الزخارف الشعبية في بيوت نجد

on
  • 2023-01-17 11:33:35
  • 0
  • 1698

تكمن أهمية التراث في إلمامه بالثقافة التي تهم جميع المجتمعات ، حيث أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالفنون التقليدية وأصالتها ، فهو يمثل وسيلة للتاريخ الوطني والفن والأدب والتقاليد والعادات وغيرها من المعارف التي مرت نزولاً من جيل إلى جيل ولكن لا يزال في حالة تطور بين الأجيال المختلفة ، فإن الإرث هو مرآة تعكس مدى وصول حضارة كل أمة.

إن الزخارف الشعبية التي نُقشت على الأبواب الخشبية في نجد تُشير إلى أحد أشكال الهوية المعمارية التي تقوم بعكس الخصائص والسمات البيئية والاجتماعية للمجتمع السعودي، إذ أن ما تحمله العمارة النجدية في داخلها يقوم بعكس الجماليات الفلسفية الموروثة عن الثقافة والذي تمكن الفنان الشعبي من خلالها توظيف الأشكال الزخرفية و الزخارف الاسلامية كأحد العناصر الرئيسية.

على الرغم من الجهود الكبيرة في تطوير التراث الشعبي السعودي والحفاظ عليه ، إلا أن هذه الزخارف تمثل لغة مرنة يتم من خلالها التعبير عن أصالة هذه الزخارف ، وهو فن مستمد من المجتمعات المحلية والبيئة المحلية. العنصر الأبرز في هذا الفن هو الألوان الزاهية ، الألوان الزاهية التي تمثل في النهاية لغة متجانسة وموحدة تعكس لغة الإنسانية.

تمتاز البيوت التراثية في نجد بأبوابها ونوافذها الجميلة ، وتوصف بأنها جميلة وبسيطة من خلال الزخرفة والديكور المطبقين حسب البيئة المحلية. الهوية العربية والتفكير الإبداعي، والتي تتميز بالعفوية والإبداع والبساطة وبعدها الكامل عن التصنيع والتعقيد وتعتمد على السياق المحلي من حيث اللون والمادة والخط وأشكال الرسم. ، التي ابتكرها فنانون متخصصون في هذا النوع من الفن ، ثم انتقلوا إلى أطفالهم.

تمثل أنماط نجد الشعبية من أجمل أنواع زخارف الأبواب والشبابيك ، وتعتمد على أشياء كثيرة مثل الخطوط المتقاطعة والمربعات والدوائر والمثلثات ، وكذلك استخدام أوراق الشجر والزهور ، وكذلك عناقيد العنب وسعف النخيل. من ناحية ، يخضع للأدوات المشتقة والمستخدمة من الطبيعة والبيئة ، والفنان قادر على استخدام الزخرفة من خلال الكتابة ذات البعد التاريخي.

تأخذ البيوت القديمة في نجد طابعًا معماريًا مميزًا يتلاءم مع ما في هذه الفترة الزمنية من إمكانيات ومقومات، إذ أن البيوت تم بنائها من الطين الذي تم تقويته باستخدام أعواد التبن، وكذلك تسقيفها بجذوع الأثل وسعف النخيل، وقد كانت تُقسم بشكل معين ويوضع فيها بعض انواع الزخارف الشعبية، ولها أسماء متعددة وهي: 

المجلس

وهو المكان المُخصص لاستقبال الأشخاص بحيث يجلسون فيه، ويسمى كذلك القهوة، وفي أحد أركانه يتم بناء الكمار وهو أحد انواع الزخارف الشعبيه في المملكه، والذي يكون عبارة عن شكل زخرفي يتكون من:

  • رفوف عليها نقشٌ، وغالبًا ما يكون طولها متر ونصف تقريبًا، أما ارتفاعها وعمقها يبلغان الأربعين سنتيمتر.
  • ورفوف توضع فوق بعضها البعض على ارتفاع فوق الأرض يبلغ الثلاثة أمتار، ويتم بنائها من الجص الأبيض.
  • وعلى هذه الرفوف يتم وضع أطقم من الأباريق والدلال بشكل فني أخاذ ومُنمق، كما أن نقوش وزخارف الكمار تحيط بها، مما يزيد من جمالها وتأنقها.
  • وفي الأسفل منه يوجد الوجار وهو المكان الخاص بالنار، والذي يُعد لوضع أدوات القهوة والجلوس خلال إعدادها.

العريش

وهو المكان الخاص بالجلسة العائلية، ويُعتبر بمثابة الصالة، كما أنه يكون منفتح على حوش أو ساحة البيت ويتم تزيينه من خلال:

  • بعض الأعمدة المعروشة بخشب الأثل وجريد النخل، وعلى خشبها يتم تعليق العرزال الذي يحفظ الأطعمة.
  • وفي الغالب ما يتم فرش العريش بالرمال أو البطحاء، وفيه توضع القربة ويكون مفروشًا بالحصير المصنوع من الخوص.

المقلط

هو المكان المُخصص لتناول الزوار فيه الوجبات، ومن الجدير بالذكر أنها كانت تُجهز في صواني ذات شكل دائري ومرتفعة مثل الخوان القديم، وتوجد فيه الطاقات من أجل التهوئة، وعلى جدرانه يتم تعليق السفر التي تُصنع من خوص النخيل.

الروشن

والروشن يمثل غرفة النوم، ولكن الشيء الذي يميزه عن غرفة النوم هو توظيف البناء من خلال وضع الأوتاد من أجل تعليق الأشياء، وكذلك التجويفات والفوارغ للقيام بالتخزين.

المطبخ

المطبخ هو المكان الذي يُطهى ويُعد فيه الطعام، ويتم وضع الأدوات المناسبة والأواني به، كما يبنى داخلة ما يلي:

  • التنور وهي تُصنع للخبز.
  • المقرصة والتي تُستخدم لصنع القرصان.
  • المراصيع والمصابيب والرحى لجرش القمح.
  • كما يجهز بأوتاد وفوارغ وغير ذلك حتى تحفظ مستلزمات وأدوات الطهي.

الجصة

  • ويتم إعداده من أجل رص التمور وضمده، وهي تكون مبنية من الحصى والجص، ويتم وضع فتحة أمامية لها وكذلك فتحة صغيرة في الجهة السفلى، كما يتم بناء حوضًا يطلق عليه المدبسة
  • و يتم تجميع الدبس قبل أن يؤخذ، وفي الغالب ما تكون الجصة في صفة الطعام والأرزاق، ومن النادر جدًا أن يكون هناك بيتًا خاليًا منها، إذ أنها تحفظ فيها سقمة السنة وهو التمر المضمود.

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا