية .

تتوفر بعض الأدوية الحديثة تعمل على تقليل الالتهابات مما يؤدي لتحسين حساسية الإنسولين ، وأحد هذه الأدوية هو دواء يستخدم لعلاج الأزمات القلبية ، ومع ذلك فإن بعض هذه الأدوية مشكوك في سلامة استعمالها لفترات طويلة مثل الأدوية التي تعمل على تحويل الجلوكوز في المخ ، حيث وجد أن المخ يلعب دورا واضحا في تنظيم الجلوكوز ، حيث أوضحت الأبحاث في جامعة واشنطن بأن المخ عند تلقيه اشارة تعلن عن وجود كميات مناسبة من تلك الهرمونات السابق ذكرها مع المواد الغذائية يعمل على تقليل انتاج الجلوكوز في الكبد ، ويحافظ على نسبته منخفضة في الدم ، ولكنه عند شعوره بنقص كميات الهرمونات والغذاء سوف يعمل على تنشيط الاستجابات لدفع الكبد لإفراز كمية كبيرة من الجلوكوز ، وبشكل مختصر يمكننا ال قول بأن المخ دائما في حالة انتظار وتأهب لإشارات الأنسولين واللبتين والأحماض الدهنية الحرة والجلكوز أيضا ، وعند الاستجابة يبدأ الكبد في ارسال اشارات إلى الكبد وخلايا العضلات من خلال العديد من الأعصاب ، إلى جانب القناة الهضمية التي ترسل إشارات بالبدء في تنظيم السكر في الدم .