العلاقة المتناقضة بين السرطان ومرض الزهايمر

on
  • 2025-10-18 13:41:17
  • 0
  • 25

يمكن أن يكون البروتين المعروف بدوره في مرض الزهايمر هو المفتاح لتعزيز جهاز المناعة مع التقدم في السن، وفقا لبحث جديد. توصل فريق من العلماء إلى أن أحد نواتج بروتين أميلويد بيتا يجدد الخلايا التائية، مما يعزز قدرتها على مكافحة الأورام ويقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، بحسب ما نشره موقع "New Atlas" نقلًا عن دورية "Cancer Research".

كما هو الحال مع بعض الحالات الصحية الأخرى، مثل السمنة، فإن هناك تناقضاً بين السرطان ومرض الزهايمر. إذ أظهرت الأبحاث مراراً وتكراراً أن المصابين بمرض الزهايمر أقل عرضة للإصابة بالسرطان.

وفي دراسة جديدة أجراها مركز هولينغز للسرطان في كلية الطب بجامعة سازرن كارولينا، كشف الباحثون عن سر هذه العلاقة المتناقضة. قال الدكتور بسيم أوغريتمن، المدير المساعد للعلوم الأساسية في هولينغز، والباحث المشارك للدراسة: "تم التوصل إلى أن ببتيد الأميلويد نفسه الضار بالخلايا العصبية في مرض الزهايمر مفيد في الواقع للخلايا التائية في الجهاز المناعي. فهو يُجدد الخلايا التائية، مما يجعلها أكثر حماية ضد الأورام".

ارتبط بروتين أميلويد بيتا (Aβ) بمرض الزهايمر لما يقرب من 40 عاماً، وقد ساهم في تطوير علاجات تستهدف العلامات المرضية المميزة للويحات Aβ التي تُلاحظ في المرض. في هذه الدراسة، تم تحليل خمس سنوات من المسوحات الوطنية التمثيلية، ووجد الباحثون أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 59 عاماً والمصابين بمرض الزهايمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة مذهلة قدرها 21 مرة مقارنة بمن لا يعانون من المرض. ثم شرعوا في فهم السبب.

ركز الباحثون على بروتين يُسمى بروتين أميلويد بيتا السلفي APP، وهو جزيء مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمرض الزهايمر، وكيفية سلوك بروتين APP وأحد نواتج تحلله، أميلويد بيتا 40، داخل الخلايا التائية، وهي نوع من الخلايا المناعية التي تهاجم الأورام. مع تقدم الخلايا التائية في العمر، يمكنها الإفراط في تنشيط عملية تسمى ميتوفاغيا، وهي عملية "تنظيف" الميتوكوندريا، مما يؤدي إلى فقدان مفرط للميتوكوندريا وضعف الاستجابات المناعية. يؤدي هذا إلى انخفاض قدرة الخلايا التائية على مكافحة السرطان.

وتوصل الباحثون إلى نتائج مجتمعة تقدم تفسيراً قوياً لسبب انخفاض احتمالية إصابة مرضى الزهايمر بالسرطان، مما يفتح الباب أمام أفكار علاجية جديدة، إذ يمكن أن يكون استهداف عملية التهام الميتوفاجيا، أو استعادة الفومارات، أو تعديل المسارات البيولوجية المرتبطة بـ APP طرقًا لإعادة تنشيط الخلايا المناعية المتقدمة في السن، مما يمكن أن يُحسّن العلاج المناعي للسرطان لدى كبار السن.

المصادر :

العربية. نت