صناعة الجلديات والتراث السعودي

on
  • 2025-09-25 11:45:44
  • 0
  • 46

من ضمن الصناعات التقليدية السعودية، تبرز صناعة الجلديات كرمز للحرفية والأصالة، فكيف تطورت صناعة الجلديات التقليدية وتأثيرها على الثقافة السعودية، على خطى الحرفيين الذين ينقلون هذا الفن من جيل إلى جيل، من العباءات الجلدية إلى الأحذية والحقائب المزخرفة، كل قطعة تروي قصة فريدة تعكس عبق التاريخ وعراقة المملكة.

الصناعات الجلدية تشير إلى مجموعة واسعة من المنتجات والسلع التي يتم تصنيعها باستخدام الجلد كمادة أساسية، وتتضمن هذه الصناعة عدة مجالات ومنتجات، من أبرزها: الأحذية، الحقائب والاكسسوارات، الملابس، الأثاث والديكور، ملحقات الأجهزة الإلكترونية، معدات رياضية، وكماليات السيارات.

وتتميز الصناعات الجلدية بكونها واسعة الانتشار ومتنوعة الاستخدامات، وتقدم منتجات تجمع بين العنصر الجمالي والمتانة والجودة.

تصنيع الجلد الطبيعي هو عملية معقدة تشمل عدة خطوات لتحويل جلد الحيوانات إلى مادة متينة ومرنة يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من المنتجاتفكيف تتم هذه العملية ؟

الحصول على الجلد، التنظيف وإزالة الشعر، التخليل، الدباغة، التجفيف والتمديد، والتشطيب، والتقطيع.

لصناعة الجلود تقنياتها الخاصة بدءاً من عملية الصباغة التي تمر بمراحل عدة، اذ يتم غسيل الجلد الخام ثم نزع الصوف عنه ليصبح نظيفاً من اي شوائب. وتأتي بعد ذلك عملية تجفيفه وإعداده للدباغة ولا بد من عمل اساس للجلد بعد ذلك بوضعه في اليود حتى يصبح جاهزاً للتلوين، والتفصيل.

تتمتع صناعة الجلود في المملكة العربية السعودية بعدة مزايا تجعلها قطاعا مهما وواعدا ومؤثرا في الاقتصاد المحلي بالرغم من التطورات الكثيرة التي طرأت على المجالات كافة:

- تقع المملكة العربية السعودية في موقع استراتيجي يسهل الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية.

- السعودية لديها توافر جيد للمواد الخام، مثل الجلود الخام، بفضل قطاع الثروة الحيوانية المحلي، وبالتالي، يمكن أن يساهم ذلك في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الكفاءة.

- تدعم الحكومة السعودية الصناعات الحرفية والتقليدية، بما في ذلك صناعة الجلود، كجزء من رؤيتها لتنويع الاقتصاد.

- الجلود السعودية تتميز بالحرفية العالية والجودة، مع التأكيد على التفاصيل والتصاميم التقليدية.

تألقت صناعة ودباغة الجلود في السعودية خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وجاء تألقها نتيجة عائد اقتصادي كبير لم يلق له التجار السعوديون من قبل بالا نظرا للكلفة الباهظة التي يحتاجها مشروع إنشاء مصنع لدباغة الجلود وصباغتها وإعدادها كخامة جاهزة للتنفيذ.
إلا أن الحكومة السعودية ساهمت كثيرا في مساعدة الراغبين في إنشاء مثل هذه المشاريع، وذلك وعيا منها بأهمية تلك الثروة الهائلة من الجلود المتنوعة التي تنتج عن أضحيات الحجيج في موسم الحج من كل عام، إضافة الى المورد الدائم من تلك الجلود الذي تكتظ به المطابخ الشعبية والمسالخ المحلية في أنحاء المملكة على مدار العام نتيجة الإستهلاك المحلي للحوم بمختلف أنواعها.

وقدحققت السعودية الاكتفاء الذاتي في مجال صناعة الجلود ودباغتها في فترة وجيزة قياسا الى بداية تلك الصناعة التي لا تتجاوز العشرين عاما، ونالت الصناعات الجلدية مركزا متقدما في الصادرات السعودية بمواصفات ومقاييس عالمية مطلوبة، أثبتت جودة عالية تؤكد نقاوة الخامة.
وعلى الرغم من حداثة هذه الصناعة في المملكة تشهد الجلود السعودية طلبا متزايدا في السوق العالمية، حيث تمتاز الجلود السعودية بقلة أمراضها وقلة خدوشها وعيوبها، وبتعدد أحجامها وتوفر الأحجام الصغيرة التي تعتبر مطلوبة جدا، فللحجم أهميته في الدباغة وقوة المنتج، لاستخداماتها الخاصة في بعض أنواع المنتجات قفازات، شنط نسائية، محافظ، كما أن الطرق الحديثة والمستخدمة في إنتاج الجلود في مصانع السعودية تؤدي الى رفع جودة المنتج ومتانته، إضافة الى الأسعار المنافسة بالنظر الى السوق العالمية.

تعد الصناعات الجلدية رمزا من رموز الموروث التراثي الشعبي، والذي يعبر عن الحرفية والأصالة، حيث تمثل كل قطعة قصة فريدة من الفن والصناعة، يتناقلها الحرفيين جيل بعد جيل، وصولًا إلى وقتنا الحاضر، حيث يشهد التراث الوطني اهتمام وعناية رؤية المملكة 2030، مما أسهم في تطوير أساليب صناعتها، وتنوع منتجاتها.