طبرجل مدينة الذهب الأخضر

on
  • 2022-02-23 10:04:55
  • 0
  • 1279

 تقع طبرجل في المملكة العربية السعودية وتحديدا في الشمال في وادي السرحان حيث تحدها المملكة الأردنيّة الهاشميّة من الجهة الغربيّة. وهي تابعة لمنطقة إمارة الجوف ، وتعدّ إحدى مدنها الرئيسيّة وهي مركز المحافظة. كما أنها تقع إلى الشرق من محافظات حائل ، وسكاكا التي تبعد عنها مسافة 240 كيلو متر ، والقريات في الجهة الغربيّة. بالإضافة إلى ذلك تقع على خطّ طول 39 درجة ، وخط عرض 30 درجة ، ومن أشهر أوديتها وادي سمرمد. بينما مساحتها فتبلغ حوالي 525 كيلو متر مربّع وحيث يقدّر عدد السكّان فيها بما يزيد عن 100 ألف نسمة.

ذكر العلاّمة حمد الجاسر في مؤلّفاته أنّ مدينة طبرجل حملت قديماً اسم (اللحاوية) ، نسبةً إلى شيخ قبيلة الشرارات اللحاوي.  أمّا تسميتها بطبرجل ، فكان نسبةً إلى موقعها ، حيث أن طبرجل تقع في ملتقى لشعاب عديدة هي الغويل وابو سليليات. إذ تنتهي بوادي السرحان ، وإلى الغرب منها شعيب حدرج ، وفي منتصفها شعيب أبو حوايا. وبما أن سكّان البادية يطلقون اسم الرجلة على الشعبان ، والأهم من ذلك ، أنّها تقع في مستقرٍ لمياه الأمطار التي تسيل ، ويطلق عليه اسم مطبّ ، فأطلق عليها هذا الاسم المركّب طَبَرْجَل. كما وتلقّب بـ”مدينة القمح” نظراً لكونها أكبر المناطق التي تزرع القمح في الشرق الأوسط. وأيضاً “عروس الوادي”. بالإضافة إلى ذلك تلقّب بمدينة “الذهب الأخضر” ، وذلك لكونها منطقة زراعيّة وخصبة. مما جعلها السلّة الغذائيّة في المملكة ، خاصّة في منطقة بسيطة التّابعة لها ، حيث تنتشر فيها مزارع الزيتون ، والفاكهة.

 هذه المدينة التي تعد من المدن الحديثة نسبياً ، حيث لم يتجاوز تاريخها خمسين عاماً. تمّ إنشاء طبرجل  حديثاً ، من أجل توطين سكّان البادية ، الذين يعتمدون الترحال بحثاً عن الماء والمراعي لمواشيهم. فعملت الدولة على حفر الآبار ، ومن ثمّ وزّعت الأراضي الزراعيّة على السكّان ، خاصّة وأنّ هذه البقعة من الأرض معروفة بخصوبة أراضيها ، وسهولة تضاريسها ، ووفرة المياه الجوفيّة العذبة منها والمعدنيّة. وقد لفتت إليها الأنظار ، حتى أصبحت من مواقع الاستجمام في البلاد.

يمرّ من محافظة طبرجل الطريق الدولي المؤدّي إلى بلاد الشّام ، وذلك من خلال المنفذ الحدودي مع الأردن في مركز الحديثة. كذلك في مدينة طبرجل تقع ستّة مراكز إداريّة ، وهي: النبك أبو قصر ، بسيطا ، مركز الثنية ، مركز ثنية أم نخيلة ، صبيحا ، ميقوع. كما أن هذه المراكز الإداريّة تقسم إلى عددٍ من المناطق ، وأيضاً يتبع لها العديد من القرى الصغيرة ، وأبرزها: بسيطا التي تبعد عنها مسافة تقدّر بحوالي 30 كيلو متراً.

تقع طبرجل في مناخ شديد التأثّر بمناخ البحر الأبيض المتوسّط ، حيث البرودة في فصل الشتاء ، والاعتدال في الحرارة مع نفحات باردة في فصل الصيف. كما تتساقط الأمطار فيها بكميّات كبيرة ، لا سيما في فصل الشتاء.

تنعم هذه المنطقة بوفرة وعذوبة المياه فيها، حيث قامت الدولة - رعاها الله - بانشاء مشروع بسيطا لنقل المياه المحلاة من طبرجل إلى محافظة القريات بطول 170كيلو متراً تقريباً وتقدر طاقته الإنتاجية بنحو (25) ألف متر مكعب في اليوم وتبلغ تكلفته الاجمالية بنحو 246مليون ريال ويبلغ عدد الآبار الجوفية التابعة للمشروع تسع آبار بعمق 450متراً تم تجهيز كل منها بمضخات غاطسة تبلغ طاقتها الإنتاجية ألف جالون في الدقيقة.

كما ان هناك مشروعا جاريا تم تنفيذه حالياً وهو أيضاً نقل المياه إلى محافظة طريف التابعة لمنطقة الحدود الشمالية بشق محمية حرة الحرة متجهاً إلى المحافظة بطول حوالي 180كيلو متراً.

طبرجل مدينة الذهب الأخضر اسم اطلقه عليها العديد من المستثمرين الزراعيين لإنتاجها الوفير من المنتجات الزراعية وأنواع من اللحوم والألبان ومشتقاته، وتصدر هذه المنتجات إلى جميع أنحاء المملكة ودول مجلس التعاون وبعض الدول الاخرى.

يضم فرع الزراعة بطبرجل حوالي أربعة آلاف مشروع زراعي ومعظم هذه المشاريع من القمح والشعير والبرسيم، هذا بالإضافة إلى ان مدينة طبرجل تحتضن أكبر منطقة زراعية بالشرق الأوسط والتي يطلق عليها "بسيطا الزراعية"، حيث يوجد بها عدد من الشركات الزراعية الضخمة، كشركة الراجحي الزراعية "الوطنية" ونادك والجوف الزراعية وحائل والشرقية الزراعية وشركة فال والخريف الزراعية وشركة أنعام القابضة وعدد من المؤسسات والشركات الزراعية الأخرى، حيث تنتج هذه المشاريع جميع أنواع الحبوب والأعلاف بالإضافة إلى إنتاجها من الاشجار المثمرة وعلى رأسها الزيتون والنخيل والتفاح والتين والبرتقال "اليوسفي" وجميع أنواع الفاكهة، وتنتج أيضاً الخضروات بأنواعها منها الطماطم والبطاطس والبصل وغيرها وكذلك تقوم بعض الشركات بتربية وتسمين الأغنام لتقوم بتصديرها خارج المنطقة بالإضافة إلى إنتاج الألبان ومشتقاته.

وقد تم افتتاح أكبر مصنع لصناعة معجون الطماطم والذي يصدر إلى جميع أنحاء المملكة وخارجها، ويعتبر هذا المصنع الأكبر من نوعه بالشرق الأوسط.