تاريخ سوق عكاظ

on
  • 2022-03-02 11:02:26
  • 0
  • 1146

سوق عكاظ أحد أسواق الجزيرة العربية الثلاثة الكبرى في الجاهلية بالإضافة إلى سوق مجنة وسوق ذي المجاز، تعود بدايته إلى 501 للميلاد، وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يوما من أول ذي القعدة يبيعون فيه البضائع ويلقون القصائد إلى يوم 20 من الشهر، ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الاواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها، وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة عدوان وقبيلة هوازن.

كان سوق عكاظ في العصر الجاهلي يمثل أكبر الأسواق التي تعقد في الجاهلية كما أنها السوق الأقدم والأكثر شهرة قديما، والتي كان ينتظرها العرب في شبه الجزيرة العربية كل عام، وكانت تزدهر بها عمليات بيع وشراء البضائع، إلى جانب إلقاء الأبيات الشعرية.

كانت سوق عكاظ صرحا كبيرا للتجارة وقد عرض بها جميع أنواع البضائع حتى وصل إلى الاتجار بالبشر، فكان يباع بها الرقيق والعبيد الذين يتم اسرهم بعد الحروب او الغزو، وكان الصحابي عمرو بن العاص ممن تم بيعهم في سوق عكاظ  قبل تحريره بعدما جاء الإسلام الذي هدم الكثير من عادات الجاهلية.

يشير اسم سوق عكاظ  على ما كان عليه العرب في ذلك الوقت والذين اعتادوا التفاخر بإنجازاتهم وأسلافهم، حيث تشير كلمة "عكاظ" في اللغة العربية إلى الكثير من المعاني، والتي  تعني الفخر، والتجادل والقهر، وجميعها توضح أن اختيار تسمية السوق بهذا الاسم اشارة إلى ما كان العرب يقومون به في تلك الفترة فقد كان العرب يجتمعون فيه هذه السوق ليعكظ بعضهم بعضاً؛ أي يقهر ويجادل بعضهم بعضاً، وذلك من خلال الأدب والشعر والتجارة.

 تمتاز سوق عكاظ  عن غيرها من الأسواق الأخرى للعرب بقرب مكانه من مدينة مكة المكة والتي كانت قبلة العرب في عصر الجاهلية، وكانت من أشهر المدن التجارية في شبه الجزيرة العربية وتسكنها قبيلة قريش صاحبة المكانة الرفيعة في ذلك الوقت.

وترجع بداية سوق عكاظ  وعقدها لأول مرة إلى عام 500 ميلاديا عندما فكرت قبيلة قريش وهي واحدة من أشهر وأكبر قبائل العرب في ذلك الوقت وينتمي إليها النبي محمد عليه الصلاة والسلام،  في عقد سوق يمكن للعرب التجمع فيه للتجارة وتبادل السلع واختاروا موقعا بين مدينتي مكة المكرمة والطائف المشهورتين كان يطلق عليه اسم "العثدية"، وبدأ السوق عندما وصل الحجاج إلى مكة واستمر لمدة أربعة أشهر وأخذ شهرة واسعة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.

جمع سوق عكاظ قديمًا وجهاء العرب وقادتهم فكانوا يجتمعون فيه شهرًا من كل سنة، يتفاخرون فيما بينهم ويرددون الشعر، ومثل السوق آنذاك دورًا اجتماعيًا وسياسيًا للقبائل وأعيان العرب، وكان السوق منبرهم الإعلامي الذي تعقد فيه وثائق وتنقض آخرى، إضافة إلى كونه مضمارًا للفروسية والمبارزة يتباهى فيه فرسان العرب فيما بينهم، ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل، كما كان سوقًا تجاريًا لتبادل البضائع وانواع التجارة ومكانًا يقصده التجار القادمين من بلاد فارس والشام واليمن وغيرها. كما كان مرجعاً لقضايا العرب ومناط لآمالهم وآلامهم 

وبعد توقف دام 1300 سنة أعادت المملكة العربية السعودية إحياء سوق عكاظ وتحديدًا في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1428هـ، ليكون معلمًا سياحيًا من معالم المملكة، في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده العديد من السائحين من شتى أنحاء العالم، إضافة إلى كونه ملتقى تاريخي يجمع الفنانيين والأدباء والشعراء وكافة المهتمين بتاريخ العرب القديم، ويقدم السوق قيمة معرفية من خلال الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية، إضافة لتنظيم عدد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي وتشمل الشعر الفصيح والعامي، والقصة القصيرة، والرسم، والأعمال الحرفية، والرسم، والتصوير الفوتوغرافي، كما أعاد السوق إحياء ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته وذلك بمحاكاة لشعراء المعلقات المخضرمين.وتشرف وزارة السياحة على سوق عكاظ بعد أن أشرفت عليه إمارة مكة المكرمة على مدار عشر سنوات