يوم للوطن ويوم للنفط - د. عبدالعزيز بن لعبون

on

• 2025-09-23 09:31:42
• 0
• 53

المملكة والعالم: المملكة كانت ومازالت وبإذن الله ستبقى مصدر إلهام وعطاء للعالم أجمع: مكة المكرمة والمدينة المنورة مهوى أفئدة المسلمين المملكة أمدّت وتمد العالم ولعقود من السنين بالطاقة نفطًا وغازًا وهي تمده بالبتروكيمياويات مواد خام لعشرات الآلاف من المنتجات الصناعية وعندما يحتاج العالم للمعادن فستكون المملكة بعون الله هناك فالمعادن ستكون وبعون الله الركيزة الثالثة لاقتصادنا الوطني، وهذا ما تعمل عليه وزارة الصناعة الثروة المعدنية بتوجيه من قيادتنا الرشيدة. يوم الوطن: المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، الذي قضى بتحويل اسم الدولة من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها» إلى «المملكة العربية السعودية»، وذلك ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق فيه للأول من الميزان، والموافق يوم 23 سبتمبر من عام 1932م. يوم إعلان توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله 23 سبتمبر 1932م كان المفتاح الذي أفضى على عوالم متعددة تاريخيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا محليًا ودوليًا ومنذ ذلك التاريخ وهذا اليوم كل عام يأتي بالجديد من العطاء في مختلف المجالات والأصعدة محليًا ودوليًا. اليوم الوطني بنكهة نفطية بجانب القيمة التاريخية الوطنية لليوم الوطني فإنه وبعده بعام أي يوم 23 سبتمبر 1933م كان: التنفيذ العملي لاتفاقية امتياز التنقيب عن النفط في المملكة مع «شركة ستاندرد أويل كومباني أوف كاليفورنيا» (سوكال) في 29 مايو 1933م: فقد كان وصول أول جيولوجيين من سوكال وهما روبيرت ميللر وشويلر هنري إلى الجبيل قادمين من البحرين، وقاما بعد وصولهما مباشرة المسح الجيولوجي من الجبيل وجنوبًا وبعد خمسة أيام، 28 سبتمبر، كانا قد وصلا إلى جبال أم الرؤوس في الظهران والتي عرفت من قبل الجيولوجيين لاحقًا اسم قبة الدمام، قادت عمليات المسح المبكرة إلى مباشرة الحفر بحثًا عن النفط فتم حفر البئر الأولى، بئر الدمام -1 في 30 أبريل 1935م، وتلاها عدد من الآبار التي فشلت في اكتشاف النفط بكميات تجارية، حتى تم حفر بئر الدمام -7 وتعميقها حيث تم اكتشاف النفط في 6 مارس سنة 1938م. ومنذ ذلك الحين والدراسات الجيولوجية وعمليات الحفر تتوالى في مختلف مناطق المملكة حتى تماكتشاف نحو مائتي حقل للنفط والغاز منها عشرات الحقول فوق العملاقة والعملاقة في مختلف المواقع على اليابسة وفي البحر، وما اكتشاف وتطوير حقل غاز الجافورة العملاق إلا مثال لتلك النعمة التي أنعم الله علينا بها. يوم وطني تاريخي ويوم نفطي بامتياز: فكما يحتفل الجنود الأشاوس والأطباء والمدرسين وغيرهم من العامين في مختلف القطاعات وعموم الشعب باليوم الوطني، يحتفل الجيولوجيون ورجال النفط الذين عملوا يعملون تحت مختلف الظروف منذ الأيام الأولى للتوحيد على السواحل وفي السباخ والكثبان والأودية وغيرها للبحث عن النفط واكتشافه، لقد واستعانوا بالجمال والحمير في التنقل وحمل الأمتعة والمعدات، ولقد لبس الجيولوجيون الأجانب اللباس العربي وتكيفوا مع أجواء الصحراء وعادات أهلها، وفقد عدد من العاملين في النفط حياتهم وتعرضوا للإصابات خلال عمليات الاستكشاف والحفر بحثًا عن النفط. وحق للوطن الاحتفال باليوم الوطني وأيضًا بيوم النفط. ولادة عسيرة لصناعة النفط: خلال فترة تاريخية عصيبة قبيل اعلان توحيد المملكة وبداية وضع اللبنات الأساس للدولة الحديثة والتطلع لمصدر اقتصادي متين لها سعى الملك (السلطان وقتذاك) للبحث عن النفط في شرقي البلاد فمنح الميجور البريطاني فرانك هولمز ممثل النقابة الشرقية والعامة المحدودة أول امتياز للتنقيب عن النفط في إقليم الأحساء، وفي أجواء من التفاؤل قام السلطان عبدالعزيز بتأسيس أول شركة نفط مساهمة في سنة 1342هـ -1923م وبعث بخطابات الاكتتاب لرعاياه داخل البلاد وخارجها. وقفة: ونحن نعيش العام 94 لذكرى اليوم الوطني لابد لنا من استشعار اللحمة الوطنية في ظل شريعتنا السمحة، ونستذكر مقولة الرئيس جون كنيدي، وقيل هي لجبران خليل جبران، «لا تسأل ماذا قدم لي وطني، بل أسأل نفسك ماذا قدمت لوطنك؟»، وأضيف عليها وماذا قدمت لدينك وأمتك.  انفتاح علمي وثقافي: منذ توحيد المملكة وهي تسير بخطى ثابتة لمواكبة دول العالم في مسيرتها العلمية والثقافية والحضارية والاقتصادية، ومن ذلك تسجيل معالم بلادنا الطبيعية والجيولوجية والتاريخية والمعمارية والثقافية لدى «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» التراث العالمي (اليونيسكو)، وما تم تسجيله من مواقع لدى اليونسكو تعكس غنى وتنوع التراث الإنساني والأحيائي والنباتي والجيولوجي في المملكة.