قرية أشيقر التراثية روح الأصالة و العراقة
on- 2022-03-06 12:20:32
- 0
- 1344
تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من القرى التراثية التي عبَرت عن حضارة وتاريخ تلك الأمكنة، إلا أنَ البعض منها سطَر أنموذجاً استثنائياً، مزج بين المقومات السياحية الفريدة والفن المعماري الفذ والطبيعة الخلابة، وكرم أهالي تلك المنطقة وجودهم، وأحد تلك النماذج هي قرية أشيقر
تقع أشيقر في قلب نجد، على مساحةٍ من الواحات الممتدَّة على بعد ٢٠٠ كم شمال غرب الرياض، وتعكس روحًا من أصالة وعراقة المجتمع السعودي.
استقرّ البدو فيها لأول مرة منذ ١٥٠٠ عام، وسرعان ما تنامى عمرانها وتطوَّر بنيانها؛ لتصبح نقطة توقُّفٍ شهيرةٍ لقوافل الحجَّاج المتجهين إلى "مكَّة المكرَّمة"، وذلك لعيونها وبساتينها ونخيلها الخلاّب.
ولا تزال أشيقر – تصغيرٌ لكلمة شقراء، والتي ترمز إلى الجبال المكسوَّة بالحُمرة، والتي تعتلي بيوتها الطينيَّة الصفراء - بلدةً صغيرة المساحة محدودة التعداد، تحوي عددًا من المدارس والمتاجر والمساجد الكامنة بين ممراتها التراثيَّة الضيِّقة،
تُعبر قرية أشيقر عن روح الأصالة والعراقة، حيث الفن المعماري الذي لم يتلاش أو يتقادم سحره مع مرور السنوات، إضافةً إلى أنها محاطة بجدرانٍ سميكة تظلُّ أزقتها المتعرِّجة، وممراتها الضيقة المؤطَّرة بالخشب، والتي تخترق بدورها مئات المنازل الطينية الأثرية المزيَّنة ببساتين النخيل، فترسم لوحةً عريقة للتصميم المعماري النجدي بنوافذها وأسطحها المثلَّثة وأبوابها الخشبيَّة، التي نُحت على بعضها أسماء العوائل التي سكنت فيها.
يستطيع الزائر للقرية، دخول بعض المنازل الأثرية الخالية من السُكَان والتي أعيد ترميمها مؤخراً، وتسلُّق السلالم لإلقاء نظرةٍ استكشافية على الواحات والمزارع المحيطة بها، إضافةً إلى القيادة على الطرق الجبليَّة القريبة من القرية والاستمتاع بمنظر غروب الشَّمس وتأمُّل الأطراف المترامية في المنطقة.
وتحوي القرية أيضاً بعض المتاحف الثمينة أبرزها «متحف السالم»، الذي أنشأه سكَّان أشيقر، وهو يضم مجموعةً متنوعة من القطع الأثريَّة، الملابس المطرَّزة، المجوهرات، الخزف، الأسلحة وأدوات الطَّبخ.
تُعد قرية أشيقر، واحدة من أنجح تجارب الاستثمار السياحي في المملكة، وإحدى التجارب الفريدة التي تعكس تكاتف أهالي القرية وحرصهم على المحافظة على تراثهم الثقافي والاستثمار فيه، حيث أصبحوا مثالاً رائداً في السياحة التراثية، وذلك من خلال قيامهم بترميم منازلهم القديمة وتجهيزها بخدمات الضيافة للزوار، فبلغ عدد المنازل المرممة بشكل كامل أكثر من مائة منزل خلال عام 2019م، أضف إلى ذلك، مايتحلون به من روح ترحابية وود، وسرد للقصص التاريخية عن القرية للزوار، ما جعل منها مقصداً أولياً للكثير من السائحين من خارج المملكة وداخلها.