• |

سلسلة مبادرة لا نهضة الا بالصناعة 24 - " الحل الاوحد للصمود امام المتغيرات الاقتصادية "

يعيش عالم اليوم متغيرات عديدة تستوجب من #الشركات الوطنية إعادة النظر مرة أخرى في مسارها التنموي، حيث أصبح من المستحيل أن تصمد الشركات الوطنية في ظل المتغيرات الحالية أو أن تنافس نظائرها الأجنبية التي ستغزو #السوق_المحليمنفردة دون أن تلجأ إلى #الاندماجلإنشاء تكتلات #اقتصادية كبرى.

ولك أن تعلم أن الاندماج يحدث بين الشركات بهدف تقليل النفقات وزيادة الأرباح، خاصة بعد #الأزماتالاقتصادية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، رغم تراجع أسعار #النفط في عام 1999، أعلنت شركة «أكسون كورب» عن اندماجها مع شركة «موبيل كورب» في صفقة بلغت قيمتها 81 مليار دولار، نتج عنها إنشاء شركة عظمى في مجال الطاقة ألا وهي «أكسون موبيل»، وتعد #الصفقة حالياً من أنجح عمليات الاندماج والاستحواذ في التاريخ.

وبعيداً عن قطاع النفط فقد حدث اندماجاً كبيراً في قطاع توليد #الطاقةالكهربائية بين (أي بي بي) السويسرية السويدية و(ألستوم) الفرنسية البريطانية والذي نتج عنه شركة جديدة باسم (أي بي بي ألستوم بود) ومقرها بروكسل، ويصل حجم مبيعاتها الى 11 مليار دولار سنويا ويعمل فيها 54 ألف موظف منتشرين في مائة دولة، وتصبح الشركة الجديدة ثالث منافس في العالم مع الشركتين العالميتين (جنرال إلكتريك) و(سيمنس) في مجال معدات الطاقة الكهربائية.

صحيح أن الاندماج بين الشركات كل «تكتل بحسب تخصصه» يزيد الأرباح ويقلل النفقات، إلا أن هذا الأمر قد يترتب عليه انتشار #البطالة الناتجة عن عمليات الاستغناء عن أعداد هائلة من العاملين في الشركات بعد الاندماج، بهدف خفض النفقات والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة بدلاً من الإنسان، ومن الأمثلة على ذلك الاستغناء عن عشرة آلاف عامل في أعقاب اندماج (بريتش بتروليوم أموكو) مع (أركو) بهدف توفير مليار دولار سنوياً، ولكن هذا الامر من الممكن الاستفادة منه في المملكة في تقليل العمالة الوافدة التي تقدر بالملايين، والعمل على تدريب العمالة الوطنية لكي تشغل المهن والحرف القائمة على التكنولوجية الحديثة، لكن هذا الأمر في حاجة إلى إعداد برنامج وطني يضع ذلك في الاعتبار، فالأمور لا تأتي مصادفةً.

أما عن #العرب والاندماجات، فإنه من الملاحظ انه مازال هناك إحجام واضح من العرب عن الاندماجات، ويرجع البعض هذا لأسباب ودوافع كثيرة منها: الخوف من التقلبات والنزوع وعدم الاستقرار والتغيرات المفاجأة، وقصر الرؤى المستقبلية وانتظار الأزمات دون#العمل على تفاديها، وعوامل أخرى كثيرة ربما لا يفيد الخوض فيها، بقدر ما يفيد الاستشهاد بآراء الخبراء الذين يقولون أن الشركات #العربية لن تستطيع الصمود ومواجهة المنافسة في المستقبل، إذا ما ظلت على ما هي عليه ككيانات صغيرة متفرقة، وأنها شاءت أم أبت سوف تبتلعها الاندماجات العملاقة، التي سوف تجتاح#الأسواق العالمية كلها في المستقبل القريب.

وقد بدأ هذا الابتلاع بالفعل، فقد احتوى اندماج (بريتش بتروليوم أموكو) في داخله العديد من حصص أسهم شركات خليجية من الكويت ودولة#الإمارات، وربما يكون من المفيد لها الاندماج الذي وقع، ولكن المفيد أكثر النظر إلى المستقبل والسعي للحاق بقطار الاندماجات العالمية قبل فوات الأوان.

ما أريد أن أؤكد عليه أن عدم قدرة الشركات الوطنية على موجهة المتغيرات المحلية الحالية وايضاً منافسة الشركات الصينية أو الأوروبية أو الأمريكية ليس سببه عدم القدرة على الإدارة، ولكن السبب الرئيسي هو عدم التأقلم مع المتغيرات العالمية المختلفة، فلا يمكن لشركة يصل رأس مالها لعدة ملايين الدولارات او حتى المليار دولار منافسة عملاق اقتصادي كبير يقدر رأس ماله بـ 50 أو 60 أو حتى 100 مليار دولار وأكثر.

ومن هنا فإني أطالب الشركات الوطنية بالاندماج وإنشاء تكتلات اقتصادية لتخطي الأزمة الحالية ومن ثم المنافسة للشركات الأجنبية.

ونحن من هذا المنبر إننا لنؤكد مقدرتنا ومقدرة إخواننا الخبراء المحليين ذوي القدرات والخبرات التي تجاوزت العقود كلا منهم بحسب تخصصه على تقديم الحلول والطرق لعمل تلك التكتلات، دون الحاجة البتة لأي استشارات أجنبية لا تحترف سوى استنزاف الملايين لتقديم حبر على ورق خالي من اي تفهم لحقائق تجارنا وأسواقنا ومجتمعنا وطبائع أسرنا ومنهجية فكر أبنائنا.

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH