منطقة الجوف مفخرة التراث السعودي
on- 2022-08-06 11:02:33
- 0
- 1231
عندما نتحدث عن آثار منطقة الجوف، فنحن نتناول تاريخاً سحيقاً يعود لتاريخ الاستيطان البشري في هذه المنطقة.
ولأهمية منطقة الجوف في الجانب الأثري فقد كانت ولا تزال مقصداً لكثير من الرحالة والمؤرخين ولاتكاد تخلو أي مدينة من مدن الجوف من معلم أثري يرتبط بأمة من الأمم.. من هنا ندعوكم لسياحة أثرية عن هذه المنطقة الهامة .
تعد منطقة الجوف من أغنى مناطق المملكة بالتراث الأثري والإنساني وذلك لقدم الاستيطان بها حيث انتقلت الحضارة العربية من شمال الجزيرة العربية إلى جنوبها وليس العكس كما هو شائع بأنها جاءت من جنوب الجزيرة العربية، ذلك أن الحضارة التي اكتشفت في جنوب الجزيرة العربية كانت متكاملة في الوقت الذي تؤكد الحفريات وجود الحضارة الإنسانية في منطقة الجوف منذ أكثر من مليون سنة مما يعني أن الحضارة الإنسانية في منطقة الجوف منذ أكثر من مليون سنة مما يعني أن الحضارة الإنسانية لهذه المنطقة قد بدأت من هنا، ويؤكد الدكتور عبدالرحمن الأنصاري أن منطقة الجوف قد عرفت في تاريخها الغابر خمس ملكات وأنه لابد وأن تكون بلقيس واحدة من ملكات تلك المنطقة وهاجرت مع من هاجر إلى جنوب الجزيرة العربية، مضيفاً أن الكتابة العربية انتقلت هي الأخرى من شمال الجزيرة العربية "دومة الجندل" إلى مكة المكرمة..
وتدل الآثار على وجود حياة منظمة في هذه المنطقة منذ ما قبل التاريخ المدون للمنطقة قبل العهد الآشوري والمتمثلة في بعض المواقع التي تعود للعصر البالوليثي القديم والعصر النيوليثي كما يوجد في موقع آثار الرجاجيل مجموعات من الأعمدة الحجرية التي تعود إلى العصر التشالكوليثي في الألف الرابع قبل الميلاد.. وهنا إطلالة مختصرة على أهم آثار المنطقة:
موقع الشويحطية
يؤكد المؤرخون على أن موقع الشويحطية شمال سكاكا هو أقدم مكان استوطن فيه الإنسان في الجزيرة العربية وهو رأي الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار السعودي المعروف، الذي يؤكد أن الحضارة العربية انتقلت من شمال الجزيرة العربية إلى جنوبها وليس العكس كما هو شائع بأنها جاءت من جنوب الجزيرة العربية ويبرر الدكتور الأنصاري ذلك بقوله إن الحضارة التي اكتشفت في جنوب الجزيرة العربية كانت متكاملة في الوقت الذي تؤكد الحفريات وجود الحضارة الإنسانية في منطقة الجوف منذ أكثر من مليون سنة مما يعني أن الحضارة الإنسانية لهذه المنطقة من العالم قد بدأت من هنا، ويؤكد الدكتور الأنصاري أن منطقة الجوف قد عرفت في تاريخها الغابر خمس ملكات وأنه لابد وأن تكون بلقيس واحدة من ملكات تلك المنطقة وهاجرت مع من هاجر إلى جنوب الجزيرة العربية، مضيفاً أن الكتابة العربية انتقلت هي الأخرى من شمال الجزيرة العربية "دومة الجندل" إلى مكة المكرمة مشيراً إلى أن هناك من الدلائل والشواهد التي تؤكد ثراء الشمال بحضارته وإنسانه. وقد عثر على بعض القطع التي تعود إلى حقبة العصر الحجري القديم التي ترجع إلى فترة ما قبل مليون عام وهي معروضة اليوم في متحف دومة الجندل ومتحف دار الجوف للعلوم.
مسجد عمر بن الخطاب
وهو أحد أهم المواقع الأثرية في منطقة الجوف والذي ينسب بناؤه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويتميز بمئذنته الفريدة من نوعها في الجزيرة العربية والتي يقول بعض المؤرخين انها أول مئذنة في الاسلام وهذا ما يؤكده المؤرخ حسين مؤنس، وقد وصفها أحد الرحالة الذين زاروا المنطقة في القرن التاسع عشر أنها تشبه المسلة ولها ارتفاع 15متراً، وقد أعيد ترميم بناء المسجد مؤخراً إلا أن المئذنة بقيت محافظة على شكلها منذ أن بنيت قديماً.
بلدة الطوير القديمة
"لقطة"
ويوجد فيها بقايا سور قديم وتم العثور على خزفيات تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، كما توجد فيها قلعة الطوير التي يوجد عليها عدد من النقوش الثمودية والنبطية والرسوم.
قلعة زعبل
وتقع هذه القلعة على رأس جبل في الطرف الشمالي الغربي لمدينة سكاكا وهو عبارة عن سور مبني من الحجر والطين وله أربعة أبراج في زواياه ويتم الوصول إلى القلعة بواسطة طريق وحيد ومتعرج، وقد وقفت القلعة حامية للمدينة ردحاً من الزمن بسبب قوة تحصيناتها وصعوبة الوصول إليها، ويتداول الأهالي قصصا اسطورية عن هذه القلعة ووقوفها صامدة في وجه الغزاة الذين أرادوا هدمها لأهميتها الاستراتيجية.
بئر سيسرا
تعتبر بئر سيسرا المنحوتة في الصخر احد ابرز آثار المنطقة، والتي تعود تسميتها للقائد العسكري الكنعاني سيسرا والذي حارب اليهود في فلسطين وكان قائداً لجيش الكنعانيين ويرد ذكر اسمه في النصوص التوراتية والمسيحية على أنه عدو لليهود. وتتميز البئر بوجود درج منحوت في الصخر، كما أن فيها نفقاً يصل إلى خارج المدينة.
مغيرا والمدارة
وموقع مغيرا يوجد به بعض برك المياه المحاطة بالجدرات الحجرية وموقع المدارة قرب الرجاجيل وقد عثر فيها على بعض النقود التي تعود إلى العصور الإسلامية.
أعمدة الرجاجيل
إن أقدم المواقع الأثرية في المنطقة يعتقد بأنها أعمدة الرجاجيل والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة سكاكا ويوجد بها خمسون مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والمسماة بالرجاجيل في دائرة كبيرة غير منتظمة يبلغ نصف قطرها أربعمائة متر تقريباً، ويقول بعض المؤرخين انها ربما تعود لمعبد للألف الرابع قبل الميلاد، يحتوي الموقع على حوالي خمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والكثير من الأعمدة محطم وملقى على الأرض، وتتوزع المجموعات في تلك الدائرة الكبيرة التي تشرف على سهل رملي واسع وتضم كل مجموعة من عمودين إلى عشرة أعمدة ارتفاع الواحد منها ثلاثة أمتار تقريباً. ويذكر الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار المعروف أن الافتراضات الأثرية تعتقد بأن الموقع يعود إلى الأف الرابع قبل الميلاد، والموقع بحاجة إلى إجراء تنقيبات مختلفة للوقوف على أسراره وغوامضه إذ إن تلك الأعمدة تشبه إلى حد كبير تلك الأحجار الموجودة في بريطانيا والتي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. ويشير الأنصاري إلى أن هذا الشكل الحجري قد يكون مرتبطاً بطقوس عقائدية في أغلب الظن، أو هو بمثابة أحد الأشكال الاستدلالية بعلم النجوم والفلك وهناك من يقول ان هذه الأعمدة ما هي إلا شواهد على قبور علية القوم من الشعوب القديمة التي سكنت منطقة الجوف، وتشير وثيقة موجودة بمتحف دومة الجندل إلى أنه يبدو أن الوضع الاقتصادي للمناطق الداخلية في الجزيرة العربية، وهي المناطق الواقعة إلى الجنوب من صحراء النفود استمر على حاله حتى الألف الثاني قبل الميلاد تقريباً ويتمثل في مزاولة رعي الماشية من الماعز والأبقار والأغنام بالإضافة إلى الاعتماد على ممارسة الصيد وجمع القوت كما كان سائداً آنذاك.وتضيف الوثيقة أنه في حوالي عام 4000قبل الميلاد دخل شمال الجزيرة العربية نفوذ حضارة العصر الحجري الحديث "الفخار" التي كانت تستخدم الفخار وتمارس الزراعة البسيطة والصيد والرعي، وقامت هذه الحضارة في شمال الجزيرة العربية لتشكل جزءاً من حضارة أعم امتدت خلال الألف الرابع قبل الميلاد إلى سيناء وشرق الأردن وجنوب سورية وغرب العراق واطلق عليها حضارة العصر الحجري/ المعدني لاكتشافها أسلوب صهر النحاس، وتتميز هذه الحاضرة بقرى الدوائر الحجرية التي ربما كانت تستعمل للسكن الموسمي وتشير الوثيقة إلى موقع الرجاجيل بقولها:
ثمة مجمع مثير من الحجارة والركامات قرب سكاكا يعرف باسم أعمدة الرجاجيل وكان مركزاً هاماً له نظائر في سيناء.
ويرى بعض الباحثين بناءً على ملاحظتهم للموقع أن دائرية المجموعات الحجرية تضفي بعداً جدارياً للمكان، وقد يوحي ذلك بأنها ربما كانت جزءاً من سور طويل ملتف بالقرية وذلك بناءً على فرضية ما تعنيه الحجارة المتكسرة والمتكومة في دائرة منتصف الموقع مما يشير إلى أنها ربما كانت مذبحاً تقدم فيه القرابين أو غير ذلك.
إن أعمدة الرجاجيل موقع مهم من المواقع الأثرية في شمال المملكة وهو ينتظر جهود الباحثين والعلماء من أجل فك تلك الرموز والألغاز التي تحيط بوجوده لا سيما وأن كتابات ورسوماً متعددة توجد على بعض تلك الأعمدة ويمكن من خلالها الاستدلال على تاريخ هذا الموقع الفريد في شمال الجزيرة العربية.
قلعة مارد ومدينة دومة الجندل القديمة
يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل تلخونو وتبؤة وتارابوا وزبيبة وسمسي، حتى أن تغلث فلاشر الثالث 744727ق،م وسرجون الثاني 721705ق،م في ذكرهما للجزية التي أرسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وإن آمار السبئي وهذا المركز الرفيع الذي تبوأته دومة الجندل يمكن أن يفسره القول بأن بعض الآلهة مثل "دلبات وأشتار اتارسامين" كانت لها تبعية وامتياز عظيمان في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت ومن المعروف أنه كان لدلبات معبد هام في دومة الجندل، ولكن النصوص لم تحدد الزمن الذي بنيت فيه قلعة مارد أو من قام ببنائها. ويذكر الرحالة الواس موسيل أن الملكة سمسي ملكة دومة الجندل قد أثارت نقمة الحاكم الآشوري "تغلات فالشر 732قبل الميلاد" بعد مساعدتها لملك دمشق ضد الأشوريين فما كان منه إلا أن جهز حملة عسكرية لأخضاع المملكة العربية، وقد ذكر النص الأشوري أن الملكة سمسي قد اصيبت بخسائر فادحة جداً إذ قتل ألف ومائة رجل وثلاثون ألف جمل وعشرون ألفاً من الماشية، وقد دعم خبر الانتصار هذا بأن صوراً على اللوح الذي ورد فيه الخبر منظر فارسين اشوريين يحملان رمحين ويتعقبان أعرابياً راكباً جملاً، وتحت أعقاب الفارسين وأمامهما جثث الأعراب الذين خروا صرعى على الأرض. وقد ذكر أن الاشوريين وجهوا اهتمامهم إلى دومة الجندل مرة أخرى حينما هاجم الملك سنحاريب دومة الجندل سنة 689قبل الميلاد، كما هاجم البابليون المدينة كالهجوم الذي شنه الملك البابلي "نبوخذ نصر" على قبيلة قيدار والهجوم الذي شنة الملك البابلي نابونيد 539/556قبل الميلاد على دومة الجندل في السنة الثالثة من حكمه. ويذكر المؤرخون أن الملكة العربية الشهيرة زنوبيا التي حكمت تدمر بين 267و 272م قد غزت دومة الجندل لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فعادت من حيث أتت وقالت قولتها الشهيرة: "تمرد مارد وعز الأبلق". وقلعة مارد عبارة عن قلعة مسورة تنصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأعيد بناء بعض أجزائها إلا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان، وشكل البناء الأصلي مستطيلا إلا أن بعض الاضافات بما فيها أبراج مخروطية احدث في ازمنة متأخرة والجزء السفلي من هذا البناء بني من الحجارة أما الجزء العلوي فهو من الطين. وقد كشفت الحفريات القليلة والتي جرت على الجزء الأسفل من القلعة عام 1976م عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد لكن تحديد الزمن الذي تعود إليه هذه القلعة لم يبت إلى الآن إلا أن الحفريات التي ربما يقوم بها عالما الآثار الدكتور عبدالرحمن الانصاري والدكتور خليل المعيقل للمدينة القديمة ربما توضح التاريخ الحقيقي لبناء هذه القعلة العتيدة. وفي كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر عن قلعة مارد: لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتداً نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الصحن، والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهده كل من يقدم إليه من أي جهة من مسافات بعيدة، والحصن مرتفع ارتفاعاً شاهقاً وهو مبني من الصخر القوي. وأشار الدكتور جواد علي في كتابه المفصل إلى وجود كتابات ثمودية يظهر عليها أثر عبادة صلم وقال ان مدينة تيماء كانت من أهم الأماكن التي كانت تقدس هذا الوثن حوالي سنة 600قبل الميلاد ويرمز أهل تيماء إلى صلم برأس ثور، ووجد هذا الرمز على النقوش الثمودية كما وجدت أسماء بعض الآلهة التي كانت ثمود تعبدها وهناك وصلات ثقافية ودينية بين تيماء وثمود وورد اسم صلم في النقش الروماني الذي عثر عليه في دومة الجندل، ويقول عبدالله التميم في كتابه صور تاريخية عن حضارة الجوف ان عصر بناء القلعة هو عصر حياة أمة تتصف بقوة جبارة وقد يكون لثمود قوم صالح عليه السلام دور في بناء بعض منه. والحصن عبارة عن ابنية وقلاع وحصون وشيدت ابراج المراقبة على امتداد الحصن من قطع حجرية صلبة تستطيع الاحتفاظ بلونها الأحمر الفاتح لأزمنة طويلة من دون ان ينالها أي تغيير، والمنطقة كانت محصنة بسور من الحجر لصد هجمات الغزاة والدخول إليها يتم عن طريق مدخليها الرئيسيين أحدهما قرب الحصن في الجنوب والآخر من جانب البرج في الشمال، ولهما بابان قويان ومصاريعهما واقفالهما حديد وشدت حولهما سلاسل حديد.
وبعد ظهور الإسلام كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في السنة الخامسة للهجرة "626م "لكن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين، أما الغزوة الثانية لدومة الجندل فقد كانت في السنة السادسة للهجرة "628"م وهناك رواية عن سبب هذه الهجرة تقول والظاهر ان شرهم لم ينقطع عن تجار المدينة حتى اضطر الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" أن يرسل إليهم سرية عليها عبدالرحمن بن عوف. والثانية لدومة الجندل لكن يبدو أن السلام لم يستقر فيها فجاءت الغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة "630"م، ويظهر أن الأكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الامبراطور البيزنطي هرقل واصل تعرضه للقوافل التجارية إلى المدينة المنورة بسبب اعراض التجار عن التوقف في مدينته ووجه الرسول صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً، وكانت تبوك منطلقاً للغزو، ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة فمنهم من يقول إن خالداً قد اخضع دومة الجندل وأخذ ملكها أسيراً فيها. وتقول رواية أخرى أن خالد بن الوليد أطلق الاكيدر ليقوم باقناع أخيه حسان الذي كان لا يزال معتصماً داخل القلعة بفتح أبوابها للمسلمين إذ قيل أن أسر الأكيدر تم أثناء قيامه بمطاردة بقرة وحشية خارج القلعة، وقد عد الأكيدر من ذوي الشأن في عصره فقد قال الجاحظ: ان من القدماء في الحكمة والرياسة والخطابة عبيد بن شربه الجرهمي واسقف نجران، وأكيدر صاحب دومة، وكانت توجد لدومة الجندل علاقة بالقوتين العظميين آنذاك الفرس والبيزنطيين وتوجد رواية تصف كيف أن الأكيدر أهدى الرسول صلى الله عليه وسلم جبة من صنع الساسانيين.
حي الدرع
يعتبر حي الدرع أحد الآثار الباقية من مدينة دومة الجندل القديمة والتي سلمت من معاول الهدم التي طالت سوق دومة الجندل التاريخي قبل حوالي 25عاماً.. ويذكر الدكتور خليل المعيقل أن منشآت الحي تعود إلى العصر الإسلامي الوسيط لكنها تقوم على طبقات أثرية وأساسات تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد. ويتميز الحي بعقوده الحجرية ومبانيه الحجرية وأزقته ووقوعه بين البساتين ومسارب الماء التي كانت تؤمن الحياة لساكني الحي من العيون القريبة.
مدينة سكاكا القديمة
تنتشر النقوش الثمودية والنبطية في مدينة سكاكا مما يؤكد قدم استيطان المدينة، يؤكد الدكتور خليل المعيقل العثور على كسر من الفخار تعود للعصر الحديدي المتأخر في القرن الخامس الميلادي. وقد أشار المؤرخ ياقوت الحموي في القرن الخامس الهجري إلى مدينة سكاكا بوصفها احدى المدن التي منها دومة الجندل مبيناً أنه يحيط بها سور كما هي دومة الجندل. ولم تنقطع الحياة المدنية عن مدينة سكاكا طوال العصور وهو ما يفسر اندثار كثير من آثارها التي لم يبق منها سوى مبنى قلعة زعبل والحي القديم أسفلها إضافة إلى الشواهد الحجرية الموجودة.
قصر كاف وتل الصعيدي
يعتبر قصر كاف احد القصور القديمة في محافظة القريات الذي أعيد بناؤه في اواسط القرن الهجري الماضي على انقاض قصر قديم قبل توحيد المملكة ويدل على ذلك وجود بعض النقوش والرسوم على حجارة القصر التي لا تنتمي إلى فترة بنائه المتأخرة. أما تل الصعيدي فيشرف على بلدة كاف ويوجد على قمته أبراج وفي وسطه صهريج للماء.
قصر المذهن
وهو بناء من الحجارة السوداء في القريات، وفيها بعض النقوش التي تؤكد أن القصر بني على انقاض بناء قديم ويعتقد أن البناء الأخير يعود للعصور الاسلامية المبكرة.
تل الصعيدي
ويطل تل الصعيدي على كاف ويوجد على سفحه بعض الآثار القديمة.
الأشجار والأسماك المتحجرة
يذكر الدكتور زغلول راغب النجار الاستاذ في جامعة البترول والمعادن بالظهران سابقاً والعالم العربي الشهير في حديث له أن أفضل موقع يمكن مشاهدة بقايا العصر الجيولوجي الديفوني الذي يعود إلى 400مليون سنة من عمر الأرض في الجزيرة العربية هو في منطقة الجوف حيث بقايا الغابات الهائلة المتحجرة شمال سكاكا وحيث بقايا الأسماك المطبوعة على بعض الأحجار، ويوجد في المنطقة آلاف الأشجار المتحجرة والأسماك المطبوعة على بعض الأحجار.
الرحالة الأجانب
وقد زار المنطقة العديد من الرحالة الأوروبيين الذين اثروا المكتبة العالمية بتاريخ المنطقة والجزيرة العربية منهم أولريخ سيتزن 1810م، والرحالة جورج اوغست والن 1845م الذي وصف طباع أهل الجوف بانهم مضاييف كرماء ومهذبون مع الغريب وأنه لم يلتق حتى بين اكرم عرب الصحراء قبيلة تفوق أهل الجوف في أفضالهم ولم يستقبله أحد أفضل من استقبالهم له، وأهل الجوف كما يقول يشتهرون بمواهبهم الشعرية وأنه كان يستمتع بالاستماع إلى الشعر والغناء بمصاحبة آلة البلاد الموسيقية الساحرة، والرحالة وليم بالجريف 1862م الذي وصف أشجار المشمش والبرقوق والتين والعنب في منطقة الجوف التي تتفوق في الطعم وفي كمية الانتاج على مثيلاتها في دمشق أو على هضاب سوريا وفلسطين والرحالة كارلو جوارماني 1846م والرحالة دوتي 1878م والرحالة الليدي انبلنت 1869م والرحالة دوتي 1878م والرحالة الليدي انبلنت 1869م والرحالة ايوتنغ 1884م والرحالة تشارلز هيوبر 1883م إضافة إلى عدد كبير من الرحالة الآخرين الذين تعاقبوا على الوصول إلى المنطقة مع بداية القرن العشرين.