شجرة الضبر موطنها الأصلي جازان ويتجاوز عمرها ثلاثمائة سنة
on- 2025-09-21 12:33:25
- 0
- 58

شجرة الضبر هي نوع من النباتات يتبع الفصيلة الأراكية، ولها عدة أسماء علمية منها (ضبر روكسبوري)، ولها أسماء أخرى مثل (فاكهة البادية أو المصع).
وهي من الأشجار الجميلة جداً حيث يمكن استخدامها في تزيين الطرقات والحدائق، وهي دائمة الخضار سواء في الصيف أو في الشتاء، وذات ساق أبيض وأوراقها قوية لا تتأثر بحرارة الشمس، وتتحمل العطش والملوحة ومقاومة للجفاف. وهي شجرة معمرة ونادرة مهددة بالانقراض إذا لم يتم الاهتمام بها واستزراعها.
وتنمو هذه الشجرة طبيعياً في المناطق الجبلية وشبه الجبلية، ويعتقد أن موطنها الأصلي في جازان بالمملكة العربية السعودية، وفي جبال اليمن وفي القرن الأفريقي، ويمكن أن يصل ارتفاع الشجرة البالغة إلى نحو ثمانية أمتار ويتجاوز عمرها ثلاثمئة عام.
وتمتاز شجرة الضبر بخضرتها الدائمة. وهي شجرة مفيدة تستخدم سيقانها قديماً في بناء المنازل وحظائر المواشي، نظراً لطول أغصانها ومتانتها، وترعى الإبل والمواشي أوراقها وأزهارها. وتنتج هذه الشجرة ثمرة يطلق عليها اسم (المصع) بحجم الجوز أو التمر تقريباً ذات قشرة لونها أصفر يميل للبيج سميك ولين، يظهر لنا في داخله ما يؤكل (المَصَع)، وهي رقيقة حمراء اللون حلوة المذاق عند نضجها، يليها البذرة التي تفوق نصف الضبر حجماً، ولونها أبيض والتي قد يستفاد منها أيضا، حيث يمكن أكلها بعد طبخها.
وهي من الثمار المفضلة عند سكان تهامة السعودية كثيراً في فصل الصيف. وتسعى عدد من الدول للمحافظة على هذا النوع من الأشجار لمنع اندثارها، لما لها من فوائد كبيرة للإنسان والبيئة، ويدل على أهمية هذه الشجرة أن خبراء من المنظمة العالمية للأغذية والزراعة (الفاو) زاروا منطقة جازان يطلبون ثمار هذه الشجرة وبذورها بهدف المحافظة عليها واستزراعها.
وقد تمكن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، من إعادة تأهيل شجرة ضبر في محافظة صامطة بمنطقة جازان، بعد أن تعرضت للسقوط . ونفَّذ الفريق المختص عملية دقيقة، لإعادة تأهيل الشجرة المعمرة، والحفاظ على قيمتها البيئية والتراثية؛ وذلك برفعها وإعادة تثبيتها في موقعها الأصلي بعد تحسين التربة المحيطة بها؛ لضمان استمرار نموها وحمايتها. يأتي ذلك، في إطار حرص المركز على صون الغطاء النباتي وحماية الأشجار المعمرة، بصفتها ثروة لطبيعة تعكس تاريخ المنطقة، وتمثل إرثًا للأجيال القادمة. وتعد الأشجار المعمّرة، ثروة طبيعية ذات قيمة بيئية وتراثية؛ فهي تُسهم في تنقية الهواء، وتثبيت التربة ودعم التنوع البيولوجي، كما تُمثل رمزًا للتاريخ والهُوية المحلية.
ولأن هذه الشجرة محلية، ويمكن زراعتها في معظم بيئات المملكة المختلفة وسريعة النمو لأنها تتحمل الجفاف والملوحة العالية، وأن ثمارها تعد فاكهة مفيدة جداً كغذاء كامل وعلاجاً لكثير من الأمراض لاحتوائها على العديد من العناصر والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان وصحته. ولأن جميع أجزاء الشجرة صديقة للبيئة ومفيدة للإنسان والحيوان، يمكن لبلديات وأمانات مدن المملكة الاهتمام بهذه الشجرة وزراعتها في الشوارع وبخاصة المتنزهات داخل الأحياء وتشجيع المواطنين على زراعتها في حدائق منازلهم، وكذلك تشجيع شركات الاستثمار الزراعية السعودية في الاستثمار في زراعة هذه الشجرة.