جدة تزخر بعبق تاريخي ساحر

on
  • 2022-02-12 11:26:32
  • 0
  • 416

كانت جدة "عروس البحر الأحمر"، ولا زالت حاضنة ومعانقة لشتات زوّارها وقاطنيها منذ عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفّان وذلك قبل إعلانها ميناءً بحريًا لمكة المكرمة عام 647 ميلاديًا. 

وتعدّ جدة قلبًا حيويًا تجاريًا للمملكة، وموقعًا مسجّلاً في التراث العالمي لليونسكو، لتشكّل مزيجًا من العراقة والأصالة التي تكتنف أزقتها، عندما تصل جدة القديمة بجدة الجديدة، لتكشف السِّتار عن أماكن ساحرةٍ مبهرةٍ تستحق الزيارة والتجوال بين معالمها الأثرية البديعة. 

تتميز مدينة جدة التاريخية  بالعديد من المعالم الأثرية، حيث كانت من أهم المدن في الحجاز على طول التاريخ الإسلامي. وتتميز بالفن المعماري الجميل والمميز عن باقي المدن الساحلية على طول البحر الأحمر. وتوجد بها عدد من الحارات القديمة، والأسواق، والمساجد التاريخية، بالإضافة إلى البيوت والروشان القديم.

جدة التاريخية تعرف حاليًا باسم جدة البلد، وتقع في وسط منطقة جدة الحالية. وتوجد بها العديد من المعالم الأثرية الرائعة.

و مدينة جدة التاريخية لها أهمية كبيرة  فى ثقافة الشعب السعودي، من حيث المعالم الشهيرة الموجودة فيها، وتاريخها من حيث المعالم أو الحرف التى اشتهرت بها مدينة جدة التاريخية 

على الرغم من الوجود التاريخي لجدة على مر العصور، إلا أنها شهدت تطورًا كبيرًا في عهد الخلفاء الراشدين، خاصة الخليفة الراشد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه. حيث ازدهرت الفتوحات الإسلامية (التي قادها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه) في البحر في عهده، وبدأت انتشار فكرة الموانئ البحرية.

فاتخذ عثمان رضي الله عنه مدينة جدة ميناءً لمكة المكرمة في عام 26 هـ/ 647 م، وهو ما أكسب المدينة أهمية تاريخية وجغرافية على مر العصور، وأصبحت أحد أهم المدن الساحلية على البحر الأحمر.

عندما ازدهرت جدة أثناء التاريخ الإسلامي، بدأت تتمتع بطراز خاص ومميز دونًا عن باقِ المدن الساحلية الحجازية. وتمثل هذه الفن المعماري الحجازي في عدد من المعالم التاريخية والتي من أبرزها الروشان الحجازي  والمساجد التاريخية التي كانت تتمتع بطراز معماري فريد، والتي على رأسها مسجد عثمان بن عفان، وكذلك مسجد الإمام الشافعي رحمه الله وغيرها من المساجد التي سنُشير إليها أدناه.

وتوجد العديد من المجسمات الرائعة للرشان الحجازي بأسعار تنافسية.

ومع أنه لم يتبقى الكثير من تلك المباني التاريخية القديمة جدًا، إلا أن عدد من الرحّالة قد ذكروا لنا قطوفًا من ذلك (منهم ابن الجبير وابن المجاور). ونجد أن المباني كانت مبنية من الأحجار الجيرية، وترص بواسطة الطين الممتزج بخشب الساج لكي يساعد على تلاحم البناء. واشتهرت باتساعها وجمالها، وكان غالبا ما يكون الدور الأول محلات تجارية، وتتزين الأدوار العليا بالديكورات الخشبية والنوافذ والشرفات.

اهتم حكام المملكة منذ بداية الدولة السعودية بتطوير جدة بداية من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الذي نزل بها واتخذ بها منزلًا لنفسه، ومُصلى، وتعهدها الملوك من بعده بالتطوير الاقتصادي والعمراني بطريقة تحافظ على هويتها السعودية وبطريقة حديثة تتلاءم مع العصر الحديث.

فدشن الملك عبد العزيز مشروعًا لتنمية وتطوير جدة التاريخية عام 1425هـ، وعمل على تشكيل إدارة خاصة بها تقوم على شئونها وتطويرها. وتبعتها كثير من المشاريع الضخمة من المملكة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومن أوائل الثمار التي قُطفت هو تسجيل المدينة ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو، عام 1435هـ الموافق 2014م.