أول كتاب في العربية فصّل النغمات الموسيقية داخل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض

on
  • 2023-03-07 16:12:33
  • 0
  • 287

كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض عن نسخة نادرة من مخطوطة كتاب "الأدوار في الموسيقى"، وهي من ضمن مقتنياتها التراثية العربية والإسلامية، حيث تعمل المكتبة على حفظ مادة تراثية نوعية نادرة، تسهم في بيان ما وصل إليه تراثنا من مكانة راقية في الفنون والعلوم والآداب.

ومخطوطة الكتاب من تأليف صفي الدين عبدالمؤمن بن يوسف أبي المفاخر الأرموي البغدادي (ت 693هـ) والأرموي نسبة إلى أرمينيا من بلاد أذربيجان، وهي موطن آبائه، وقد عاش ببغداد في القرن السابع الهجري، وتبدأ المخطوطة التي ربما تعود إلى النصف الثاني من القرن العاشر والنصف الأول من القرن الحادي عشر؛ وعليها تاريخ نظر واطلاع سنة 1058 هـ، وهي نسخة تامة ومجلبة تخليدا حديثا لا يعود إلى زمن كتابتها، كما أنها بحسب ورقة العنوان فيها كانت ضمن مجموع في مؤلفات عدة هذا المخطوط أولها.

ويقول مؤلفها صفي الدين: إن محمّد الطّوسي، أمره بوضع مختصر في معرفة النّغم ونسب أبعاده وأدواره، وأدوار الإيقاع وأنواعه، على نهج يفيد العلم والعمل.

 

كما يضيف مصنفها الأرموي البغدادي في المستهل: "وجعلت مداره أوّلا على وتر واحد لئلّا يتعذّر على المبتدئ استخراجه، وذلك لأنّ الأصعب على من يروم المباشرة عملا هو اصطحاب الأوتار، والوتر الواحد لا يفتقر إلى اصطحاب، إذ الاصطحاب هو نسبة مطلق وتر إلى آخر، ورتبته خمسة عشر فصلاً".

ومما جاء في طبقات الأدوار: "وأنت يمكنك أن تفرض أول الأدوار أي نغمة شئت، مثاله: إذا أردنا أن نجعل أوّل الأدوار (ب) مثلًا، فإذا أردنا دور (عشّاق)، فإنّا نجسّ (ب)، ثمّ (هـ)، ثمّ (ز)، ثمّ (ط)، ثمّ (يب)، ثمّ (يه)، ثمّ (يو)، ثمّ (يط ) فهذه الأدوار، في غير مواضعها، تسمّى "طبقات"، والطّبقات بأسرها سبعةُ عشر، بعدد النّغمات".

يذكر أن صفي الدين الأرموي البغدادي (613-693هـ) (1216-1294م) له كتابان وهما: " كتاب الأدوار" ويعد من أعظم كتب الموسيقى العربية في زمن آخر الخلافة العباسية، وكتاب آخر بعنوان: "الرسالة الشريفة في النسب التأليفية".

كما اشتهر عنه قيامه بتدريس العديد من التلاميذ في الخط والموسيقى، وكتب العديد من الأطروحات.

ويعد كتابه الأدوار في الموسيقى من أشهر المؤلفات في الموسيقى لأنه من أوئل كتب الموسيقى في العربية قام فيه المؤلف بتفصيل النغم، وجعل أساسها مرتكزًا على (17) نغمة تخرج من ثلاثة أصناف من الأبعاد الصغار، وهو أيضا أول كتاب صنف الأجناس اللحنية بمسمياتها المصطلح عليها في سبعة أنواع.

كما نظر مؤلفه في تدوين نغم الأركان وإيقاعاتها، وقد استعمل فيها الحروف العربية الدالة على النغم ثم قرنها بالأعواد لتدل على مدّات أزمنتها في أدوار الإيقاعات.

وتوجد للكتاب عدة مخطوطات منسوخة بالمتحف البريطاني والمكتبة الوطنية بالنمسا، والمكتبة الجامعية بفيلاديلفيا بالولايات المتحدة الأميركية، وفي المكتبات الوطنية بكل من تركيا وبغداد والقاهرة وتحتفظ المكتبة بهذه المخطوطة النادرة التي كتبت قبل ما يقرب من خمسة قرون.

المصادر :

العربية نت