موقع جبة الأثري.. القيمة الفنية والثقافية

on
  • 2022-12-27 11:05:24
  • 0
  • 306

تجسد الرسوم والنقوش الصخرية أهمية كبيرة من حياة الإنسان ونشاطه وتكيفه مع البيئة ومستواه الثقافي في العصور القديمة، وقد خلفت هذه الرسوم والنقوش شواهد عديدة أوضحت الكثير من الموضوعات.

 إن ثقافة النحت والحفر في الوقت الحاضر ماهي إلا تطور لثقافة إنسان ذلك الوقت لأن الكثير من الرسومات الصخرية كان فيها تعبير وفنون رسمت قبل 10 آلاف سنة وتشبه إلى حد كبير المدارس التجريدية التي ظهرت في القرن التاسع عشر. مما يقودنا إلى أن دراسة الرسوم الصخرية يمكن أن تؤدي إلى الربط بين سلسلة التتابع التاريخي للحضارات.

تفرد موقع جبة بمنطقة حائل بالمملكة العربية السعودية عن غيره من المواقع بكثافة الرسوم والنقوش الصخرية. حيث برز فيه العديد من فنون الرسم والنقش لفترة ما قبل التاريخ، وتميز بدرجة عالية من الأصالة. وهذا بالطبع ما جعله يدخل ضمن أهم مواقع التراث العالمي حين أكدت لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو ضم هذا الموقع الهام لقائمة التراث العالمي بتاريخ 16 رمضان 1436هـ الموافق 3 يونيو 2015م في اجتماعها الـ39 في مدينة بون بألمانيا. مما جعلها أحد أهم مصادر دراسة تاريخ وحضارة عصور ما قبل التاريخ وموضوعاً خصباً لدراسة فن الرسوم والنقوش الصخرية في المملكة العربية السعودية.

تميزت نقوش جبة بعدة أساليب وخصائص فنية عكست صورة واضحة عن أساليب الحياة المختلفة، والعادات والتقاليد والأعراف والكثير عن الأحوال السياسية وأساليب الحياة المعيشية والاقتصادية المختلفة، بل وتطرقت للنواحي العقائدية والفكرية والتي تعد ثروة هائلة من المعلومات تقود إلى معرفة التسلسل التاريخي للموقع.

ومن أبرز أنواع الرسوم والنقوش الصخرية في موقع جبة رسومات لأشكال آدمية وحيوانية متنوعة تعود لحقب تاريخية مختلفة نفذت بأشكال وأساليب فنية مختلفة عكست إبداع الفنان ومهارته التصويرية في الأشكال والأحجام.

ويلاحظ في هذه الرسوم والنقوش طبقة العتق والتقادم والتي تبين من خلالها تفاوت فتراتها حيث لم تنفذ في وقت واحد، بل تم تنفيذها في أوقات متفاوتة ومتباعدة. ولم تكن الرسوم الحيوانية في كثير من الحالات مقرونة بالأشكال الآدمية بل وجدت منفردة أحياناً. وتمثل أشكال الحيوانات الغالبية العظمى من الرسوم الصخرية الرمزية في موقع جبة. ويتضح من الرسوم أن الحيوان كان يُشكّل اهتماماً خاصاً لديهم في تلك العصور، ومن تلك الحيوانات الجمال والخيول والأسود والكلاب مرفوعة الذيل. بالإضافة لنقوش ورسوم تمثّل الصيد والكتابات الثمودية من القرن السابع الميلادي.

تشهد منطقة حائل اهتماماً كبيراً من الهيئة العامة للسياحة والآثار في مجال الآثار والمتاحف، حيث يجري العمل حالياً على إنشاء متحف حائل،  وأنهت الهيئة مشروع تهيئة قرية جبة التراثية، وأصبحت جاهزة لاستقبال السياح والزوار ، وتعد قرية جبة التراثية من المواقع السياحية الجميلة، حيث تمثل مبانيها التراثية المحاطة بالنخيل عنصر جذب سياحيا. وأسهم الانتهاء من تهيئة وتطوير مواقع التراث العمراني والأثري بمدينة جبة، في أن تكون إحدى أهم الوجهات السياحية في شمال السعودية لضمها آثارا تعود لأكثر من 8 آلاف سنة قبل الميلاد، خاصة في جبلي أم سنمان وغوطة. 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا / جريدة الجزيرة