هكذا هي الدنيا سعادة القائد
- بقلم أ / خالد ال جربوع
- 10/10/2018
الحياة صعبة وقويه لمن جعلها هما له وغاية ونهايتها مريرة قاسية وهذا يتجلى في سعادة ذلك القائد العسكري الذي يحمل فوق أكتافه نجوم كثيرة وتيجان جميله ويعلو صدره أوسمة ملونه وبطولات مدويه وجسم تخالطه عضلات قويه مما جعله يتباهى بنعمة الله على خلقه وكان لايتجاوب مع مدرسة أبنائه عند استدعاءه لحل مشكلات قصورهم السلوكي أو التعليمي وإن حضر إليها يأتي ببدلته البراقة وسيارته الفاخرة متكلما بصوت ضخم وثقة زائده في نفسه وفِي تربية أبناءه ولكن سرعان ما تبدل الحال بين عشية وضحاها وذلك عندما قابلته في مكتب مدير المدرسة بوجه شاحب وجسم نحيل عليل وصوت منكسر شارحا لمدير المدرسة حاله معترفا بتقصيره طوال فترة عمله في علاقته مع أبناء عمومته وأقاربه بل ومع زملاء عمله والقصور الأعظم تجاه أسرته بعد أن أعطى منصبه وجمال حياته الكثير مضحيا بتلك العلاقات الأسرية والإنسانية متناسيا أنه سيكبر به السن وتنتهي وظيفته وتنقطع علاقاته المبنية على ( تبادل المصالح والأنانية) مثمنا جهود زوجته ومعاناتها طوال حياته العمليه في تربيتها لأبنائها مكتشفا ذلك الفراغ وما يسمى تربويا ب ( حنان الأبوة ) تجاه أبناءه محاولا جمع أوراقه من جديد بعد تقاعده ولكنها صعبة المنال فالجاه زال والقوة ضعُفت والأمراض تلاطمه بين حين وآخر فجعلني أستذكر تلك الندوة والتي أقمتها بعنوانها { توازن الحياة } أي الوسطية في كل تصرف حتى لاتصرف جهدك ووقتك في جزء من حياتك وتفقد أشياء ثمينه في حياتك قد تكون هي مستقبلك في الدنيا وراحتك في الآخرة وهذي هي الحياة فلابد من معرفتها جيدا وربطها بطاعة الله مستعينا به حتى تُوفق للخير والسداد.
بقلم الكاتب أ / خالد ال جربوع
لا تتوفر تعليقات بالوقت الحالي