جغرافية محافظة الأحساء
on- 2025-10-11 11:53:07
- 0
- 22

تتميز محافظة الأحساء أكبر محافظات المنطقة الشرقية بتنوع جغرافيتها الطبيعية التي تحتوي على واحة زراعية شاسعة المساحة تضم أربعة ملايين نخلة تنتج ألذ أنواع التمور في العالم وهو الخلاص، ناهيك عن خصوبة أرضها ، ووفرة عيونها ومياهها العذبة، ومواقعها الأثرية الضاربة في عمق التاريخ.
محافظة الأحساء يحدها شمالا كلا من محافظات بقيق والنعيرية والقرية العليا, ومن الشرق الخليج العربي ودولتي قطر والأمارات العربية, ومن الجنوب سلطنة عمان والجمهورية اليمنية ومنطقة نجران ومن الغرب كلا من منطقة الرياض ونجران.
تعد محافظة الأحساء واحدة من مناطق الإستيطان البشري التاريخية على مر العصور، ولعل الإكتشافات الأثرية التي تزيد علي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد خير شاهدا على ذلك.
وتقع في الأحساء مدينة الهفوف العاصمة الإدارية لها، ومدن : المبرز، العيون، العمران، الجفر، سلوى، البطحاء، ويبرين، ومجتمعات ريفية وهجر، ولتاريخ الأحساء مكانة كبيرة في كتب التراث التي أعادت شواهد الاستيطان فيها إلى العصر الحجري الحديث، وهو يعزز أن جغرافية الأحساء هي مهد الاستيطان الأول والتحول إلى من مجتمعات الصيد إلى المجتمعات الزراعية.
وموقع واحة الأحساء الاستراتيجي بالقرب من ضفاف مياه الخليج العربي جعلها محطة تجارية للكثير من القوافل القديمة حتى أنها أصبحت محلا لبيع التمور والتوابل والبخور، وسوقًا للقادمين من دول آسيا، والقرن الأفريقي، وبلاد الرافدين، والشام، والجزيرة العربية، حيث يستزيدون بالبضائع والصناعات التحويلية التي تضمها أسواقها مثل : النسيج الهجري، والأسلحة، وصناعة السفن، والبخور، والعطور، والصناعات الغذائية، وأدوات البناء، والزراعة وغيرها.
تتميز محافظة الأحساء بكونها مركزا تاريخيا للتبادل التجاري (سوق هجر) لوقوعها علي خط القوافل التجارية القديم او ما يعرف بطريق البخور أو التوابل ومنها تنقل التجارة جنوبا الي اسيا وافريقيا وشمالا لبلاد الشام والرافدين و قد أهتم الرسول صلى الله عليه و سلم أهتماما بالغا بأهل الخليج عامة و أهل البحرين ( الاحساء) خاصة ، ادراكا منه بأهمية هذه المنطقة لما تتمتع به من موقع جغرافي في شرق شبه الجزيرة العربيه، ووضع اقتصادي.
تبلغ مساحة محافظة الأحساء حوالي 379 ألف كم2 بما يمثل 20 % من مساحة المملكة ، ويقدر عدد سكان الأحساء حوالي 1.3 مليون نسمة موزعين على 10 مدن رئيسية وأكثر من 80 قرية وهجرة بنسبة 5% من سكان المملكة ، ويتركز داخل واحة الأحساء ما يقرب من 96.3% من سكان محافظة الاحساء.
والأحساء عبارة عن واحة زراعية كبرى محاطة برمال الصحراء الذهبية، وتحتوي على مقومات سياحية وتراثية متنوعة تجعلها محط أنظار العالم علي مدار التاريخ القديم والحديث والتي تمثل عنصرا هاما للجذب السياحي تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية كبرى ذات انشطة ومواقع سياحية متعددة و متنوعة. حيث تتنوع هذه الموارد السياحية والتراثية بين معالم اثرية وتاريخية قصور وقلاع ومساجد مثل ( قصر ابراهيم ، وقصر خزام ، ومسجد جواثا ) وموارد طبيعية وحياة برية منتزهات وبحيرات مثل ( منتزه الاحساء الوطني ، ومنتزه الملك عبد الله البيئي ، وبحيرة الاصفر ، جبل القارة ، جبل الشعبة ) ، تراث فكري وثقافي متاحف مثل ( متحف الاحساء الوطني للتراث ).
فالزائر لها يتمتع بمشاهدة الواحات الزراعية، أو السباحة في عيونها، أو التعرف على تاريخ الحضارات القديمة التي عاشت على أرضها قبل مئات السنين، أو التنزه في متنزهات الجميلة كالمتنزه الوطني في العمران المشهور بجود 6 ملايين شجرة، فضلا عن التعرف على نباتاتها النوعية، ومنتجاتها الزراعية، والكائنات الحية التي تعيش فيها من الحيوانات والطيور التي ألفها الإنسان وألفته على مر العصور.
وتشكل الآثار ومباني التراث في الأحساء وقفة سياحية أخرى نظرا لما تحمله من عمق تاريخي في حقب مختلفة، فهي نماذج للعمارة الأحسائية بمفرداتها وإحدى مدارس العمارة الإسلامية، ويشتهر منها مواقع : عين قناص شمال العيون، وعسلج بالجبيل، وأبو حريف شمال الفضول، والمجصة بالطرف وآثار ميناء لعجير وغيرها.
تتميز محافظة الأحساء بشواطئ تمتد بطول 150 كم ومن أهمها شاطئ العقير بمناطق (العقير – سلوي – البطحاء)-الذي يعتبر من أجمل سواحل السعودية المطلة علي الخليج العربي- خاصة مناطق الجزر والمحميات الطبيعية المحيطة بالعقير التي تعتبر بمثابة ملاذ للطيور المهاجرة.
تنتشر محافظة الأحساء العديد من المقومات التراثية والثقافية والاجتماعية لاسيما فيما يتعلق بالقرى التقليدية والاستراحات الريفية، والأسواق الشعبية مثل ( سوق التمور ، سوق القيصرية ، سوق السويق ، سوق الصاغة ، سوق الصفافير ، سوق الجمال) ، والحرف والصناعات اليدوية والتراث الشعبى مثل ( صناعة الدله ، صناعة الفخار ، الليفيات ، الخوص ، السموط ، الحدادة ، الخرازة ) .
تتوافر فى محافظة الأحساء المواد الخام التى تعتمد عليها الصناعات الحرفية ( النخيل ومشتقاته – الاخشاب – المنتجات الحيوانية بأنواعها – الاحجار والطين – معادن الذهب والفضة ). تتنوع الحرف بأنشتطها المختلفة والتى لا نظير لها فى مناطق المملكة الاخرى ( حدادة – السفارة – صناعة الفخار – الحصير- الحياكة – التجليد – الندافة – الصياغة – الخرازة ).
تبلغ مساحة الاراضي الزراعية الكلية التي تخضع لنشاط هيئة الري والصرف بالأحساء حوالى 17 ألف هكتار، في حين تبلغ مساحة الأراضي المروية 8165 هكتار طبقا لبيانات مديرية الزراعة بالأحساء.
يوجد بمحافظة الأحساء عدد 3 مليون نخلة ويبلغ انتاج التمور حوالي 120 الف طن، ويقام مهرجان سنوي للتمور، بالإضافة الي إقامة مدينة الملك عبدالله للتمور كأكبر مدينة لتسويق التمور علي مستوي الشرق الأوسط طبقا لبيانات مديرية الزراعة بالأحساء.
كما يمثل البترول الثروة الحقيقية للمنطقة حيث يصل انتاج محافظة الأحساء 60% إجمالي انتاج المملكة، ويوجد بها اهم حقل بترولي وهو "حقل الغوار" الذى يبلغ طوله 280 كم، ويقدر انتاجه بـنحو 5 مليون برميل من النفط بما يعادل 6.25% من الإنتاج العالمي، وقد انتج الحقل أكثر من 65 مليار برميل منذ بدأ انتاجه عام 1951م حتي 2010 م طبقا لبيانات وزارة البترول والثروة التعدينية.
يبلغ عدد المصانع بمحافظة الأحساء 167 مصنعاً مُنتجاً، وأهمها صناعة الاسمنت وصناعة التعبئة وتغليف للتمور، بالإضافة الى الصناعات الصغيرة والحرفية الاخرى طبقا لبيانات هيئة المدن الصناعية.