محمية جرف ريدة لوحة طبيعية في جبال السروات

on
  • 2022-08-14 13:59:55
  • 0
  • 574
"مصيف أبها منزل العز والخير" بهذه الكلمات وصف الأمير خالد الفيصل منطقة عسير، لجمال طبيعتها الخلابة وأجوائها المميزة، محمية جرف ريدة والتي تعد جزءاً من منطقة عسير تتميز بالغطاء النباتي والأمطار على مدار العام، وكما وصفها الكثير بالجنة لجمال طبيعتها واعتدال جوها .
 
​​تقع محمية جرف ريدة جنوب غرب المملكة ضمن جبال السروات​ و تبعد حوالي 20 كيلو شمال غرب مدينة ابها , وتبلغ مساحتها 9.33 كيلو مترات مربعة تقريبا. ويعتبر جرف ريدة جزء من الدرع العربي الذي يتكون بدرجة رئيسية من صخور نارية متحركة.
تشبه محمية ريدة حدوة الفرس في شكلها العام حيث تسير حدودها الشمالية والشرقية والجنوبية تقريباً مع حدود تقسيم المياه، وتنفتح من جهة الغرب نحو «شعيب جو» الذي يرفده «شعيب ريدة». والمنطقة عبارة عن تكوينات جبلية شديدة الانحدار مواجهة للشمال والجنوب والغرب تغطيها نباتات كثيفة، تتكون في معظمها من غابات العرعر مع خليط من أشجار نباتات أخرى.
 
وفي بعض هذه المنحدرات الشديدة تنعدم التربة تماماً وتصبح صخوراً جرداء خاصة في الجزء العلوي من المنحدر الجنوبي المواجه للشمال. وهناك الكثير من المجاري المائية التي تصب في « شعيب ريدة » وبعضها لا يتبين مجراها إلا عند السير على الأقدام في غابات العرعر، وذلك لأن بعض هذه المجاري المائية ظلت سطحية حيث لم تستطع حفر مجاري عميقة لها بسبب صلابة الصخور إلا أن بعضها نجح في حفر خوانق مائية عميقة، وهي عادة ذات كثافة نباتية عالية.
 
وتمتاز هذه المحمية بكثافة غطائها النباتي و تنوعه حيث توجد في أعلى الجرف غابات العرعر يليها إلى الاسفل اشجار العتم (الزيتون البري)  والطلح وعدة انواع من الصبار. أما الشعاب فتحتوي على نسبة عالية من التنوع و الكثافة​ في الغطاء النباتي​.
تضم المحمية 332 نوعا من النباتات الفطرية تتوزع في ثلاثة نطاقات، حيث تحتل غابات أشجار العرعر والأشنات، التي تميز المنطقة، في النطاق العلوي منها قرب قمة الجبل. وهي بذلك تقوم بعملها كمصائد للمياه التي تكثفها من السحب التي تمر بها، وترسلها ماءً عذباً فراتاً نقيا للإنسان والحيوان والنبات في مجاري مائية مستديمة طوال العام كما ترتفع الرطوبة النسبية إلى ما يزيد على 50% في الصيف و 80% في الشتاء. ويأتي في النطاق الأوسط على سفوح الجبال أشجار الطلح والزيتون البري، وأنواع من الصبارات والشجيرات الأخرى، أما في النطاق الأسفل من الجبل فتسود الشجيرات الصغيرة والأعشاب لأنها أكثر انفتاحا وامتدادا.
 
ومن أهم الحيوانات التي توجد في هذه المنطقة قرد السعدان (البابون) والذئب العربي والثعالب والضبع المخطط والنمس أبيض الذئب والوشق والوبر، وتعتبر هذه المحمية موطناً لتسعة أنواع من الطيور المستوطنة في الجزيرة العربية، أهمها الدراج العربي أحمر الساق، ونقار الخشب العربي، والعقعق العسيري، بالإضافة إلى عدة أنواع ذات أصول شرق إفريقية، مثل أبومعول الرمادي والسد الإفريقي وأبومطرقة والشقراق الإثيوبي وآكل النحل الأخضر الصغير.
 
لم يكن في الماضي من المستطاع الوصول إلى الغابات في سفوح جرف ريدة إلا بصعوبة شديدة، وذلك عبر دروب وعرة لا تمر بخوانق الشعاب ذات الغطاء النباتي الكثيف، ولذلك بقى الغطاء النباتي في هذه المنطقة على حالته الطبيعية الأصلية لم تعبث به يد الإنسان، ولم يقض عليه الحيوان. وقد تغير هذا الوضع بعد شق طريق ترابي غير ممهد يشبه طريق العقبات، يمر عبر الجرف إلى قرية ريدة إلى شعيب جو وبعد شق هذا الطريق زادت اعداد السيارات التي تمر عبره وزاد عدد الماعز والحيوانات الأخرى التي ترعى في المنحدرات وقام الإنسان بقطع أشجار العرعر لاستخدامها للوقود أحياناً وللبناء أحياناً أخرى ويجد الزائر للمحمية حينما يقوم بالسير في هذا الطريق على الأقدام، أو بالسيارة متعة لا تضاهيها متعة حيث يستطيع تتبع أنواع النباتات والطيور، وهي تتغير مع الارتفاعات المختلفة للجبال.
 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا