"العبلاء" تاريخ يزخر بأثار العصور القديمة

on
  • 2022-04-20 14:52:01
  • 0
  • 780

"العبلاء" جبل أبيض يقع في أعلى وادي رنية إلى الغرب من بيشة، ويشمل اسم العبلاء الجبل وما جاوره من الأماكن الأثرية، وقد استوطنتها القبائل القديمة منها قبيلة قريش، وشهدت العديد من الممالك القديمة التي كانت تعيش في جنوب الجزيرة العربية، تقع العبلاء على مسيل عدد من الأودية مما جعلها من المواقع المهمة اقتصادياً، هذا عدا تربتها المثالية للزراعة والتي حولتها لمنطقة ذات مراعي خصبة تحتوي على الكثير من المنتجات، وتكمن أهميتها كذلك في وجود مناجم الذهب والنحاس.

كانت العبلاء مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا بمقوماته التجارية والزراعية والرعوية، ويرجع تاريخها إلى عصر حضارة الممالك العربية القديمة في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد، وفي عصر الاسلام كانت تتبع العبلاء حكام مكة في الأزمنة القديمة، وشهدت العديد من المواقف التاريخية والأحداث المهمة، وكشفت أعمال التنقيب عن أساسات لمسجد يعود تاريخه إلى الفترة الإسلامية المبكرة حيث تقدر مساحته بـ ٦١٦ متراً مربعاً، ويتوسط المسجد محراب نصف دائري مجوف للخارج، كما يوجد في منتصفه مساحة مكشوفة وغرفتين جانبيتين في الجهة الجنوبية الشرقية.

لا تزال آثار العصر الإسلامي الأول ظاهرةً شمال غرب محافظة بيشة وفي مركز العبلاء التاريخي بالذات ، والذي يعد من أهم المراكز التي احتوت على كنوز أثرية لم تكتشف بعد والعبلاء جبل أبيض يقع في أعلى وادي رنية يتبع إدارياً محافظة بيشة ، عُرف قديماً بسوق جاهلي لا تزال آثاره بادية للناظر والزائر، ويحيط به قرى متهدمة بالإضافة إلى وجود آثار منجم للذهب.

كان في العبلاء سوق بني قبل العهد الإسلامي ولا زالت آثاره موجودة حتى وقتنا الحالي، وتحيط به القرى التي وضعت الأيام آثارها فيها فأصبحت رغم الانكسارات شامخة وشاهدة على الحضارات المندثرة، كما وجد فيها منجم قديم أقيم في قمة الجبل يحتوي على ثلاثة آبار يصل عمق إحداها إلى 80 متراً، وذلك لاستخراج المعادن من باطنها، وما زالت آثار الحريق والتعدين بارزة حتى الآن.

ويوجد بالموقع عدد من الرحى الكبيرة والتي كانت تستخدم لطحن المعادن المستخرجة من المنجم، إضافة إلى رحى الصغيرة، وتنتشر بالقرب من العبلاء مواقع أثرية عديدة منها هضبتا البدرية والشنوع وموقعا أم القرى وابن النعاء.

وبين المختصين بالآثار الأهمية الجيولوجية لموقع العبلاء، حيث تتوافر به جميع الخواص والتغيرات الجيولوجية، وهو الأمر الذي دعا لإنشاء موقع خاص بكلية علوم الأرض في العبلاء لتدريب طلابها وإجراء التجارب الجيولوجية.