غار حراء وأسرار المكان الذي بدأ منه الإسلام
on- 2025-10-26 14:30:09
- 0
- 71
غار حراء هو البيت الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعبد فيه الليالي ذوات العدد من رمضان في الجبل، قبل هبوط الوحي عليه، نزلت فيه الآيات الأولى من القرآن، سمى جبل النور في الإسلام. أقام فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فترة طويلة إلى قبل بعثته بستة أشهر، حتى جاءه الروح الأمين وكان قد بلغ أشده، وبلغ الأربعين من عمره، وأنزل عليه الآيات الأولى من سورة العلق.
المقصود بغار حراء: غار حراء، لغة: بيت منحوت في الجبل، فإذا اتسع كان كهفًا كما في اللسان [لسان العرب لابن منظور، مادة (غور) ط دار المعارف].
اصطلاحًا: هو البيت الذي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحنث فيه الليالي ذوات العدد من رمضان في الجبل، قبل هبوط الوحي عليه، والذي نزلت فيه الآيات الأولى من القرآن، وكان يسمى حراء في الجاهلية، ثم سمى جبل النور في الإسلام.
السبب في تغير التسمية: هو أن جبريل عليه السلام نزل فيه على محمد -صلوات الله وسلامه عليه- مخبرًا إياه أن الله تعالى قد اختاره خاتمًا للمرسلين ونبيًا للإنس والجن أجمعين، فانبثاق هذا النور منه هو السبب الذي من أجله عدل الناس عن إطلاق لفظة حراء إلى لفظة نور.
يقول العلماء إن العرب في الجاهلية كانوا يجلون رمضان، ويأوون فيه إلى الكهوف والغيران، لتقديس الله بعيدًا عن الناس وما هم منغمسون فيه من شواغل النفس وهموم العيش، ومن أجل هذا كان محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا أقبل رمضان أعدت له زوجه خديجة - رضى الله عنها - الزاد والماء، وآوى إلى غار حراء، فأقام فيه ما شاء الله مفكرًا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء، باحثًا عن الطريق الذي إذا سلكه خلص الناس من الشرك وهداهم إلى الحق.
علامات ظهور النبوة: وكانت إقامة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الغار تزداد من سنة إلى سنة، حتى إذا لم يبق على اصطفائه سوى ستة أشهر، أخذت تظهر عليه علامات لم تكن تظهر عليه من قبل. [صحيح البخاري ١/ ٥ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ١٤١٤هـ-١٩٩٤م].
منها:
١ - طول الإقامة في الغار.
٢ - لم يكن يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
٣ - لم يكن يمر على صخرة ولا شجرة إلا صلت عليه. [الاكتفاء في مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ١/ ٢٦٣ لأبى الربيع الكلاعي].
حتى جاءه الروح الأمين وكان قد بلغ أشده، وبلغ الأربعين من عمره، وأنزل عليه الآيات الأولى من سورة العلق وهي قوله سبحانه: { ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ * ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ * ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ * عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ} [العلق:١ – ٥].
"اقرأ".. كانت الكلمة الأولى التي هبط بها الوحي على النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في "غار حراء"، الذي يقع على ارتفاع 634 متراً في جبل النور، ومنه انتشر الإسلام إلى العالم.
جبل حراء له أسماء عديدة منها جبل القرآن، وجبل الإسلام، ولكنه يعرف حالياً بجبل النور، يصل ارتفاع جبل حراء إلى 642 متراً، ولكنه شاق على من يصعده حيث يصبح انحدار الجبل شديداً من ارتفاع 380 متراً حتى يصل إلى ارتفاع 500 متر، ثم يستمر بانحدار قائم الزاوية تقريباً إلى قمة الجبل في شكل جرف، وتبلغ مساحته 5.25 كم مربع.
يقع جبل النور، في الشمال الشرقي لمكة المكرمة، ويقع في أعلاه غار حراء، محضن أول آية أنزلت في القرآن الكريم، ومقر خلوة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم قبل بعثته. فيه تم أول لقاء مع جبريل عليه السلام حاملا بشرى النبوة لمحمد بن عبد الله تمهيدا لحمل الرسالة إلى الثقلين الإنس والجن.
وأشارت مصادر تاريخية إلى أنه لا يوجد جبل بمكة ولا بالحجاز ولا بالدنيا كلها يشبه جبل حراء، فهو فريد الشكل والصورة، قمته تشبه الطربوش الذي يلبس على الرأس أو كسنام الجمل، أو كالقبة الملساء.
يشرف جبل النور على أباطح مكة، ويبعد عن المسجد الحرام نحو عشرة كلم، وهو متميز بتشكيله الصخري الذي لا تخطئه أعين القاصدين خصوصا المتجهين إلى مدينة الطائف عبر طريق السيل الكبير، وقد وصفه مسلم ابن خالد بأنه "جبل مبارك قد كان يؤتى".
وللجبل فضائل أوردتها كتب التاريخ على أنه أحد الجبال الخمسة، التي بنى بها أبو الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام الكعبة المشرفة، فقد أورد أبي الوليد الأزرقي في كتابه (أخبار مكة وما جاء فيها من آثار) عن سعيد عن قتادة في قوله عز وجل: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد" قال: (ذكر لنا أنه بناه من خمسة جبال: من طور سيناء، وطور زيتا، ولبنان، والجودي، وحراء. وذكر لنا أن قواعده من حراء).
وأورد الأزرقي في كتابه أيضا (عن أنس ابن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما تجلى الله عز وجل للجبل "طور سيناء" تشظى فطارت لطلعته ثلاثة أجبل فوقعت بمكة، وثلاث أجبل فوقعت في المدينة، فوقع بمكة حراء وثبير وثور، ووقع بالمدينة أحد، وورقان، ورضوى).
في قلوب المسلمين عاطفة خاصة نحو هذا الجبل وبقية المواقع التاريخية في مكة والمشاعر المقدسة، رغم قلة المعلومات المتوفرة عنها، ويغلب عليهم توارث حبها جيلا بعد جيل، ويتحينون الفرصة لزيارة الأراضي المقدسة حجاجا ومعتمرين لمشاهدة مرابع أسلافهم الأوائل، واستحضار بدايات تاريخهم الديني والروحي.
غار حراء هو المكان الذي كان يعتكف فيه النبي ﷺ للعبادة والتأمل قبل البعثة. في هذا الغار نزل جبريل عليه السلام على النبي ﷺ لأول مرة، حاملاً أولى آيات القرآن من سورة العلق. وكان النبي ﷺ قد بلغ الأربعين من عمره، وقد اعتاد التعبد في هذا الغار خلال ليالي شهر رمضان قبل أن يُبعث بالرسالة بستة أشهر تقريبًا.
إن الغار الشهير أصبح مذكّراً للأمة الإسلامية بنبيهم، وببداية دينهم وأصبح مزاراً في مواسم الحج والعمرة، حيث لا يخلو في أي ساعة من نهار أو ليل من تواجد الزوار من مختلف الجنسيات القادمة من شتى أنحاء العالم.