بئر الفقير.. وقصة عتق سلمان الفارسي التاريخية

on
Sorry ... The requested content is not available in this language. Please select another language
  • 2025-10-04 10:12:22
  • 0
  • 31

بئر الفُقَيْر، هي إحدى الآبار الأثرية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي وبالسيرة النبوية، تقع في حي الشريبات في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، بجوار مسجد ومزرعة سلمان الفارسي، رضي الله عنه، تغذيها مياه جوفية يرجع منبعها إلى مياه وادي بطحان، و تقع في الجنوب الشرقي للمسجد النبوي، وتبعد عنه قرابة 3 كلم، ويمكن الوصول إليها عبر طريق الهجرة الفرعي.

بئر الفقير من التفقير وهو حفر الأرض لغرس فسائل النخل، وتسمى أيضا بئر الميثب وبئر سلمان الفارسي رضي لله عنه، وهي بئر تاريخية أثرية قديمة يعود تاريخها إلى مرحلة ما قبل الإسلام. حيث كان يعمل فيها الصحابي الجليل سلمان الفارسي –رضي لله عنه-، ولا تزال حتى اليوم ملامح البئر شاهدة على حادثة شهيرة في السيرة النبوية.

وذلك حين غرس النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضي الله عنهم قرابة 300 نخلة هي قيمة عتق الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه، فأثمرت في العام ذاته، وأصبح سلمان الفارسي حرًّا، نفذ أمر الله عز وجل ويشتريه وكان حينها مملوكاً. روى السمهودي في خبر سلمان أن النبي الكريم اشتراه من قوم من اليهود بكذا وكذا درهماً، وعلى أن يغرس لهم كذا وكذا من النخل، وذكر أيضاً في قصة غرس سلمان: فما عطبت منها ودية ثم أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فهي الميثب، وهي إحدى صدقات النبي الخاتم من أموال مخيريق بالعالية وقصته كما عند ابن إسحاق:

أنه كان حبراً عالماً، وكان رجلاً غنياً كثير الأموال من النخل، وكان يعرف رسول الله بصفته، وما يجد في علمه، وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم أحد، وكان يوم أحد يوم السبت، قال يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت قال: لا سبت لكم، ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد وعهد إلى من ورائه من قومه إن قتلت هذا اليوم فأموالي لمحمد يصنع فيها ما أراه الله، فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل، فكان رسول الله فيما بلغني يقول: مخيريق خير اليهود، وقبض رسول الله أمواله فهي عامة صدقات رسول الله بالمدينة. وكانت هذه الحادثة في المزرعة التي يعمل فيها الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه وفيها بئر الفقير التي جلس عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

حافظت البئر على وجودها عبر العصور، وتم ترميمها والاهتمام بها في العهد السعودي، حيث أعيد تأهيل الموقع وتطويره ليصبح وجهة تاريخية وثقافية بارزة تجذب الزائرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

وتحمل البئر أسماء عديدة، وهي:
1. بئر سلمان الفارسي، وذلك لأنها مرتبطة بواقعة عتق الصحابي سلمان الفارسي من أصحاب المزرعة.
2. بئر الـمِـيْثَب، وهو مال لمخيريق أعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم، فتصدق به عليه الصلاة والسلام.
3. بئر الفُقَير، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين أراد أن يساعد سلمان الفارسي أراد أن يزرع النخل بيده الكريمة، فأمر بإحضار 300 نخلة وقال: فقِّروا لنا، أي: احفروا لنا، فسميت لذلك الفُقَير.

المصادر :

جريدة الرياض / جريدة المدينة
previous topic