بالمملكة العربية السعودية: تعرف على تاريخ المنطقة الشرقية العريق
on- 2025-11-17 15:15:41
- 0
- 24
للمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية أهمية بارزة، فهي أكبر مناطق السعودية مساحةً فهي بوابة المملكة العربية السعودية الشرقية وتتمتع بامتدادها أكثر من 700كم على ساحل الخليج العربي الأمر الذي مكنها من بناء موانئ تصدير واستيراد يستفاد منها على مستوى المملكة كما أن المنطقة الشرقية تعتبر أيضاً مصدراً طبيعيا للغذاء حيث تقع به أكبر واحة طبيعية في العالم وهي واحة الأحساء والتي تضم العديد من أجود أنواع النخيل في العالم.
تاريخ المنطقة الشرقية يعود إلى آلاف السنين، حيث كانت مركزاً لحضارات قديمة مثل دلمون، وتعرّضت لحكم حضارات مختلفة مثل العثمانيين، واكتسبت اسمها الحالي في عهد الملك عبد العزيز الذي ضمها إلى المملكة العربية السعودية في عام 1913 ميلادي.
يعود تاريخ المنطقة الشرقية إلى ما يقرب من 5 آلاف عام قبل الميلاد والدور التي كانت تلعبه لمزج الاتصالات البشرية والتجارية والثقافية من الجزيرة العربية إلى منطقة وسط آسيا كان متميزا بين الحضارات السابقة.
وقد عرفت هذه المنطقة من الجزيرة العربية قديما باسم " البحرين " وكانت تضم واحتي الأحساء والقطيف وجزيرة أوال، ثم تقلص اسم " البحرين " حتى انحصر إطلاقه على جزيرة أوال والجزر المحيطة بها فأصبحت " دولةالبحرين " الحديثة وانفصلت البقية تحت اسم " هجر" والتي حلت محلها مدينة "الأحساء" منذ عهد القرامطة في القرن الرابع الهجري . واسم "الأحساء" مشتق من أبرز ظواهر المنطقة وهو قرب ماءها من سطح الأرض. فكان أينما حفر وجد الماء في كثير من الجهات، فالأحساء هي جمع حسى، وهو الينبوع المتدفق ماء وفي عام 1370 هـ (1950م) وفي عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله . سميت باسم المنطقة الشرقية وتم نقل مقر الإمارة من مدينة الهفوف إلى مدينة الدمام التي أصبحت عاصمة المنطقة حاليا.
يعود تاريخ الاستيطان في المنطقة الشرقية من المملكة إلى ما قبل 5000 عاما تقريبا وقد كان لتميز المنطقة الطبيعي الذي اكتسبته من موقعها الذي يمتد 700كم على ساحل الخليج العربي أثر كبير في جذب الأنظار إليها وبالذات لكونها حلقة اتصال مابين العالم الخارجي والمناطق الأخرى القريبة منها . والمدافن الموجودة في المنطقة الشرقية تعطي دليلاً واضحا على أن عمليات الاستيطان البشري إضافة إلى الأعمال التجارية كانت سائدة منذ آلاف السنين .
ومع أن المنطقة قد استغرقت زمنا طويلاً لإنشاء الاستمرارية الحضارية فإن بقايا المباني وأطلال المدن والفخاريات والأعمال اليدوية المنحوتة وخلافة تؤكد أن درجة عالية من الإنجازات قد تحققت على أيدي المستوطنين والقاطنين آنذاك. كما أثبتت هذه الحفريات أيضاً أن المنطقة تقع في مفترق طرق مابين العديد من الثقافات والأنشطة.
وقد تأثرت المنطقة بصورة رئيسية بثقافات العبيد ( من 3000 إلى 2000 سنة قبل الميلاد ) وسكان ما بين النهرين وحضارة وحوض نهر السند والإغريق واليونانيين والفرس وفي التاريخ الحديث تأثرت بثقافات العثمانيين وقد قام البرتغاليون ببناء قلاعهم في تاروت دلالة على اهتمامهم بهذا الجز من العالم وقاموا بتركيز أنفسهم بالرغم من قصر بقائهم في المنطقة مقارنة بالآخرين . وقد حافظت هذه الموجات الثقافية على تواجدها الصامت من خلال الحلي الذهبية والأحجار نصف الكريمة والهياكل الحجرية والتماثيل والآثار التاريخية وغيرها وقد أتى العثمانيون إلى المنطقة عام 960هـ (1553م ) إلى أن عادت المنطقة تحت سيطرة بني خالد لفترة، ثم ما لبثت أن عادت تحت سيطرة العثمانيين حتى قيام الدولة السعودية الأولى في أوائل القرن الثالث عشر الهجري حيث استمر ذلك لربع قرن تنعم فيه المنطقة بالأمن والاستقرار إلى أن وجهت الدولة العثمانية حملة عسكرية من قبل واليها على مصر آنذاك محمد علي باشا وتم احتلالهم للإحساء عام 1233هـ 1818م .
ومرت المنطقة بفترات متفاوتة من الاستقرار وعدمه إلى أن قيض الله لها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – يرحمه الله – حيث دخلها في منتصف ليلة الاثنين 25جمادى الأولى 1331هـ (8مايو 1913م ) وفي صباح اليوم التالي استسلم متصرف الأحساء العثماني وجنود حاميته فأعطاهم الملك عبدالعزيز الأمان وأمر بترحيلهم عن طريق العقير ثم أرسل الملك عبدالعزيز حملة إلى القطيف فقامت باستردادها حيث عادت جميع المنطقة تحت الحكم السعودي وانضمت للمناطق الأخرى من هذه المملكة الفتية.