«العقيق» .. منتجات زراعية متنوعة في منطقة الباحة

on
  • 2023-10-24 09:00:41
  • 0
  • 273

قادت المشاريع التعليمية الكبرى التي تنفذ في محافظة العقيق في منطقة الباحة، إلى رفع اهتمام سكان المنطقة بجعل المحافظة الوجهة الأولى لهم؛ إذ تستقطب يومياً عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات الذين ينهلون العلم من نبع جامعة الباحة والكلية التقنية اللتين نفذتا على مساحة تفوق العشرة ملايين متر مربع. وتشكل محافظة العقيق في الوقت الحاضر همزة وصل تربط مدينة الباحة ومختلف محافظات المنطقة، ونقطة التقاء للمنطقة بالمناطق المجاورة كالرياض وعسير ومكة المكرمة، حيث كانت وما زالت القلب النابض لمنطقة الباحة المليء بالماء والغذاء، ومحط رحال المسافرين للمنطقة عبر بوابتها الجوية، وهي الغنية بإرثها التاريخي العريق، والزاهية بحاضرها الرشيق.

وتعد محافظة العقيق المصدر الأساسي للمياه للباحة في الوقت الحاضر، فهي تضم العديد من الأودية كالعقيق واللحيان وجرب وكرا ووراخ وثراد الأمر الذي جعلها تحظى بمجموعة من السدود العملاقة، من أبرزها سدي وادي العقيق ووادي ثراد اللذان يعملان إلى جانب السدود الأخرى على احتجاز مياه الأمطار، ثم ضخها عبر الشبكات الأرضية لمختلف أنحاء المنطقة. 

وثمة ما يميز العقيق، فزيادة على أنها مصدر غني بالمياه؛ فهي ثرية بالغذاء لكثافة مزارعها، حيث تشتهر بتنوع منتجاتها الزراعية كالتمور والقمح والشعير والخضراوات والفواكه مثل العنب والرمان والمشمش والحمضيات. وللجهتين الشرقية والجنوبية من المحافظة تاريخ عريق مع الماضي، فهي تحمل كثيرًا من الآثار البارزة، مثل طريق التجارة القديم أو طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) الذي شهد في العصور البائدة مرور كثير من قوافل الحجاج والقوافل التجارية من مكة المكرمة وإليها، إضافة إلى عديد من الكتابات والنقوش الإسلامية التي يؤرخ بعضها بالفترة ما بين القرن الأول وحتى القرن الثالث الهجري، وبعض المواقع الأثرية الأخرى التي تؤرخ بالفترة الإسلامية، مثل موقع بهر وموقع جنوب غربي العقيق وقرية المعملة وروضة بني سيد وغيرها.

وتضم العقيق بين جنباتها من الجهة الشمالية عدداً من المناجم التعدينية، خصوصاً في موقع (اللغبة) الذي تنتشر فيه كميات من النحاس الذي أذكى الحركة التجارية إبان العصرين العباسيين الأول والثاني، فضلاً عن الجبال الجرانيتية والحرات البركانية التي تحف المحافظة. وللتجارة نصيب وافر بالمحافظة، حيث تضم مختلف الأسواق والمحال التجارية، إلى جانب السوق الشعبي بها المحدد بيوم الأربعاء من كل أسبوع الذي يتميز بكثرة الوافدين إليه من المهتمين بحركة التجارة من بيع وشراء من مراكز المحافظة كافة، ومن المحافظات المجاورة، وبخاصة في مجال تجارة المواشي التي تشكل الدخل الرئيس لعديد من سكان العقيق.

وفيما يتعلق بالفنون الشعبية، فاللعب والعرضة والعزف على الربابة، من أبرز الفنون الشعبية التي تشتهر بها محافظة العقيق، إضافة إلى مجالس الشعر التي أنجبت عديدًا من الشعراء على الساحة الشعبية. وتظل محافظة العقيق في الوقت الحاضر شاهدة على حجم الإنفاق الحكومي التنموي فقد تم تخطيط معظم أراضيها، وحظيت بعديد من المشروعات التنموية كالسفلتة والكهرباء والهاتف والمياه والمدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها، فضلاً عن المقار الحكومية لمختلف الإدارات التي نفذ معظم مبانيها على الطراز المعماري الذي تشتهر به المحافظة، وعلى نحو يتلاءم مع طبيعتها.

المصادر :

جريدة الاقتصادية