• |

سلسلة مبادرة لا نهضة إلا بالصناعة 1 (قارب النجاة الوحيد للابناء والاحفاد)

نظراً لمدى الاحتياج الشديد للتوجه للصناعة لما تشهده البلاد من استيراد كبير لجميع السلع الاستهلاكية والذي للاسف تجاوز ال 95% من الاستهلاك العام
لذا تبع ذلك العديد من الدراسات البحثية المطولة والتي تحتوي على احصاءات وارقام حديثة وصِيغة على شكل مقالات لتكون ميسرة القراءة للجميع ... 
وتحفز في محتواها  المستثمر للعمل في الصناعة ،، وتغير من اسلوب الفكر والسلوك الاجتماعي وتساهم في التوجه بنوعية الموارد البشرية من الجانب الثقافي والمعرفي  المراد توفرها لاحداث التنمية الحقيقية
كما تفيد معلوماتها  القارئ او المثقف العام
علما ان هذه الدراسات قائمة الآن ومستفيضة ومستمرة ومواكبة للاحداث القائمة . 
وتبدأ موسوعة Qpedia العالمية بتوثيق بحوث المبادرة بقلم أ.د محمد احمد بصنوي نائب رئيس بيت الخبرة للإستشارت بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس العلاقات الدولية باليونسكو
سائلين الله الثواب والأجر وان يجعله علم ينتفع به خالصا لوجهه الكريم
وعنوان بحث هذا الاسبوع :
" قارب النجاة الوحيد للابناء والاحفاد "
تعتبر المملكة من البلاد القائدة الرائدة في عصرنا الحالي، بل وستبنى الدولة السعودية الرابعة والتي ستشهد بإذن الله تطورا في كافة المجالات بما يعود بالنفع والخير على المملكة وشعبها المخلص لوطنه ومليكه.
لقد من الله علينا بفضله الخير الكثير من ثروات معدنية وبترولية، بعدما كنا في الماضي، وليس بالبعيد، لا نملك أي موارد اقتصادية تعود بالخير علينا، و لا يزال بيننا من الآباء والأجداد أحياء يقصون علينا حالنا بالأمس ونهضة بلادنا اليوم، لقد كانت حياة قاسية صعبة بدائية تفتقر إلى الحد الأدنى لمقومات الحياة، وأصبحنا اليوم في الخير الوفير بفضل الله، ثم بفضل حكمة ملوكنا، وما تبعها من ثروة نفطية، كانت بمثابة نقلة كمية ونوعية على المجتمع السعودي، إلا أننا ينتابنا الخوف والقلق من المستقبل، فالبترول مورد غير متجدد، وقابل للنفاد شئنا أم أبينا، ولا نغفل سعي المنافسين الجدد (مثل أمريكا) وما تبع ذلك من انخفاض الأسعار، وما نتج عنه من انخفاض شديد في موارد البلاد، وليس هذا فحسب، إن ما نشهده اليوم من تطور تكنولوجي في مجال الطاقة، وتوفير بدائل للطاقة، أقل ثمنا وتكلفة، وصديقة للبيئة، كالطاقة الشمسية والنووية، فالدول المتقدمة تعتمد في تشغيل السيارات والطائرات ومركبات الفضاء والآلات الصناعية على الطاقات المستحدثة الشمسية والنووية، ولم تعد محل تجارب فحسب، بل شملت قطاعا كبيرا من الدول يستفاد منها الآن، والأفراد في حياتهم اليومية أيضا، كما أنتجت الأبحاث العلمية في مجال الاستخدام الآمن والسلمي للطاقة النووية، وما توفره من طاقة هائلة، تجعل الدول قادرة على الاستغناء تماما عن البترول ومشتقاته، وما لم يتم اكتشافه بعد!
كل هذا يجعلنا نفكر طويلا في حال ومستقبل الأجيال القادمة لهذا الوطن المعطاء، وبخاصة ما تم من إنجازات صناعية خلال الفترات الماضية لم يكن على المستوى الذي يجعلنا دولة لها ترتيب بين الدول الصناعية، وأن ما تم رصده من ميزانيات سنوية، ظل قاصرا على تحسين البنية التحتية، والخدمات الأخرى، للارتقاء بالمستوى المعيشي، وهذا مطلوب، لكن أين الصناعة، أين ما يفيد الوطن والأجيال القادمة؟
فأغلب ما قُدم خدمات استهلاكية من الدرجة الأولى، وما زال حجم استيراداتنا منذ عقود يتراوح من 93% - 98% من حاجتنا الاستهلاكية.
لذا نناشد بالبدء الفوري من الآن في تنفيذ الخطط الاستراتيجية المبنية على الأسس العلمية، التي يعدها الخبراء والمتخصصون الوطنيون الغيورون على مستقبل وطنهم، والتي تعتمد بشكل أساسي على جودة وتطوير التعليم والنهوض بشكل حقيقي وفعال (بالثورة الصناعية)، ولنا من تجارب الآخرين ما يؤكد ذلك، بأن نجاح وتطور أي أمة يقوم على التعليم والصناعة والاهتمام جل الاهتمام (بالنهضة والثورة الصناعية الحديثة).
فنحن لدينا مصدران هامان ممولان لرأس المال، هما ميزانية الدولة، ومخصصاتها نحو الصناعة بجميع أنواعها، والمستثمرون من رجال الأعمال، وأصحاب الأموال الطائلة، فيجب تشجيعهم وحثهم، بل وإلزامهم إذا تطلب الأمر على توجيه استثماراتهم نحو الصناعة، وبشكل فعال، ومراقب بموجب خطة زمنية ملزمة (علما أن عوائد الاستثمار في الصناعة تتراوح من 30% إلى 50% وأكثر أي إنه يعيد رأس المال خلال سنتين إلى ثلاث من بدء الإنتاج في معظم الأحيان وهذا عائد مغر وفائق الربحية للدولة والمستثمرين).
إن ذلكما الجناحين لو تحركا بالتوازي وبفكر تخطيطي علمي ممنهج نحو بناء وتأسيس قلعة صناعية، تنتشر في جميع ربوع المملكة، تقام بسواعد وخبراء وطنيين بالإضافة إلى إيجاد شراكات وتعاونات مع دول أخرى لبعض الدول الآسيوية والدول الشرق أوروبية لما لها من تجارب صناعية رائدة ومتقدمة، وذلك للاستفادة منها ونقل الخبرات لفترات محددة على أن تحل الخبرات والكوادر الوطنية محلها وفق برنامج زمني محدد، وخلال سنوات قلائل، نكون بإذن الله في عداد الدول الصناعية، ولا يوجد في وطننا بطالة، ونصبح مصدرين للصناعة بإذن الله بعد أن نغطي استهلاكنا المحلي (ناهيك عن ما يتم توفيره، مقابل ما كان يصرف في الاستيراد من الخارج) وستكون تلك الصادرات موردا آخر للبلاد نستطيع أن نعتمد عليه مدى الحياة.
فنحن الآن نملك عصب الحياة (وهو المال)، ونستطيع أن نعمل ما نشاء ، ولن نكون دولة تطمح لنا الدول بالتقرب زلفا إلا بنهضة حقيقية، وقوة رادعة للعدو المتربص بنا.
وختاما خادم الحرمين عهدنا بكم شجاعا غيورا على البلاد والعباد والأمل بكم كبير كبير جدا بعد الله ونتطلع بكم أن تكون هذه الدولة لها السبق في التقدم العلمي والتكنولوجي لنلحق بركب الدول التي سبقتنا، حفظ الله الملك سلمان وحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها من كل سوء.***
 

الكلمات الدلالية :

المشاركة السابقة

التعليقات ()

  1. لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي

برمجة وتصميم ATMC TECH