أكثر من 200 حصن تاريخي في منطقة الباحة

on
  • 2023-05-30 12:10:35
  • 0
  • 282

تعد منطقة الباحة واحدة من المناطق والمدن العديدة التي تكتنز إرثا كبيرا من فن العمارة القديمة الذي يبرز في قراها المتناثرة في أنحاء المنطقة، حيث روعي في تصميم مبانيها السكنية وقلاعها وحصونها أن تتواءم مع الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، وأن تتلاءم مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة.

إن النسيج العمراني في قرى الباحة قديماً متراص بسبب طبيعة المواد المستخدمة للبناء، ولتوفير مساحة أكبر من الأراضي للزراعة ولتعزيز النواحي الأمنية في القرى، فالمباني متلاصقة والشوارع ضيقة مع وجود ساحة في منتصف هذه المساكن لتؤدي العديد من الوظائف الاجتماعية والمعيشية، أما بالنسبة إلى المباني فهي عالية وقليلة الفتحات واستخدمت الكتل الحجرية المحلية والمنتقاة بعناية لتشييد المباني، كما استخدمت الأشجار المحلية كالعرعر والسدر والطلح والزيتون البري في الأسقف والأعمدة الخشبية والأبواب.

وهناك ثلاثة عناصر رئيسة يشار إليها عند الحديث عن التراث المعماري في المنطقة وهي الحصون، والمساجد، والمساكن، حيث هناك أكثر من 4000 حصن منتشرة في العديد من المواقع بمنطقة الباحة، وعادة ما تتشابه في تصميمها وطرق بنائها، وبعض المصادر تقول إنه لم يتبق منها سوى 200.

تطل القلاع الأثرية «الحصون» شاهدًا على تراث منطقة الباحة، وتعد من أهم المعالم التراثية فيها. حيث يوجد بها أكثر من مئتي حصن لا تزال شامخة.

ورغم ما اعترت تلك الحصون من ظروف جوية بسبب التقادم إلا أنها ظلت على شموخها مؤكدة عظمة أولئك الرجال الذين قاموا بتشييدها وفق طراز هندسي معماري رائع.

يتراوح ارتفاع تلك الحصون بين 20 مترًا إلى 25 مترًا تقريبًا، وتتكون من ثلاثة طوابق إلى أربعة طوابق ومدخل رئيس. أما السلالم فهي أشبه بالرفوف، ويصعد بها إلى أعلى الحصن. ويزين أعلى الحصون بأحجار بيضاء من «المرو» تكون بارزة لتعطي شكلاً جماليًا.

وقد بنيت تلك الحصون في أثناء الحروب، وكانت في الماضي مواقع للمراقبة، وتتخذ شكل المخروط الهندسي المرتفع. وتكمن خطورة بعضها في وجوده داخل أفنية المنازل أو ملاصق لجدرانها أو في وسط القرى. وتعد مكانًا آمنًا للحماية، ومنها تنطلق الحروب، وكذلك تستخدم في معرفة البرج المناسب للزراعة من خلال الرصد من أعلى قمته. وتلك الحصون لا تزال شامخة رغم مرور السنين، حيث بنيت قبل نصف قرن تقريبًا ورغم ذلك لا تزال صامدة.

تبنى الحصون من الحجارة الكبيرة ذات الشكل المستطيل. ويتسع الحصن من قاعدته ويضيق كلما زاد الارتفاع بشكل هندسي جميل ومتقن، والحصون من الداخل على شكل طبقات تصل إلى خمس طبقات أو ست طبقات لاحتواء أكبر عدد من الناس. ويعد الخشب عنصرًا أساسيًا في بناء الحصون مع الحجارة، مع وجود فتحات مخصصة للمراقبة كأبراج تكشف جميع جهات الحصن.

 

المصادر :

تقرير خاص بموسوعة كيوبيديا