الحلم والصبر والعفو والشجاعة..من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

on
Sorry ... The requested content is not available in this language. Please select another language
  • 2015-11-02 11:09:57
  • 0
  • 7125

إن الحلم والاحتمال والصبر والعفو معانيها كلها متقاربة فهي كلها مما أدّب الله به نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
فقال تعالى : { خُذ العفو وأمُر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } سورة الاعراف.
والعرف هو كل ما فرض الله فعله أي كل الواجبات الدينية. وإن المطالع لسيرة الرسول الاعظم يعلم أنّه كان من صفاته أن يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن الى من أساء اليه
وإنّه كان لا يزيده كثرة الاذى عليه إلا صبرا وحلما.

قال تعالى في خطابه للرسول عليه الصلاة والسلام : { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل } سورة الاحقاف.
تقول السيدة الجليلة عائشة زوج النبيّ في وصفه صلى الله عليه وسلم : " وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله في شيء فينتقم بها لله " رواه البخاري.

ومن آثار صبره وعفوه أنّه يوم أحدابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون"
فانظر، أخي المسلم، ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الاحسان وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر على السكوت عنهم بل ودعا لهم، أي للمشركين، بالهداية فقال
" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
ولما تصدى أحد المشركين وهوغورث بن الحارث ليفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم والرسول نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل والسيف في يده فقال المشرك للرسول " من يمنعك مني "
فقال له عليه الصلاة والسلام بلسان التوكل واليقين " الله " فسقط السيف من يده فأخذه النبيّ وقال للرجل " من يمنعك مني " قال " كن خير آخذ " فتركه وعفا عنه فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس ".

ومن أوصاف النبي الشجاعة والنجدة وكان عليه الصلاة والسلام منهما بالمكان الذي لا يُجهل وقد حضر المواقف الصعبة وفرّالكُمَاةُ والاشداءُ عنه غير مرة وهو صلى الله عليه وسلم ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبرولا يتزحزح.
وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى البيهقي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في شجاعة الرسول في المعارك " إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم
فما يكون أحد أقرب الى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدرونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ". وكان الرسول أشد الناس يومئذ بأسا.
ويوم حنين لما التقى المسلمون والكفار ولّى بعض المسلمين مدبرين والرسول لم يفر فطفق عليه الصلاة والسلام يُركض بغلته نحو الكفار وأبو سفيان آخذ بلجامها يكفها بغية أن لا تسرع والرسول الاعظم يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". رواه البخاري.
أخي المسلم، ما أجمل أن تقتدي بالنبيّ وأن تكون صاحب حلم وصبر وعفو وشجاعة تصبرعلى أذى الناس وتعفوعمن أساء اليك وتدافع عن دين الله بإقدام وشجاعة .


تعلَّموا العلم و الحلم و الصبر قال الأحنف بن قيس : تعلموا العلم و الحلم و الصبر فإني تعلمته .
فقيل له : ممَّن ؟
قال : من قيس بن عاصم .
قيل : و ما بلغ من حلمه ؟
قال : كُنَّا قعوداً عنده إذ أُتي بابنه مقتولاً، و بقاتله مكبولاً،
فما حل حبوته ولا قطع حديثه حتى فرغ .
ثم التفت إلى قاتل ابنه فقال : يا ابن أخي ما حملك على ما فعلت .
قال : غضبت .
قال : أ وَكلما غضبت أهنت نفسك وعصيت
ربك وأقللت عددك،اذهب فقد أعتقتك .
ثم التفت إلى بَنيه،فقال:يا بني اعمدوا
إلى أخيكم فغسلوه و كفنوه ،
فإذا فرغتم منه فأتوني به لأصلي عليه .
فلما دفنوه قال لهم : إن أمه ليست منكم و هو من قوم آخرين
فلا أراها ترضى بما صنعتم فاعطوها ديته من مالي

previous topic