صخرة العروسة وجهة لا تُفوّت في أحضان العلا
on- 2025-10-07 12:10:14
- 0
- 36

تقف "صخرة العروسة" شامخة خارج محافظة العُلا، بالقرب من تيماء، في تشكيلٍ جيولوجي نادر يُشبه عروسًا تُمسك بثوبها وسط الرمال.
صخرة "العروسة" كما يحب أن يطلق عليها السكان المحليون، التي تقع شمال محافظة العلا بقرابة 100كلم، هي واحدة من مئات التشكيلات الصخرية التي تشتهر بها المحافظة، تشابه بشكلها الفريد العروسة التي ترتدي فستان زفافها شُكّلت على مدى آلاف السنين. وباتت صخرة "العروسة" إحدى أهم المواقع السياحية التي يقصدها الزوار من مختلف المناطق، التي تتربع وسط مجموعة من الرمال والصخور الأخرى المتنوعة.
ووفق الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، فإن تاريخ هذا المعلم الطبيعي يعود إلى أكثر من 460 مليون سنة، حين تشكَّلت طبقاته من رواسب بحرية دافئة كانت ترسو على حافة قارة "جندوانا" القديمة، قبل أن تدفعها حركة الصفائح التكتونية إلى موقعها الحالي في قلب شمال غرب المملكة.
وتتميّز "صخرة العروسة" بتفردها الجيولوجي وجمالها الطبيعي، إذ تتخذ ملامحها هيئةً تُشبه إنسانًا واقفًا وسط السهل، مما يجعلها من التكوينات الصخرية اللافتة في المنطقة شكلًا ومضمونًا.
رغم أن محافظة العلا تضم مئات التكوينات الصخرية المدهشة، تظل صخرة العروسة علامة فارقة بفضل شكلها الذي يحاكي هيئة الإنسان. فهي ليست مجرد تكوين جيولوجي، بل رمز يجمع بين "الموروث الطبيعي والرمزية الثقافية"، حيث يربطها السكان المحليون بالأساطير والقصص الشعبية التي تضيف إليها بُعدًا وجدانيًا.
لم يعد سحر صخرة العروسة محصورًا في شكلها الفريد، بل تجاوز ذلك ليصبح نقطة جذب لعشاق الرحلات البرية وهواة التصوير. فالمنطقة المحيطة بها تزخر بتضاريس متنوعة، من سهول حصوية مسطحة إلى تكوينات صخرية متجاورة، تتيح للزائر تجربة استثنائية بين الطبيعة والخيال.
مع شروق الشمس أو غروبها، تُلقي الظلال ألوانًا ساحرة على ملامح الصخرة، فتبرز تفاصيلها وكأنها لوحة فنية منقوشة بيد الزمن. وهنا يجد المصورون ضالتهم في التقاط لقطات نادرة تُوثّق انسجام الضوء مع صمت الصحراء، و يمكن للزائر أن يتأمل في صمت المكان ويستشعر عبق التاريخ، أنها محطة فريدة في قلب شمال غرب المملكة، شاهدة على قدرة الطبيعة على الإبداع وصياغة لوحات خالدة تتحدى الزمن.