تطوير المحتوى المعرفي والتاريخي قوة ناعمة في إحياء السياحة الثقافية بمكة المكرمة

on
  • 2023-05-31 08:46:42
  • 0
  • 171

تسعى الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى دعم جودة الحياة وتطوير المحتوى المعرفي والتاريخي بمكة المكرمة، من خلال إيجاد بيئة جاذبة تفضي إلى التفاعل والبحث والاكتشاف للسكان والزوار وضيوف الرحمن، وإحياء صناعة محترفة في إبراز المعالم السياحية والثقافية لأم القرى وخير بقاع الأرض، لما تشتمله من تُراث وإرث حضاري ومعرفي ضارب في جذور التاريخ الإسلامي .

ويحرص زوار مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال رحلتهم الإيمانية بعد إنهاء مناسكهم على اكتشاف الأماكن التاريخية في العاصمة المقدسة، والتي يقف على طليعتها حي حراء الثقافي، والكثير من الأحداث الإسلامية والتاريخية والحضارة الإنسانية .
وتبذل الهيئة جهوداً في بلورة معنى القوة الناعمة في الجذب السياحي، من خلال إحياء السياحة الثقافية، وتحقيق الريادة في الإسهام الفعال في الترويج للمنتج الترفيهي عبر توفير بُنى تحتية خدماتية متطورة ، من خلال التعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص، على رفع جودة الخدمات في المواقع التاريخية والإثرائية، وذلك لإثراء تجربة الزائر الثقافية عند زيارته لهذه المواقع، كما تُنسق الهيئة مع الجهات المعنية في تطوير هذه المواقع، وتعمل كذلك على تمكينها لأداء أدوارها بشكل تكاملي للوصول إلى المستوى المنشود، من خلال استثمار البعد التاريخي لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة .

 وتحدث أستاذ كرسي الملك سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى، ‏الدكتور عبدالله بن حسين الشريف،  عن أهمية المكان وقال " وطننا يمتلك جذور الحضارة الإنسانية وعراقة التاريخ البشري منذ كان آدم عليه السلام في مكة المكرمة، ومنذ أن أصبحت الديار المقدسة مقصداً حين نادى إبراهيم عليه السلام بالحج ويأتيها الناس أفواجاً من كل مكان، فأضحت ملتقى الثقافة البشرية ومعبراً حضارياً وحلقة تواصل بين بني البشر، كما أمست موطناً للعروبة، وعراقة الثقافة وأصالتها ومنارة للنور الإلهي الذي أظهره الله من الحرمين الشريفين وأضاء به الدنيا على يد محمد صلى الله عليه وسلم ورسل الإسلام والسلام بعده حتى يومنا هذا " .

وأضاف " أصبحت جزيرة العرب وأرض المملكة العربية السعودية سجلاً للتاريخ، ومنارة للثقافة، و جغرافية للآثار النبوية والتاريخية، وميداناً للتطوير ومكتسباته الحضارية، ووعاءً للتراث المتسم بالتفرد والعراقة والثراء والعالمية، وقد بصُر ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ببصيرته النافذة أن هذه المكانة الروحية والعراقة التاريخية والثراء التراثي والعظمة الحضارية والمكتسبات الوطنية، تعد معطيات وطنية كبيرة لابد من استثمارها، وخطط لأن تكون عنصراً أساسياً من عناصر رؤية المملكة 2030 في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإثراء الثقافة الإنسانية والجذب السياحي، وللتعبير عن موقعنا ودورنا الإنساني في مسيرة الحضارة البشرية بما نملكه من كنوز الحضارة العالمية، ومن هنا جاء الاهتمام بالتاريخ والآثار والتراث والعلم والثقافة والترفيه والسياحة، وحفظ وحماية الآثار، وتأهيل وتنمية المواقع التاريخية ، وتطوير المحتوى التاريخي معرفيًا وإعلاميًا، ومن حيث المادة والوسائل والأساليب، وبما يتناسب مع مستهدفات الرؤية، كما مما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية زاخرة بالمعالم والتراث والتنوع البيئي والمناخي والثقافي، وهو الأمر الذي يجعل كل منطقة من مناطق المملكة موئلاً حضارياً، حيث تتميز الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة ومواقع السيرة النبوية في أنحاء الوطن بالبعد الروحي".

وأردف يقول: "يأتي تطوير المحتوى المعرفي والتاريخي المتعلق بمكة المكرمة والمدينة المنورة خاصة، والوطن عامة، ضرورة ملحة لإحياء المواقع التاريخية واستثمار المكانة الدينية في إبراز تلك المعالم للحجاج والزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن، والباحثين عن المعرفة والثقافة والترفيه، كما بدأت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والذراع التنفيذي لها؛ شركة كدانة في العمل وبأسلوب حضاري وعصري على تحويل مستهدفات الرؤية إلى واقع، حيث تمت المشاركة سابقاً في فريق الخبراء ببرنامج المواقع التاريخية لدى الهيئة الملكية، وتحديد عشرات المواقع النبوية والتاريخية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والعمل على تطوير المحتوى التاريخي المتعلق بها والمشاريع والمرافق المزمع إنشاؤها تنمية لها، ومنها مشروع حي حراء الثقافي الذي أضحى وجهة جاذبة ومميزة، كما أن الرجوع إلى أهل المعرفة والخبرة من المؤرخين والآثاريين والجغرافيين والمثقفين والإعلاميين في بناء منظومة المواقع التاريخية ومحتواها المعرفي، بما يتناسب مع قيمتها والأهداف التنموية ويجاري الإعلام العصري ووسائله المختلفة، والدليل على أن الهيئة الملكية تسير وفق خطة إستراتيجية طموحة وخلاقة نابعة من رؤية 2030، وذلك لتعزيز الحراك التنموي والسياحي والترفيهي " .

ولقد لعبت وزارة الثقافة ووزارة الإعلام ودارة الملك عبدالعزيز دورًا مهمًا، وأخذت على عاتقها تطوير المحتوى التاريخي، بما يجمع بين صحة المعلومة وقوة تأثيرها وسلامة أثرها وحسن صياغتها وأفضل أساليبها وأنجع وسائلها، وإن عين الرؤية ويدها تستهدف كل مساحة الوطن ومعالمه التاريخية، وكما تم في مكة المكرمة مشروع حي حراء، والنظر يمتد كذلك لتشمل جبل ثور وجبل الرحمة والحديبية وبئر طوى وعين زبيدة وغيرها الكثير، ولذلك جاء وقت وجوب إلزام جميع الشركاء للهيئة الملكية من المستثمرين في تطوير المواقع التاريخية، في أن يتم عمل المحتوى التاريخي لتلك المواقع عن طريق أهل العلم والخبرة، والمؤسسات المتخصصة كدارة الملك عبدالعزيز وفرعها مركز تاريخ مكة ، وكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، والذي أصدر 23 كتاباً حول تاريخ مكة والمشاعر وآثارها، وترشيد وضبط المنشور المعرفي والتاريخي في جميع الوسائل الإعلامية وحمايته من المتطفلين، حفظًا للمعلومة من التشوية، وتحقيقاً للأهداف الوطنية القويمة .

المصادر :

واس